قالت مصادر مصرية خاصة إن الأيام القليلة الماضية شهدت توافقاً مصرياً تركياً، بشأن إجراء جولة مفاوضات استكشافية ثالثة على مستوى نائبي وزيري الخارجية في البلدين، وذلك منتصف يناير/كانون الثاني المقبل بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين.
أجندة الجولة الاستكشافية
وكشفت المصادر، في أحاديث خاصة لـ"العربي الجديد"، أن "أجندة الجولة الاستكشافية الجديدة المرتقبة يتصدرها، ملفا ليبيا، والمعارضة المصرية الموجودة على الأراضي التركية"، مضيفةً أن "هناك تطورات إيجابية بشأن الملف الليبي الذي كان أحد أبرز العقبات في طريق تطبيع العلاقات بين البلدين".
ورجحت المصادر أن "تستتبع الجولة المقبلة، بخطوات إيجابية على الأرض، في ظل إبداء الجانب التركي استعداده للتعامل بشكل أكثر تفاعلاً مع بعض المخاوف المصرية، علاوة على تفهم مصر لبعض التصورات التركية في التعامل مع ملفات المنطقة خلال الفترة الماضية".
هناك تطورات إيجابية بشأن الملف الليبي بين مصر وتركيا
فتحي باشاغا يزور مصر وتركيا
في سياق متصل، كشفت مصادر مصرية خاصة مطلعة على عمل اللجنة المصرية المعنية بمتابعة الملف الليبي، عن زيارة مرتقبة للمرشح الرئاسي الليبي، وزير الداخلية السابق في حكومة الوفاق الوطني، فتحي باشاغا، إلى تركيا، بعد إنجاز لقاءاته في القاهرة.
وقالت المصادر إن زيارة باشاغا إلى مصر، التي يلتقي خلالها رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، تهدف إلى التباحث بشأن ترتيبات المرحلة المقبلة، عقب تأجيل الاستحقاق الانتخابي الليبي الذي كان مقرراً بعد غد الجمعة، في 24 ديسمبر/كانون الأول الحالي، إلى 24 من الشهر المقبل.
وأوضحت المصادر، قبيل الزيارة، أن "عباس كامل سيؤكد على باشاغا ضرورة الالتزام بالمصالح المصرية، مقابل تقديم القاهرة كافة أوجه الدعم اللازم له في أي مهمة مرتقبة له خلال الفترة المقبلة، مع التأكيد على الثوابت الخاصة بحفظ الأمن الإقليمي".
وكشفت المصادر أن مصر "تلقت إشارات ورسائل إيجابية في وقت سابق عقب إعلان باشاغا ترشحه للانتخابات الرئاسية في بلاده، بعدم المساس بكافة الاتفاقيات الموقعة بين القاهرة وحكومة الوحدة الوطنية".
كما كشفت المصادر أن باشاغا من المقرر أن يتوجه لدى مغادرته القاهرة، إلى تركيا، متوقعة أن تتناول اللقاءات مع المسؤولين هناك رؤيته بشأن إدارة البلاد حال قيادته لحكومة انتقالية.
الحضور المصري في المشهد الليبي
وأشارت المصادر إلى ترتيبات تجري في القاهرة للدعوة إلى لقاء جامع للمرشحين الرئاسيين البارزين خلال الفترة القريبة المقبلة، تأكيداً للحضور المصري في المشهد الليبي، وترسيخاً لدور القاهرة خلال الفترة المقبلة.
وكان "العربي الجديد" كشف في وقت سابق من الشهر الماضي، تفاصيل حول سيناريو تأجيل الانتخابات الليبية، والإعلان عن حكومة مؤقتة تتولى إدارة البلاد، على أن تكون مهمتها تهيئة الأجواء لإجراء الاستحقاق الانتخابي خلال الربع الأول من العام المقبل 2022. وقد تصدر اسم باشاغا قائمة المرشحين لرئاسة تلك الحكومة.
والتقى باشاغا، أول من أمس الثلاثاء، قائد مليشيات شرق ليبيا المرشح للرئاسة خليفة حفتر في مدينة بنغازي، في لقاء يعد الأول من نوعه بين من كانا يعدّان خصمين.
في غضون ذلك، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول من أمس، رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، في قصر الاتحادية في القاهرة.
زيارة باشاغا للقاهرة تهدف إلى التباحث بشأن ترتيبات المرحلة المقبلة
وخلا البيان الرسمي الصادر عن مؤسسة الرئاسة المصرية بشأن اللقاء، من أي إشارة إلى إجراء الانتخابات في موعدها أو الحديث عن المطالبات المصرية بضرورة إخراج القوات الأجنبية من ليبيا، وهو الأمر الذي دأب السيسي على تكراره خلال الفترة الماضية، إذ توجد قوات نظامية تركية في مناطق غرب ليبيا، بخلاف مرتزقة شركة فاغنر العسكرية الروسية.
وتوافق الجانبان، بحسب البيان الرسمي، على "تكثيف التشاور والتنسيق بينهما خلال الفترة المقبلة، لمتابعة مستجدات العملية السياسية والإجراءات الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية، بما يساعد على استعادة استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها، ولتكون للشعب الليبي السيطرة الكاملة على مقدرات بلاده".