جولة مفاوضات فيينا النووية تختتم باجتماع للّجنة المشتركة: التوصل إلى اتفاق جيد ممكن ولكن..

03 ديسمبر 2021
استؤنفت مفاوضات فيينا في جولتها السابعة مساء الاثنين (فلاديمير سيميسيك/فرانس برس)
+ الخط -

أكد مسؤولون أوروبيون وإيرانيون أن جولة التفاوض غير المباشرة حالياً بين إيران والولايات المتحدة الأميركية حول إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والتي بدأت هذا الأسبوع في فيينا، ستنتهي اليوم الجمعة باجتماع رسمي للأطراف المتبقية في الاتفاق.

ويأتي اجتماع إيران وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين ضمن ما يُعرَف باللجنة المشتركة التي تمثّل أطراف الاتفاق النووي.

ونقلت "رويترز" عن مسؤول إيراني قوله إنّ الاجتماع سيُعقد ظهراً، في وقت أكد دبلوماسي أوروبي أنّ الهدف من الاجتماع هو الاتفاق على استئناف المحادثات الأسبوع المقبل.

امتعاض أوروبي وأميركي من فحوى المقترحات الإيرانية

بدورها، قالت مصادر مواكبة للمفاوضات النووية في فيينا، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، إنّ اجتماع اليوم، الذي بات عقده مؤكداً حتى اللحظة إن لم يحصل تطور يؤدي إلى تأجليه، سيعلن اختتام هذه الجولة من المفاوضات، مشيرة إلى أنه سيعقد في تمام الساعة 13:00 بتوقيت فيينا. وأضافت أن الوفود ستعود إلى عواصمها ومعها المقترحات الإيرانية لمناقشتها، مشيرة إلى أن "هناك امتعاضاً أوروبياً وأميركياً" من فحوى المقترحات الإيرانية.

وأوضحت أن هذه الأطراف ترى أن المسودات الإيرانية تتعارض مع مسودة اتفاق توصلت إليها أطراف المفاوضات خلال الجولات السابقة، مشيرة إلى أن "الفجوة في المواقف بين إيران والأطراف الغربية باتت أعمق وأكثر مما كانت سابقاً".

وتابعت المصادر المواكبة لمفاوضات فيينا، لـ"العربي الجديد"، أن "أطراف المفاوضات فوجئت الأربعاء بالمسودات الإيرانية الجاهزة، لكونها وضعت أطراف المفاوضات أمام أجندة مختلفة عن الدورات السابقة، بناء على أولوية رفع العقوبات بالكامل وربط التقدم في المسائل النووية برفع العقوبات، لكن هذا التوجه ترفضه الأطراف الأميركية والأوروبية".

وأكدت هذه المصادر أن "هذه الجولة من المباحثات تختتم أعمالها بعد خمسة أيام من دون الاتفاق على جدول أعمال لها"، قائلة، في الرد على سؤال بشأن الأنباء عن استئناف المفاوضات خلال الأسبوع المقبل، إن "ذلك ليس محسوماً، لكن سيناقش خلال اجتماع اللجنة المشتركة ويتم اتخاذ القرار بشأن ذلك".

كبير المفاوضين الإيرانيين يواصل لقاءاته في فيينا

في غضون ذلك، توجه كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى فندق "قصر كوبورغ" حيث تجرى المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، وذلك لإجراء مباحثات مع منسق المفاوضات إنريكي مورا.

والمباحثات بين باقري كني ومورا هي الثالثة من نوعها خلال يومين، ويأتي اللقاء قبيل اجتماع مرتقب للجنة المشتركة للاتفاق النووي اليوم الجمعة.

بوريل: لإبداء مرونة في مفاوضات فيينا

​وفي مؤشر على ما يبدو إلى صعوبة الموقف خلال مفاوضات فيينا، أجرى مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الذي يتولى تنسيق المفاوضات، اليوم الجمعة، اتصالاً مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لمناقشة المفاوضات الراهنة.

وأكد بوريل خلال الاتصال أهمية المفاوضات بين أطراف الاتفاق النووي في فيينا، مشيراً إلى أن هذه الأطراف "تسعى بجدية للتوصل إلى تفاهم"، وفق ما ورد في بيان للخارجية الإيرانية.

وقال إنه أكد لنائبه إنريكي مورا، الذي يدير المفاوضات، أن "يكون على تواصل بنّاء وفعال مع كبير المفاوضين الإيرانيين، وجميع الوفود المشاركة، للتوصل إلى اتفاق".

ودعا مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "جميع الأطراف إلى إبداء المرونة في المفاوضات"، معرباً عن سعادته لبدء الجولة الجديدة من المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، وقال إنه وزملاءه لن يألوا جهدا "للمساعدة في حل المشكلة".

عبد اللهيان: التوصل إلى اتفاق جيد ممكن ولكن...

من جهته، أكد عبد اللهيان أن "الوفد الإيراني يشارك في المفاوضات بشكل فعّال وبحسن نية وصلاحيات لازمة ومبادرات قابلة للتحقق للمضي قدماً إلى الأمام"، حسب قوله. وأضاف أن "هدفنا في أي تفاوض وإجراء هو الإنهاء الكامل للعقوبات الناقضة للاتفاق النووي"، مؤكداً أن بلاده "ملتزمة بالتعاون الفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وقال الوزير الإيراني إن الوفد الإيراني "لديه برنامج ومبادرات واضحة وعملية في كل مرحلة من المفاوضات"، داعياً "الغرب إلى تقديم مبادرته العملية الحقيقية لرفع العقوبات، وإنهاء تكرار الشعارات السابقة، ونقض حقوق ومصالح الشعب الإيراني".

وأعرب أمير عبد اللهيان عن قناعته في أن "التوصل إلى اتفاق جيد ممكن، لكن ذلك يلزم أن تغير بعض الأطراف توجهاتها، من استخدام مفردات التهديد إلى أدبيات التعاون والاحترام المتبادل وخطاب مثمر".

وختمت الخارجية الإيرانية بيانها بالقول إن بوريل وعبد اللهيان اعتبرا أن "أجواء المفاوضات الراهنة في فيينا إيجابية".

وكانت مفاوضات فيينا النووية قد استؤنفت في جولتها السابعة، مساء الاثنين الماضي، في أجواء اعتبر المشاركون فيها أنها كانت "إيجابية". واتفق المشاركون على استئناف أعمال لجنتي العقوبات والمسائل النووية.

وهذه الجولة السابعة منذ انطلاق المفاوضات خلال إبريل/نيسان الماضي، لكنها الجولة الأولى في عهد الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي.

واستؤنفت المفاوضات بعدما توقفت أكثر من 5 أشهر بعد انتهاء الجولة السادسة في يونيو/حزيران الماضي بطلب إيراني، بحجة عملية انتقال السلطة التنفيذية في إيران.

ولدى طهران ثلاثة مطالب أساسية تسعى لتحقيقها في المفاوضات وتربط نجاحها بها، وهي رفع جميع العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة، ووضع آلية واضحة ومحددة للتحقق من رفع العقوبات عملياً، وضرورة تقديم الولايات المتحدة "ضمانات كافية وجادة" لعدم الخروج مستقبلاً من أي اتفاق محتمل في فيينا.

المساهمون