جرافات الاحتلال تهدم منشآت في خربة حمصة الفوقا بالأغوار الفلسطينية

07 يوليو 2021
مضايقات يومية لأهالي حمصة الفوقا (Getty)
+ الخط -

هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منشآت زراعية وحظائر في خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية الفلسطينية في الضفة الغربية، فيما شرعت جرافات الاحتلال، اليوم، في أعمال تجريف في أرض تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة.

وأوضح الناشط الحقوقي عارف دراغمة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات الاحتلال اقتحمت خربة حمصة الفوقا، صباح اليوم، وفرضت حصاراً عليها، ومنعت دخول أو خروج الفلسطينيين منها، وشرعت جرافات الاحتلال في عمليات هدم واستيلاء على منشآت المواطنين في خربة حمصة الفوقا، للمرة الخامسة خلال أقل من عام.

وصادرت قوات الاحتلال في شاحنات عسكرية ضخمة كافة محتويات المساكن في خربة حمصة الفوقا، من طعام وفراش وحقائب مدرسية، ولم يبق شيء، وأبلغ الأهالي هناك بالتوجه إلى منطقة عين شبلي شرقي مدينة نابلس، لاستلامها.
وقال مسؤول ملف الاستيطان بالأغوار، معتز بشارات، لـ"العربي الجديد" إن الأهالي رفضوا ذلك، مضيفا أنه قد تم إجبارهم على الصعود إلى السيارات العسكرية، من أجل نقلهم إلى خارج التجمع. وحاولت مجندات إسرائيليات إجبار النساء على ذلك بالقوة، لكنهن رفضن ذلك.
وأشار بشارات إلى أن قوات الاحتلال رفضت السماح لوفد يضم عددا من القناصل والدبلوماسيين التابعين للاتحاد الأوروبي بالوصول إلى مداخل الخربة، وأبقتهم بعيدا عن مكان العملية العسكرية.

وتُعد خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية، من المناطق المهمة التي يسعى الاحتلال إلى فرض سيطرته عليها، الأمر الذي تسبب في معاناة طويلة لسكانها، لا سيما بعد مواجهتهم أحد عشر إخلاء خلال السنوات الأربع الأخيرة، بذريعة التدريبات العسكرية الاحتلالية.

ويتعرض أهالي الخربة يومياً لمضايقات تشمل مصادرة جراراتهم الزراعية ومواشيهم، ووضع العراقيل أمام نقل المياه بالصهاريج إلى مساكنهم.

وتحولت الخربة، في السنوات الأربع الأخيرة، إلى مسرح للتدريبات العسكرية الإسرائيلية، التي كانت تجبر الأهالي على مغادرة مساكنهم لأيام، بسبب استخدام الذخيرة الحية، إلى جانب تهديدات المستوطنين في مستوطنتي "روعيه" و"بكعوت" المقامتين على أراضيهم.

وتقع حمصة الفوقا في قلب سهل البقيعة الممتد على 60 ألف دونم من أخصب أراضي فلسطين الزراعية، ويشمل المثلث قرى المالح والفارسية ثم عين البيضا (شمال)، ويعود (جنوب) إلى قرى مرج نعجة ومرج غزال ثم إلى الجفتلك وفروش بيت دجن، وجميعها مهددة بالتهجير.

وتمثل حمصة 27 قرية وتجمعاً سكانياً في مناطق الأغوار التي تشكل ربع مساحة الضفة الغربية، ويسعى الاحتلال إلى تصفية الوجود الفلسطيني فيها وتحويلها إلى مناطق استيطانية وعسكرية، وضمّها ضمن مخططات ضم أراض من الضفة الغربية.

وحوّل الاحتلال ما يزيد عن 400 ألف دونم في الأغوار إلى مناطق عسكرية مغلقة، وأنشأ 97 موقعاً عسكرياً هناك، كما زرع الاحتلال المئات من الدونمات في الأغوار بالألغام الأرضية.

على صعيد منفصل، شرعت جرافات الاحتلال، اليوم، في أعمال تجريف في أرض تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، تتاخم حي الصوانة إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس والمجاورة للمسجد الأقصى.

وتُعرف تلك الأرض باسم أرض القاعة، وهي أرض وقفية تتشارك فيها الأوقاف الإسلامية وبعض العائلات المقدسية، وتبلغ مساحتها 28 دونماً، تقع خلف الكلية الإبراهيمية باتجاه حي واد الجوز.

وأفاد مصدر في الأوقاف الإسلامية (فضل عدم ذكر اسمه)، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأنّ هذا الاعتداء ليس الأول على تلك الأرض، علماً أن اعتداء سابقاً حدث في عام 2017 من قبل سلطة البيئة الإسرائيلية. فيما لا يزال الهدف من أعمال التجريف اليوم مجهولاً.

وجاء في رسالة كان وجهها رئيس بلدية الاحتلال في القدس، مطلع عام 2017، إلى إدارة الأوقاف الإسلامية، أن بلديته قررت الاستفادة من تلك الأرض لخمس سنوات، بهدف إقامة حديقة عامة، ومكبّ للنفايات يخدم سكان المنطقة.

وجاء في الرسالة ما نصه: "في حال حصول الأوقاف على ترخيص بناء على الأرض، تستطيع الأوقاف إعادتها إليها وإلغاء الأمر"، علماً أن بلدية الاحتلال رفضت، على مدى سنوات طويلة، السماح للأوقاف بالبناء عليها، باعتبار تصنيفها حديقة عامة.

في سياق منفصل، قال "نادي الأسير" الفلسطيني، في بيان صحافي، اليوم الأربعاء: "إنّ قوة من جيش الاحتلال اقتحمت الخيمة الإسنادية المُقامة أمام منزل عائلة أبو عطوان في بلدة دورا جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية، وأطلقت الغاز والرصاص الحيّ وعاثت فيها خرابًا، واقتحمت منزل الأسير السابق منذر أبو عطوان (63 عامًا)، واعتقلته لاحقًا".

وأوضح "نادي الأسير" أنّ هذا الاعتداء يأتي في ظل استمرار سلطات الاحتلال في رفضها وتعنّتها في الاستجابة لمطلب الأسير الغضنفر أبو عطوان الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ64 على التوالي، رفضاً لاعتقاله الإداريّ، حيث وصل إلى مرحلة صحية حرجة في مستشفى "كابلان" الإسرائيليّ.

واعتبر "نادي الأسير" أنّ هذه رسالة "ترهيب وتهديد لعائلة الأسير أبو عطوان ولكافة المساندين له في معركته المتواصلة".

يُشار إلى أنّ المعتقل منذر أبو عطوان هو أسير سابق اعتُقل على الأقل (13) مرة، وأمضى ما مجموعه عشر سنوات في سجون الاحتلال. ووفقًا لعائلته، فإنه يُعاني من مشاكل صحية، منها مشاكل مزمنة في التنفس، علمًا أنّه شقيق الأسير منيف أبو عطوان، المحكوم بالسّجن خمسة مؤبدات و40 عامًا.

المساهمون