جيش الاحتلال قتل 3 محتجزين إسرائيليين في غزة رغم صراخهم بالعبرية "أنقذونا" ورفعهم رايات بيضاء

16 ديسمبر 2023
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي التحقيق في الحادثة (Getty)
+ الخط -

كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، تفاصيل إضافية حول قيام قواته، يوم أمس الجمعة، بقتل ثلاثة محتجزين في غزة، قال إنهم قُتلوا "عن طريق الخطأ"، لافتاً إلى أن المحتجزين الثلاثة كانوا قد رفعوا الرايات البيضاء وصرخوا "أنقذونا". 

وبحسب التفاصيل الجديدة، التي أفضت إليها التحقيقات الأولية، بدأ الأمر عندما دخلت قوة من الكتيبة 17 إلى مبنى، ورأت ثلاثة أشخاص اشتبهت بأنهم "مخربون".

وكان أحد المحتجزين، الذي اعتبرته القوة مخرباً، قد رفع راية بيضاء، لكن الجنود فتحوا النار عليه رغم هذا، وذلك "بخلاف تعليمات إطلاق النار"، على حد ادعاء جيش الاحتلال، والتي تحظر إطلاق النار على أشخاص بعد استسلامهم.

وعلى الرغم من هذا الادعاء، فإن العديد من الحالات في غزة وخارج غزة وثقت قيام جنود الاحتلال بإطلاق النار على أشخاص حتى بعد استسلامهم أو عدم تشكيلهم أي خطر عليهم.

وبحسب التحقيقات الأولية أيضاً، التي أجراها الجيش، فإنه مع إطلاق النار الأول، قُتل اثنان من المحتجزين الثلاثة، في حين تمكن الثالث من الهرب مجدداً إلى داخل المبنى.

وفي هذه المرحلة، اعتقد قائد الكتيبة 17 أن "مخرّبين" يحاولون استدراج الجنود إلى كمين، ولذلك صرخ مطالباً المحتجز بالخروج إلى خارج المبنى.

ورداً على ذلك، صرخ المحتجز "أنقذونا" (باللغة العبرية)، وخرج من المبنى، ولكن جرى إطلاق النار عليه وقتله.

وبعدها، لاحظ قائد الكتيبة الملامح الغربية للمحتجز، وأدرك وجود حدث غير عادي، وبعد فترة وجيزة أدرك الجنود بأنه أحد المحتجزين الإسرائيليين. وحدث كل ذلك في فترة تراوحت ما بين دقيقة وثلاث دقائق.

وأفادت القناة "13" العبرية أنه جرى العثور على مبنى قبل يومين رُفعت عليه لافتة تحمل عبارة "أنقذوا ثلاثة مختطفين".

وراود الشك جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن المبنى عبارة عن كمين للجنود، لكن الآن يجري فحص احتمال أن يكون المحتجزون الثلاثة الذين قُتلوا قد تواجدوا في هذا المبنى منذ فترة.

وتشير تقديرات جيش الاحتلال إلى أن من قاموا باحتجازهم قد قُتلوا خلال الهجمات أو تركوا المحتجزين وغادروا المكان.

في غضون ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي التحقيق في ملابسات الحادثة.

وقام قائد المنطقة الجنوبية، يرون فينكلمان، بعرض النتائج الأولية على رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، الذي توجه إلى مقر القيادة الجنوبية مباشرة بعد الحادث، للمشاركة في التحقيقات.

كتائب القسام: إسرائيل "تقامر" بحياة جنودها الأسرى في غزة للتخلص من عبء الملف

في الأثناء، اعتبرت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، السبت، أنّ إسرائيل "تقامر بحياة جنودها الأسرى الذين تعمّدت إعدام ثلاثة منهم الجمعة"، قائلة إنّ هذا يأتي ضمن "محاولة يائسة للتخلص من عبء الملف".

وقال أبو عبيدة متحدث "القسام"، في بيان، وفق ما أوردته وكالة الأناضول، "ما زال العدو يقامر بحياة جنوده الأسرى لدى المقاومة غير آبه بمشاعر عائلاتهم".

وأضاف أنّ إسرائيل "تعمّدت بالأمس إعدام ثلاثة من جنودها الأسرى وآثرت قتلهم على تحريرهم، وهو ذات السلوك الإجرامي المفضوح الذي مارسته ولا تزال بحق أسراها في غزة".

واعتبر أنّ ذلك يأتي في "محاولة يائسة منها للتخلص من عبء هذا الملف واستحقاقاته التي تعرفها جيداً".

كما نشرت كتائب القسام السبت مقطعاً مصوراً تعليقاً على قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي محتجزيه الثلاثة، قائلة إنّ "الوقت ينفد". وعنونت "القسام" مقطعها المصور بـ"الوقت ينفد"، وذلك باللغات العربية والإنكليزية والعبرية.

وعرض المقطع المصور في نحو دقيقة ونصف مشاهد القصف الإسرائيلي العشوائي على مناطق بقطاع غزة، بالتزامن مع عرض مقاطع مصورة لمحتجزين إسرائيليين قتلوا جراء القصف.

وأوردت "القسام" إفادة إسرائيلية كانت محتجزة سابقاً في غزة قبل مقتلها، قولها: "نخشى أن نموت من الصواريخ، من فضلكم توقفوا".

كما أشار المقطع إلى وصول حصيلة قتلى المحتجزين الإسرائيليين في القطاع إلى 9، آخرهم الثلاثة الذين قتلوا "خطأ" بحي الشجاعية.

وفي صورة أخرى نشرتها "القسام" على "تليغرام"، السبت، بعنوان: "الخيار لكم في توابيت أم أحياء!!"، تظهر في جزئها العلوي صورة إحدى المحتجزات الإسرائيليات المحررات، بينما يبدو في الجزء الأسفل رمز لتابوت الموتى.

وكانت كتائب القسام، وسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، قد أعلنتا سابقاً مقتل عدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديهما جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

المساهمون