استمع إلى الملخص
- الحكومة اليمنية تشترط عدم إبرام صفقات تبادل أسرى دون إطلاق سراح السياسي محمد قحطان، مع دعوات للمجتمع الدولي لضمان إطلاق سراح المختطفين ومحاسبة الحوثيين.
- تغير موقف الحكومة اليمنية بالمشاركة في المفاوضات يثير تساؤلات، بينما يؤكد الحوثيون استعدادهم للمفاوضات، معتبرين ملف الأسرى ذو أهمية إنسانية.
من المقرر أن تستضيف العاصمة العُمانية مسقط من اليوم الأحد وحتى الجمعة 5 يوليو/تموز المقبل، جولة مفاوضات حول الأسرى اليمنيين بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين في ظل استمرار الجماعة بتنفيذ حملات خطف، شملت في الآونة الأخيرة موظفين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي المفاوض بملف الأسرى والمختطفين، ماجد فضائل، لـ"العربي الجديد"، إن "المشاركة في مفاوضات مسقط بخصوص الأسرى والمختطفين ستتم بتوجيهات رئاسية"، مؤكداً "التزام الوفد الحكومي التوجيهات الرئاسية بعدم إبرام أي صفقة تبادل لا تشمل إطلاق سراح السياسي محمد قحطان" الذي اختطفه الحوثيون منذ إبريل/نيسان 2015.
ماجد فضائل: ملتزمون بالتوجيهات الرئاسية بعدم إبرام صفقة تبادل لا تشمل إطلاق سراح قحطان
وكان قحطان واحداً من الشخصيات التي شملها قرار مجلس الأمن 2216، والقاضي بالإفراج عنه وعن وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي، وقائد اللواء 119 مشاة اللواء فيصل رجب، إذ أُفرج عن الشخصيات الثلاث الأخرى وأُبقي على قحطان حتى اليوم.
وأكد فضائل أن "استمرار جماعة الحوثيين في ممارسة الخطف يهدد مباشرة قدرة منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على تنفيذ ولايتها ووظيفتها، وينذر بخطر توقف الأعمال والمساعدات الإنسانية، كما أنه يقوض استقلاليتها وحياديتها، ويفاقم الوضع الإنساني المتدهور في البلاد، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين".
ودعا فضائل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى اتخاذ موقف حازم وفاعل لضمان إطلاق سراح المختطفين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. كما دعا المنظمات إلى اتخاذ إجراءات وتدابير فورية لتوفير الحماية اللازمة للعاملين في المجال الإنساني والإغاثي. وطالب "جميع المنظمات الدولية بنقل مكاتبها الرئيسية إلى المناطق المحررة، كون هذا سيساهم في حماية موظفيها من التهديدات المستمرة، وسيضمن استمرار تقديم الخدمات والأعمال الإنسانية".
تبدل موقف الحكومة
والثلاثاء الماضي، قال رئيس الوفد الحكومي المفاوض هادي هيج إن موقف الرئاسة والحكومة ثابت بعدم حضور أي مشاورات أو تفاوض إلا بعد إطلاق المخفيين قسراً لدى جماعة الحوثيين، وفي مقدمتهم قحطان. غير أن موقف الحكومة تغّير في اليوم التالي بإعلانها المشاركة في جولة مفاوضات حول الأسرى اليمنيين في مسقط، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول مبررات إعلان المشاركة في المفاوضات بعد أن أُعلن عن عدم المشاركة فيها إلا بشروط. وكانت توجيهات صادرة عن رئاسة الجمهورية، الثلاثاء الماضي، قضت بعدم إبرام أي صفقة تبادل لا تشمل إطلاق سراح قحطان، أو على أقل تقدير الكشف عن مصيره، وتمكينه من التواصل مع أسرته، والرجوع إلى الرئاسة قبل إبرام أي صفقة لأخذ التوجيهات.
وقال الصحافي مطهر الصبري، لـ"العربي الجديد"، إن "التغيّر المفاجئ في موقف الحكومة من المشاركة في مفاوضات حول الأسرى اليمنيين في مسقط يدل على حالة التخبط التي تعيشها الشرعية، التي أكدت أنها لن تشارك إلا بشروط، غير أنها تلقت الأوامر من السعودية بضرورة المشاركة في جولة المفاوضات" على حد وصفه.
الكرار المراني: قيادة الحوثيين تولي ملف الأسرى اهتماماً كبيراً
من جهته، قال الصحافي المقرب من الحوثيين، الكرار المراني، لـ"العربي الجديد"، إن الجماعة "لم ترفض الكشف عن مصير قحطان، بل طلبت من الطرف الآخر أن يكشف عن مصير أشخاص لديه محسوبين عليها، ولأكثر من مرة يتم الاتفاق ويختلف الطرف الآخر أو يختلق مبررات غير منطقية، أو يطلب شيئاً غير الذي جرى الاتفاق عليه".
استعداد حوثي للمشاركة في مفاوضات حول الأسرى اليمنيين
وأضاف المراني أن جماعة الحوثيين "مستعدة في أي وقت وفي أي مكان للدخول في مفاوضات حول الأسرى اليمنيين بالذات، لأهمية هذا الملف وحساسيته، وهو ملف إنساني بالدرجة الأولى، ونحن نتعامل معه على هذا الأساس، وقدمنا فيه تنازلات كبيرة، لأن هؤلاء الأسرى وراءهم أسر تنتظر عودتهم، وليسوا وحدهم من يعاني".
وأشار المراني إلى أن ما قامت به القوات الأمنية في صنعاء هو اعتقال أشخاص متورطين في أعمال تجسس وخدمة للأعداء، وآخرين مشتبه فيهم، ولذلك من ثبت تورطه سينال عقابه، ومن هو بريء سيُفرج عنه. وأضاف: "هذه الإجراءات تقوم بها كل السلطات الأمنية في العالم، وهي لا تستهدف المنظمات لأنها لا تزال تعمل، ومستمرة في برامجها الإغاثية وغيرها، والإجراءات الأمنية لا تستهدف إلا العملاء أو المشتبه فيهم".
وأشار المراني إلى أن قيادة الحوثيين تولي ملف الأسرى اهتماماً كبيراً، ويشرف عليه زعيمها عبدالملك الحوثي شخصياً. وقال: "رؤية صنعاء واضحة منذ اليوم الأول للمفاوضات في الكويت أو السويد أو مسقط، وهي صفقة واحدة الكل مقابل الكل، ولكن الطرف الآخر هو الذي يماطل ويختلق الأعذار، بل إنهم في مفاوضات الكويت جمعوا أسماء أسراهم عبر إعلاناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما نحن جاهزون بأسماء أسرانا كاملة، ومكان الأسر، والمعلومات المتصلة بهم. ومع كل ذلك كنا نقبل بأي اتفاق، ولو الإفراج عن شخص واحد".