أعلنت الرئاسة التركية في بيان، مساء الأحد، أن الوفدين الروسي والأوكراني سيلتقيان في إسطنبول لإجراء جولة جديدة من المفاوضات المباشرة.
وأكدت الرئاسة التركية أنه خلال اتصال هاتفي، مساء الأحد، "اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عقد الجولة المقبلة من المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول".
وناقش الرئيسان مسار التفاوض، وأكد أردوغان لنظيره الروسي أن تركيا مستعدة لتقديم "أي مساهمة ضرورية" لوقف إطلاق النار في أوكرانيا و"تحسين الوضع الإنساني في المنطقة".
ولم تحدد الرئاسة التركية الموعد الدقيق لجولة المفاوضات، كما لم يعرف على الفور ما الذي ستركز عليه النقاشات بالضبط.
وفي مقطع فيديو سجل لبثه ضمن برنامج يهدف الى جمع تبرعات مالية دعما لأوكرانيا وعرضه التلفزيون البولندي "تي في بي" الأحد، كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي مطالبته بـ"وقف لإطلاق النار" و"انسحاب كامل للقوات الروسية" من الأراضي الأوكرانية.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن المفاوض الأوكراني دافيد أراخاميا أن جولة جديدة من المفاوضات ستعقد من الاثنين إلى الأربعاء في تركيا، من دون أن يحدد مكان عقدها.
وقال أرخاميا، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، إن الجولة القادمة من المحادثات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا ستجرى في تركيا من 28 إلى 30 مارس/ آذار.
وكتب المفاوض على صفحته على "فيسبوك": "خلال المباحثات اليوم عبر تقنية الفيديو، اتخذ قرار بعقد الجولة المباشرة المقبلة في تركيا بين 28 و30 مارس/آذار".
كذلك، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي أن جولة تفاوض جديدة ستعقد الثلاثاء والأربعاء.
وكتب ميدينسكي الذي يعد واحدا من مؤسسي أيديولوجيا "العالم الروسي"، على قناته على "تلغرام"، أنه "عُقدت اليوم جولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا بنظام مؤتمر الفيديو، أسفرت عن اتخاذ قرار عقد لقاء حضوري يومي 29 و30 مارس/آذار".
وبعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 24 فبراير/شباط الماضي، عن بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بهدف ما قال إنه "تحييد السلاح والقضاء على النازية" في أوكرانيا، قدمت روسيا مجموعة من المطالب لوقف أعمال القتال، بما فيها اعتراف كييف بالسيادة الروسية في شبه القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، واستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد. ومنذ ذلك الحين، أجرى الطرفان بضع جولات من المفاوضات في بيلاروسيا، ثم واصلاها بنظام مؤتمر الفيديو.
وكانت جولة مماثلة جرت في العاشر من مارس/ آذار، في مدينة أنطاليا التركية، بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا، من دون أن تؤدي إلى تقدم ملموس.
ووصفت أوكرانيا الجولات السابقة من المحادثات مع روسيا بأنها "صعبة للغاية".
وأعلن ميدينسكي، في 18 مارس/آذار الجاري، أن الطرفين أصبحا "في منتصف الطريق" في مسألة تحييد سلاح أوكرانيا، مشددا على أنه غير مفوض للكشف عن التفاصيل. وأضاف: "في ما يتعلق بالقضاء على النازية، فإن الوضع غريب إلى حد كبير، لأن الزملاء الأوكرانيين على الجانب الآخر من الطاولة، يعتبرون أنه ليست هناك أي تشكيلات نازية في أوكرانيا من أساسها".
ومع ذلك، أوضح ميدينسكي أن موسكو وكييف "قربتا مواقفهما إلى أكبر درجة" بشأن قضايا الوضع المحايد لأوكرانيا وتخليها عن مشروع الانضمام إلى "الناتو".
إلا أن كييف شددت، ردا على ذلك، على أن نموذج الحياد لا يمكنه أن يكون إلا أوكرانياً وفي ظروف "الضمانات الأمنية المدققة قانونيا"، في ظل اعتقاد السلطات الأوكرانية أن انتهاك سيادة بلادها ووحدة أراضيها ناجم عن الإخلال بأحكام مذكرة بودابست المؤرخة بعام 1994، والتي نصت على تخلي أوكرانيا عن ترسانتها النووية مقابل ضمان أمنها.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل أسبوع، خلال مقابلة مع وسيلة إعلامية أوكرانية عامة، إن أي "تسوية" في إطار المفاوضات مع روسيا لوضع حد للنزاع ستُعرض على استفتاء شعبي في أوكرانيا.
وأعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الجمعة، أن "عملية التفاوض بالغة الصعوبة"، نافيا التوصل إلى أي "تفاهم" مع موسكو بعدما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن روسيا وأوكرانيا توافقتا على أربع نقاط في المفاوضات من أصل ست.
وأكد كوليبا أنه "ليس هناك تفاهم مع روسيا على النقاط الأربع التي أشار إليها رئيس تركيا"، لكنه أشاد بـ"الجهود الدبلوماسية" التي تبذلها أنقرة لوضع حد للحرب.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)