جرح مدنيون، صباح اليوم الاثنين، جراء تجدد القصف المدفعي والصاروخي من قوات النظام السوري على جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، شمال غربي سورية، حيث يستمر التصعيد، مسفراً عن حركة نزوح جديدة في المنطقة، فيما قصفت فصائل المعارضة المسلحة مواقع للنظام في ريف اللاذقية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري جددت، صباح اليوم، قصفها المدفعي على منطقة جبل الزاوية، مستهدفة محور كل من مرعيان والمغارة، ما أدى إلى إصابة امرأة وطفلين بجروح. كما طاول القصف أيضاً محور قرية الناجية بريف إدلب الغربي ومحيط قرية مغارة عليا في ناحية النيرب بريف إدلب الشرقي، مسفراً عن أضرار مادية.
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إن فصائل المعارضة قصفت مواقع للنظام السوري في محاور تلال الكبينة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، رداً على استمرار قوات النظام في القصف على جبل الزاوية.
وكانت قوات النظام قد قصفت، مساء أمس، مناطق في جبل التركمان بريف اللاذقية موقعة أضراراً مادية.
وأضاف الناشط أن التصعيد في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب تسبب خلال اليومين الماضيين بحركة نزوح جديدة من المنطقة، حيث فرّت عائلات كانت قد عادت في وقت سابق إلى المنطقة، في ظل الهدوء النسبي المستمر هناك منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة في شهر مارس/ آذار عام 2020.
وذكرت المصادر أن عدد العائلات التي فرت من المنطقة يقدّر بـ400 عائلة، توجهت إلى المناطق المجاورة الأكثر أمناً في المنطقة، في ظل ظروف إنسانية صعبة.
وكان التصعيد من قوات النظام السوري والطيران الروسي قد تسبب، خلال اليومين الماضيين، بمقتل امرأة حامل، وإصابة ثمانية مدنيين على الأقل بجروح متفاوتة.
وفي ريف حلب الشمالي، جدّد الجيش التركي، مساء أمس، قصفه على مواقع تابعة لـ"قسد" في ناحية تل رفعت، موقعاً أضراراً مادية فقط.
وجاء القصف بعيد عقد "قسد" اجتماعاً لوجهاء وشيوخ عشائر في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن "قسد" جمعت الشيوخ والوجهاء الموالين لها من أجل الالتفاف على مطالب السكان المحقة، وعلى رأسها إلغاء التجنيد الإجباري الذي تفرضه على شبان المناطق الخاضعة لها في شمال وشرق سورية.
وشرقي البلاد، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن طفلاً أصيب بجروح خطرة من جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب على تنظيم "داعش" في قرية شنان الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بريف دير الزور الشرقي.
بدورها، قالت صحيفة "الوطن"، الموالية للنظام السوري، إن قوات النظام والمليشيات التابعة له واصلت، أمس، عملية تمشيط البادية من عدة محاور وقطاعات، مشيرة إلى أنه لم يحدث أي تغيير على الوضع الميداني.
ونقلت عن مصدر عسكري في قوات النظام قوله إن الطيران الحربي التابع للنظام والطيران الروسي يقومان بمسح البادية بكل قطاعاتها، لاستهداف مواقع أو تحركات تنظيم "داعش" الإرهابي.
خسائر بشرية بهجمات جديدة في حلب ودرعا
إلى ذلك، قُتل عنصر من قوات النظام السوري وجُرح آخران جراء انفجار بمجموعة عناصر في درعا الخاضعة للنظام، جنوبي البلاد.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن عنصراً من قوات النظام السوري قُتل وجُرح اثنان آخران، اليوم، أثناء عملهم على تفكيك عبوة ناسفة زُرعت بسيارة بالقرب من مدرسة أحمد منصور في حي السبيل بمدينة درعا.
وأكدت المصادر أن القتيل والجريحين تابعون لوحدات الهندسة في قوات النظام، وكانوا يعملون على نزع العبوة الناسفة في منطقة تخضع لسيطرة فرع الأمن العسكري، مضيفة أن العبوة هي الثالثة التي تنفجر منذ صباح أمس، الأحد، في مناطق النظام بمدينة درعا، إلا أن انفجار العبوتين السابقتين أسفر عن أضرار مادية فقط.
وتحدثت المصادر عن هجوم بقنبلة يدوية استهدف منزل رئيس المجلس البلدي التابع للنظام السوري وائل النعمة في بلدة الكرك الشرقي بريف درعا الشرقي، ما أدى إلى أضرار مادية فقط. وأشارت المصادر إلى أن الهجوم في المنطقة ليس الأول من نوعه، وسبق أن جرى استهداف رئيس المجلس.
وتشهد مناطق سيطرة النظام وعموم محافظة درعا حالة من الفلتان الأمني المستمرّ، في ظل سيطرة النظام وفروعه الأمنية والفصائل والمليشيات المحلية المرتبطة بالنظام، وفي ظل اتهامات من قبل الأهالي لفروع أمن النظام بالضلوع في الفلتان الأمني وإثارة الفتنة أيضاً.
إلى ذلك، جُرح مدنيون، بينهم شخص بترت ساقاه، نتيجة انفجار عبوة ناسفة وضعت بالقرب من سيارة عسكرية تابعة للمعارضة قرب مسجد الإحسان، وسط مدينة الباب، بريف حلب الشمالي الشرقي. وأثار الانفجار حالة من الهلع في المنطقة، حيث طوقت الشرطة المنطقة وقامت بتفتيشها تخوفاً من وقوع انفجار آخر.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن الشخص الذي أصيب بجروح خطيرة هو صاحب أحد متاجر الصرافة في المدينة، ومن غير المعروف ما إذا كان مرتبطاً بالفصائل العسكرية في المدينة، أو أن التفجير كان معدّاً لاستهدافه، مضيفة أن هناك شكوكاً حول كيفية حصول التفجير.
ورجحت مصادر أخرى، تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن التفجير كان يستهدف دورية لقوات المعارضة، عن طريق لصق العبوة الناسفة بسيارة صاحب متجر الصرافة وتفجيرها عند مروره بجانب الدورية. وكانت المدينة قد شهدت سابقاً عدة هجمات على العاملين في مجال الصرافة، وأدت إلى مقتل أحدهم.
وكان مسلحون مجهولون قد هاجموا، أمس، ضابطاً برتبة ملازم أول من الشرطة المدنية التابعة للمعارضة في مدينة جرابلس، بريف حلب الخاضع لسيطرة "الجيش الوطني".
وتعيش معظم المناطق الخاضعة للمعارضة السورية المسلحة، المتمثلة بـ"الجيش الوطني السوري"، حالة من الفلتان الأمني المستمرّ، واتهاماً متكرراً لكل من "وحدات حماية الشعب" الكردية والنظام السوري و"داعش" بالوقوف وراء الهجمات التي استهدفت المنطقة وأوقعت خسائر بشرية.
تظاهرة في دير الزور ضد "قسد" وهجوم جديد على المليشيا
في سياق آخر، تظاهرت مجموعة من الأهالي في قرية بريف دير الزور ضد مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" والمجلس المدني التابع لها، تنديداً بالفساد، ومطالبة بتحسين الخدمات.
وقالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إن مجموعة من الأهالي في قرية جديدة بكارة بريف دير الزور الشرقي تظاهروا، اليوم، وقطعوا الطرقات بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على المجلس المدني التابع لـ"قسد"، مطالبين بإقالة الفاسدين وتحسين الخدمات وزيادة الكميات المخصصة للقرية من القمح والمحروقات.
وذكرت المصادر أن قوات الأمن التابعة لـ"قسد" طوقت مكان التظاهرة، لكنها لم تحاول فضها أو الاقتراب منها تخوفاً من وقوع هجمات.
وكانت التظاهرات ضد "قسد" في المنطقة قد تعرضت في وقت سابق لإطلاق نار وسقوط جرحى، حيث اتهم ناشطون قوات الأمن التابعة لـ"قسد" بمواجهة المظاهرات بالعنف.
وتشهد عموم المناطق ذات الغالبية العربية الخاضعة لـ"قسد" في شمال وشرقي سورية، احتجاجات متكررة على الإدارات المدنية والعسكرية التابعة للمليشيات، وتطالبها بوقف التجنيد الإجباري ومكافحة الفساد وتحسين الخدمات.
وفي غضون ذلك، شهدت المنطقة تحليقاً مكثفاً من طيران التحالف الدولي، شمل أيضاً معظم المناطق الخاضعة لـ"قسد" على الضفة الشمالية لنهر الفرات، وصولاً إلى الحدود السورية العراقية، فيما لم تشهد المنطقة، وفق المصادر، أي غارات أو تنفيذ هجمات.
وتحدثت مصادر لـ"العربي الجديد"، عن انفجار عبوة ناسفة بدورية لـ"قسد" أثناء مرورها على طريق بلدة الشدادي، جنوبي محافظة الحسكة، وأسفر الانفجار عن أضرار مادية فقط، مضيفة أن الدورية كانت في جولة اعتيادية بين الشدادي وناحية الهول.
وتحدثت مصادر محلية عن مقتل أربعة عناصر من "قسد"، الليلة الماضية، جراء هجوم من مجهولين على حاجز في ناحية الدشيشة بريف الحسكة الجنوبي. وذكرت المصادر أن الهجوم حصل بقذائف صاروخية وأدى أيضا إلى خسائر مادية. ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء الهجوم.
إلى ذلك، سير الجيش التركي مع نظيره الروسي دورية مراقبة مشتركة في ناحية عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي قرب الحدود السورية التركية، في إطار التفاهمات بين الطرفين حول مناطق سيطرة "قسد" شمالي سورية، وهي الدورية الثانية للطرفين منذ بداية الشهر الجاري.
وبدأت الدوريات المشتركة بين الطرفين في المنطقة منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2019 على خلفية الانسحاب الأميركي من قواعده في عين العرب، وإطلاق الجيش التركي عملية ضد المليشيات في محافظتي الحسكة والرقة، شمالي سورية.