في وقت وصفت مصادر أمنية إسرائيلية الحدث بأنه أكبر فشل تمرّ به مصلحة السجون، تبدي القيادتان السياسية والأمنية في إسرائيل اهتماماً واسعاً بمتابعة قضية تمكّن ستة من الأسرى الفلسطينيين من الفرار من سجن "جلبوع" شديد الحراسة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الحكومة نفتالي بينت أجرى صباح اليوم الإثنين، اتصالاً بوزير الأمن الداخلي عومر برليف، للوقوف على مجريات التحقيق، والاطلاع على طابع الإجراءات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في محاولاتها لتوقيف الأسرى الذين تحرّروا من السجن.
وبحسب الإذاعة، فقد شدد بينت على مسامع برليف، على أن الحديث يدور عن "حدث خطير يتطلب تجنيد كل المنظومات الأمنية" من أجل توقيف الأسرى.
من ناحيته، قال برليف إن مفتشة مصلحة السجون كيتي بيري تشرف على التحقيقات الهادفة إلى التعرف على تفاصيل الحادث، مشيراً إلى أن قيادة المنطقة الشمالية في الشرطة تقوم بحملات مطاردة في محاولة للعثور على الأسرى، وذلك بالتعاون مع الجيش وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك".
وقد شبّه اللواء المتقاعد رامي عفوديا، الذي شغل في السابق منصباً رفيعاً في مصلحة السجون، في مقابلة مع الإذاعة العبرية الرسمية، تمكن الأسرى الستة من الفرار، بفشل الجيش الإسرائيلي في حرب 73، محذراً من أن بعض الأسرى الذين تمكنوا من الفرار أدينوا بقتل جنود ومستوطنين.
أما الجنرال أشير فكنين، الذي سبق أن عمل مفتشاً لمصلحة السجون، فقال في مقابلة مع نفس الإذاعة، إنه فوجئ بفرار الأسرى، مشدداً على "أنه حدث غير عادي، لكني آمل أن يتمكنوا من العثور على الفارين واستخلاص العبر من الحادث".
ولفت فكنين إلى أن سجن "جبلوع" الذي فر منه الأسرى يُعدّ أحد أكثر السجون التي تحظى بالحماية والتأمين في إسرائيل، بسبب طابع الأسرى المعتقلين فيه، والذين يقضي الكثير منهم أحكام سجن مطولة، متوقعاً أن يكون الأسرى قد تمكنوا من تضليل فرق التفتيش في السجن.
ونقلت الإذاعة عن مصدر أمني قوله إن الأسرى شرعوا بالفرار من السجن في الساعة الواحدة والنصف من فجر اليوم، مشيراً إلى أن المزارعين في محيط السجن لاحظوا أشخاصاً يتحركون في المكان.
وبحسب المصدر، فإن ثلاثة من الأسرى الفارين مصنفون "خطرين بشكل خاص" بسبب طابع التهم التي أدينوا بها. وأشار إلى أن قوات الشرطة التي تفتش عن الأسرى الفارين تركز بشكل خاص على التفتيش في منطقة الجدار الفاصل بين الضفة الغربية وإسرائيل، على اعتبار أن جميع الفارين من منطقة جنين.
وأوضح مصدر في مصلحة السجون الإسرائيلية أن عباس السيد، الذي يُعدّ أخطر أسرى حركة "حماس" في السجون الإسرائيلية، ومخطط الهجوم على فندق في نتانيا في 2002، والمحكوم بالسجن المؤبد 35 مرة، كان في الغرقة المجاورة للغرفة التي فرّ منها الأسرى، لكن تم نقله من المكان قبل عدة أسابيع.