كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن جنود الاحتلال يرفضون تنفيذ تعليمات عسكرية تتعلق بمنع المستوطنين من الوصول إلى نقطة استيطانية "غير قانونية" صدر أمر بإزالتها.
وأضافت الصحيفة أن الضباط والجنود الذين كلّفهم الجيش بمنع المستوطنين من الوصول إلى النقطة الاستيطانية "حومش" شمالي الضفة الغربية، يحرصون في أحيان كثيرة على نقل المستوطنين إلى النقطة الاستيطانية من دون أن تكون لديهم تصاريح مسبقة من قيادة المنطقة الوسطى في الجيش.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجنود رفضوا أيضاً تعليمات مباشرة بإغلاق الطرق المؤدية إلى النقطة الاستيطانية التي يقصدها المستوطنون مشياً على الأقدام للالتحاق بالمدرسة الدينية التي دشنت هناك بدون الحصول على ترخيص.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان أنه في حالات أخرى تطوّع الجنود لتأمين مسيرات المستوطنين إلى النقطة الاستيطانية، من دون أن تطلب منهم القيادة العسكرية ذلك.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن أحد الشهود، فإن الجنود رفضوا طلب القائد العسكري في المكان بالعودة وعدم تأمين المستوطنين الذين ينوون الوصول إلى النقطة الاستيطانية، وأصرّوا على مرافقة المستوطنين إلى المستوطنة.
وفي حادثة أخرى، يروي شاهد ثانٍ أنّ قائداً عسكرياً طلب من أحد الجنود إغلاق ممر يسلكه المستوطنون بواسطة جيب عسكري، لكنه سحب مفتاح تشغيل الجيب منه لضمان عدم استخدامه في إغلاق الممر وغادر المكان.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من التزام الحكومة الإسرائيلية، بقيادة نفتالي بينت، بإخلاء "حومش"، إلا أن نواباً من حزب "يمينا" الذي يقوده بينت رفضوا تطبيق القرار.
وترجع حماسة الكثير من ضباط وجنود الاحتلال لمساعدة المستوطنين والتماهي مع سلوكهم، إلى تمكّن أتباع التيار الديني القومي، الذي يقود المشروع الاستيطاني في الضفة، من التسلل إلى الكثير من المواقع المهمة داخل الجيش.
ويعد العقيد روعي تسيفغ، قائد قوات جيش الاحتلال في منطقة شمال الضفة الغربية، أحد أتباع التيار الديني القومي، والذي يجاهر بتعاطفه مع المستوطنين.
وقد أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أخيراً اهتماماً كبيراً بتصريح تسيفغ الذي شدد فيه على أنّ "المستوطنين والجيش يمثلون نفس الجهة".
وقد حذّر الباحث الإسرائيلي يجيل ليفي، في كتابه "الجيش الإلهي" الذي صدر في 2015، من خطورة تسلل أتباع التيار الديني القومي إلى المواقع القيادية في الجيش الإسرائيلي، محذراً بشكل خاص من خطورة تعاظم تأثير الحاخامات والمرجعيات الدينية على قرارات القادة والضباط المتدينين.
ويتضح من التقارير الإعلامية الإسرائيلية أن محاباة المستوطنين ومساعدتهم على السيطرة على أكبر مساحة من الضفة الغربية، تمثل سياسة عكفت عليها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ولا تتأثر فقط بالتوجهات الدينية للضباط والجنود.
وفي تقرير نشره، نهاية الأسبوع الماضي، ذكر موقع "سيحا مكوميت"، أن الحكومات الإسرائيلية شرعت منذ عام 1979 في مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية؛ بحجة استخدامها في إجراء التدريبات العسكرية، وبعد ذلك تلحقها بالمستوطنات القائمة من أجل السماح لها بالتوسع والازدهار.
ولفت التقرير إلى أن رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون، عندما كان وزيراً للزراعة في حكومة مناحيم بيغن الأولى، هو من بلور هذه الاستراتيجية التي تبنتها الحكومات التي خلفت هذه الحكومة.