جونسون يزور السعودية: لوقف "الإدمان" الغربي للطاقة الروسية

15 مارس 2022
بريطانيا تشدد لهجتها تجاه روسيا منذ بدء اجتياحها أوكرانيا (Rasid Necati Aslim/الأناضول)
+ الخط -

يقوم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، مساء اليوم الثلاثاء، بزيارة للمملكة العربية السعودية، في وقت دعا فيه دول الغرب إلى وقف "إدمانها" موارد الطاقة الروسية، معتبراً أن ذلك يسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"ابتزاز" العالم.

ومن المقرر أن يجري جونسون في زيارته للسعودية محادثات مع وليّ العهد محمد بن سلمان على وقع ارتفاع كبير لأسعار المحروقات، تُلقى باللائمة فيه على الحرب الروسية على أوكرانيا.

وتأتي زيارة جونسون للرياض، بعد أيام قليلة من إعدام السلطات السعودية 81 شخصاً في يوم واحد دينوا بجرائم مرتبطة "بالإرهاب"، بحسب وزارة الداخلية السعودية، وهو عدد يتجاوز إجمالي حالات الإعدام في العام الماضي التي شملت 69 شخصاً.

وقبيل الزيارة، قال جونسون في مقال نشره بصحيفة "ديلي تلغراف" إن قادة الغرب ارتكبوا "خطأً فادحاً" عندما سمحوا لبوتين بـ"الإفلات" من ضمّ موسكو للقرم في 2014، وأصبحوا أكثر اعتماداً على موارد الطاقة الروسية.

وأوضح أنه نتيجة لذلك "عندما استعد (بوتين) أخيراً لشنّ حربه الشريرة في أوكرانيا، أدرك أن العالم سيجد صعوبة بالغة في معاقبته"، مضيفاً: "لا يمكن العالم أن يخضع لهذا الابتزاز المستمر".

وذكر في المقال أنه "ما دام الغرب يعتمد اقتصادياً على بوتين، فسيفعل كل ما بوسعه لاستغلال ذلك".

وتابع: "إذا استطاع العالم وقف اعتماده على النفط والغاز الروسيين، يمكننا قطع الأموال النقدية عنه وتدمير استراتيجيته وتقليص حجمه".

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني إنه سيطلب من السعودية إدانة العدوان الروسي على أوكرانيا.

ورداً على سؤال عمّا إذا كان جونسون سيطلب من السعودية إدانة تصرفات بوتين في أوكرانيا، قال المتحدث: "بالتأكيد". وأضاف في تصريحات للصحافيين: "نريد قطعاً توسيع التحالف المناهض لأفعال بوتين".

أعلنت الولايات المتحدة، وهي من كبار منتجي الطاقة، حظراً على واردات النفط الروسي، وستحذو المملكة المتحدة حذوها، فيما وافق الاتحاد الأوروبي على القيام بالشيء نفسه "في أقرب وقت"، بحسب ما كتب جونسون.

وأقرّ بأنّ وقف اعتماد الغرب على الطاقة الروسية "سيكون مؤلماً".

وقال المتحدث باسم جونسون قبيل زيارة السعودية إن الحكومة "تريد خفض التقلبات والأسعار من أجل الأعمال التجارية البريطانية".

ومن المتوقع أن تنشر الحكومة البريطانية تقرير "استراتيجية أمن الطاقة البريطانية" في وقت لاحق هذا الشهر، وقال جونسون إن هناك حاجة للاستثمار في موارد الطاقة المتجددة، بما يشمل مزارع توليد الطاقة من الرياح والشمس في البحر.

وأكد الحاجة "لرهانات كبيرة جديدة على (الطاقة) النووية"، ومن بينها "مفاعلات صغيرة الحجم، إضافة إلى محطات الطاقة الأكبر حجماً".

أوروبا تواجه مأزق النفط والغاز الروسيين.. ما هي البدائل؟

وبينما كانت الولايات المتحدة الأميركية تحاول بناء دعم دولي لأوكرانيا، إثر بدء الاجتياح الروسي لها، حاول البيت الأبيض ترتيب اتصالات بين الرئيس الأميركي جو بايدن، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، لكن "دون جدوى"، حسبما أشار مسؤولون أميركيون لصحيفة "وول ستريت جورنال"، في وقت سابق.

وقال المسؤولون في البيت الأبيض الذين لم تحدد الصحيفة هويتهم إن بن سلمان وبن زايد "رفضا طلب الولايات المتحدة بالتحدث إلى بايدن في الأسابيع الأخيرة، حيث أصبح المسؤولان السعودي والإماراتي أكثر صراحة في الأسابيع الأخيرة، في انتقادهم للسياسة الأميركية في الخليج".

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الأميركيين عن المناقشة المخطط لها بين الأمير السعودي وبايدن، قوله: "كان لدينا توقعات لإجراء مكالمة هاتفية، لكن ذلك لم يحدث".

وتدهورت العلاقة بين السعودية وواشنطن، في ظل إدارة بايدن، إذ تريد الرياض دعماً أكبر لحربها في اليمن، والمساعدة في برنامجها النووي المدني أسوة بإيران، والحصانة القانونية لبن سلمان في الولايات المتحدة، حيث يواجه دعاوى قضائية عدة في الولايات المتحدة، بما في ذلك قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في عام 2018.

ويشاطر الإماراتيون السعودية مخاوفها حيال الرد الأميركي الباهت على الضربات الصاروخية الأخيرة التي شنتها جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، المدعومة من إيران في اليمن، ضد الإمارات والسعودية. وتشعر الحكومتان بالقلق أيضاً بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي لا يعالج مخاوفهما الأمنية الأخرى، بعد أن دخل المراحل النهائية من المفاوضات في الأسابيع الأخيرة.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن البيت الأبيض يسعى لإصلاح العلاقات مع الدولتين، اللتين يحتاج إليهما بايدن مع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة.

المساهمون