طردت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عائلات فلسطينية، من مناطق عدة في الأغوار الشمالية الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، بحجة التدريبات العسكرية، وذلك بالتزامن مع اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، فيما تتواصل الاعتقالات اليومية بحق الفلسطينيين.
وذكرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أن قوات الاحتلال ووسط حشود عسكرية للتدريبات، طردت أكثر من 10 عائلات فلسطينية تسكن في منطقة البرج والميته في منطقة المالح بالأغوار الفلسطينية، وذلك من أجل إجراء تدريبات عسكرية بالقرب من خيامها ومنشآتها.
على صعيد آخر، أفاد منسق اللجان الزراعية في المنطقة الشرقية لمحافظة رام الله والبيرة، كاظم الحج محمد في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن أهالي قرية المغير شمال شرق رام الله فوجئوا الساعة السادسة من صباح اليوم، باقتحام نحو 40 سيارة للمستوطنين المدخل الشرقي للمغير، في محاولة لدخول القرية، لكن أهالي المغير خرجوا للتصدي لهم، وبعدها حضرت قوات من جيش وشرطة الاحتلال وأبعدت المستوطنين عن القرية.
توازياً مع ذلك، اعتدت عصابات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، الليلة الماضية، في قرية سوسيا في مسافر يطا جنوب، وقطعت خراطيم المياه وكوابل الكهرباء المؤدية للمواطن ناصر شريتح، وفق ما أفاد به منسق اللجان الشعبية والوطنية في جنوب الخليل راتب الجبور في تصريح صحافي.
وكان مستوطنون هاجموا، أمس الإثنين، مركبات الفلسطينيين على الطريق الواصل بين محافظتي نابلس وقلقيلية شمال الضفة الغربية بالعصي، ما تسبّب بحالة من الذعر وألحق أضراراً بالمركبات، وفق ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس في حديث لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).
وفي سياق الاعتقالات اليومية، اعتقلت قوات الاحتلال شاباً فلسطينياً على حاجز عسكري دوتان جنوب غربي جنين، واعتقلت شاباً آخر من مدينة جنين أثناء مروره عبر حاجز عسكري قرب أريحا، فيما أصيب عدد من العمال الفلسطينيين، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بالقرب من جدار الضم المقام فوق أراضي قرية رمانة غرب جنين.
في حين اعتقلت قوات خاصة من جيش الاحتلال "مستعربون"، ليل أمس، مواطنين فلسطينيين خلال مواجهات اندلعت في بلدة الطور بالقدس المحتلة، كما اعتقلت قوات الاحتلال 3 شبان من مدينة رام الله ومخيم قدورة بمدينة رام الله، بينما دارت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في المدينة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، ليل أمس، المواطن الفلسطيني أيوب مسالمة (25 عاماً) وهو من ذوي الإعاقة الخاصة على مدخل بلدة بيت عوا جنوب غربي الخليل، بينما اعتقلت، اليوم الثلاثاء، الطفل أنس أحمد أبو شوشة (16 عاماً) من مخيم العروب شمال الخليل، وفتشت منازل في بلدة الظاهرية جنوب الخليل وصادرت أدوات وعدة مخرطة حدادة.
اعتقلت قوات الاحتلال 3 شبان من رام الله، بينما دارت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في المدينة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الليلة الماضية، وفجر اليوم الثلاثاء، 11 مواطناً فلسطينياً من الضفة بينهم فتى، رافقت ذلك اعتداءاتٌ على المواطنين ومواجهات.
وأضاف أن "ثلاثة مواطنين جرى اعتقالهم من رام الله والبيرة، وثلاثة مواطنين جرى اعتقالهم من جنين، وثلاثة مواطنين من بلدتي بيت فوريك وعورتا في نابلس، ومن مخيم العروب بالخليل اعتقل الاحتلال الفتى أنس أحمد شاهين (16 عاماً)، علاوة على اعتقال مواطن من مدينة دورا جنوب الخليل".
الاحتلال يقمع مسيرة سلمية بالأغوار الفلسطينية احتجاجاً على هدم خربة "حمصة"
أُصيب ستة فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمشاركين في مسيرة سلمية، كانت متجهة نحو خربة "حمصة الفوقا" بالأغوار الشمالية الفلسطينية التي هدمتها قوات الاحتلال قبل أسابيع.
وقال مسعفون في الهلال الأحمر الفلسطيني لـ"العربي الجديد": "إن جنود الاحتلال استهدفوا الأجزاء العلوية من أجساد المتظاهرين، إذ تبين أن بعض المصابين أصيبوا برؤوسهم وصدروهم، وجرى نقل أحدهم إلى المستشفى التركي في مدينة طوباس شمال شرقي الضفة الغربية، في حين عولج الآخرون ميدانياً، خاصة الذين أصيبوا بالاختناق جراء تعرضهم لوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع".
أُصيب ستة فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، جراء قمع قوات الاحتلال
وكان المئات من مختلف محافظات الضفة الغربية قد وصلوا إلى أطراف الأغوار الفلسطينية للمشاركة في مهرجان "الزحف الأكبر" الذي دعت إليه هيئة مقاومة الجدار والاستيطان والفصائل الفلسطينية، حيث كان من المقرر تنظيمه على أراضي خربة "حمصة الفوقا"، التي تعرضت خلال الأسابيع الماضية، لعمليات هدم واسعة من جرافات الاحتلال طاولت غالبية منشآتها، ونتج عن ذلك تشريد أكثر من سبعين شخصاً معظمهم من الأطفال وكبار السن.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في الأغوار معتز بشارات لـ"العربي الجديد": "إن جنود الاحتلال المتمركزين على الحواجز العسكرية الموصلة للأغوار منعوا المشاركين من استكمال طريقهم، إذ دققوا في بطاقاتهم الشخصية واحتجزوا بعضهم، وأجبروا الآخرين على العودة، وهو ما طاول أيضاً طواقم الصحافيين من مختلف وكالات الأنباء".
وتابع بشارات: "كان القرار بالتجمهر قرب حاجز قرية تياسير العسكري، إذ يعد النقطة الأقرب للأغوار، وهناك استبقنا جنود الاحتلال، حيث انتشروا على التلال القريبة، وقطعوا الطريق أمامنا، وأطلقوا وابلاً كثيفاً من الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أوقع عشرات الإصابات في صفوف المشاركين".
وكانت جرافات الاحتلال قد هدمت في الثالث من الشهر الجاري، نحو ثمانين منشأة سكنية وزراعية، ما أدى إلى تشريد 13 عائلة يزيد عدد أفرادها مجتمعة على خمسة وسبعين فردًا في خربة حمصة، بحجة تشييدها دون موافقة من الجهات المختصة الإسرائيلية.
كما أتت عملية الهدم على بركسات وحظائر الماشية، وأتلفت أطنان الأعلاف، وخزانات المياه والحمامات المتنقلة، وألواح الخلايا الشمسية التي تعتبر المصدر الوحيد للكهرباء في الخربة.
وتمتد الخربة على مساحات واسعة من الأراضي الخصبة التي تستغل للزراعة ورعي الماشية، وكغيرها من التجمعات السكانية في الأغوار، تتعرض خربة حمصة باستمرار لمضايقات الاحتلال التي تتراوح ما بين الهدم والطرد والتشريد ومصادرة الممتلكات.
وبذريعة التدريبات العسكرية، يُجبر الأهالي على ترك بيوتهم ومزارعهم لتتحول إلى مسرح للدبابات والآليات الثقيلة التي تصول وتجول وتطلق ذخيرتها الحية وقذائف المدفعية تاركة خلفها الخراب والدمار.
أتلفت عمليات الهدم أطنان الأعلاف، وخزانات المياه والحمامات المتنقلة، وألواح الخلايا الشمسية التي تعتبر المصدر الوحيد للكهرباء في الخربة
وصعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية بشكل غير مسبوق، من عمليات هدم المنازل الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
3 عائلات فلسطينية يتهددها خطر التهجير جنوب القدس
من جهة أخرى، يتهدد خطر الإخلاء والتهجير 3 عائلات فلسطينية من حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب القدس، بعد رفض المحكمة المركزية للاحتلال الإسرائيلي في القدس الاستئنافات المقدمة من العائلات على قرارات "محكمة صلح الاحتلال" القاضية بإخلائهم من عقاراتهم، لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم الاستيطانية"، بحجة ملكية اليهود للأرض المقامة عليها البناية.
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة المختص بالشأن المقدسي ولجنة حي بطن الهوى، في بيان مشترك، وصلت نسخة منه "العربي الجديد"، أن المحكمة المركزية للاحتلال ردت يوم أمس، الاستئناف المقدم باسم عائلة دويك، فيما ردت الاستئناف المقدم منتصف الشهر الجاري، باسم عائلتي عودة وشويكي، على قرارات إخلائهم من عقاراتهم السكنية، وتقدمت الأخيرتان بطلب إلى المحكمة العليا لتجميد قرار الإخلاء إلا أن المحكمة ردت طلبهما.
وأوضح المركز واللجنة أن عقارات عائلات "شويكي ودويك وعودة"، وهي عبارة عن بنايتين ضمن مخطط "عطيرت كوهنيم"، للسيطرة على 5 دونمات و200 متر مربع من بطن الهوى ببلدة سلوان، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881.
ولا تتوقف معاناة أهالي حي بطن الهوى عند خطر الإخلاء، فقد أوضح الرجبي أن الأهالي يعانون يومياً من استفزازات المستوطنين وحراسهم، والاعتداءات المتكررة عليهم، مؤكداً على صمود أهالي حي بطن الهوى في منازلهم وعلى أرضهم.
من جانب آخر، أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، المواطن الفلسطيني عرفات محمد أبو رزق بوقف البناء في منزله الواقع في قرية الولجة غرب بيت لحم جنوب الضفة، واستدعته للتحقيق، بحجة عدم الترخيص، وفق تصريحات للناشط الشبابي في الولجة إبراهيم عوض.