جدل في الجزائر بشأن حسم أنصار تبون المسبق نتائج الانتخابات الرئاسية

17 اغسطس 2024
عبد المجيد تبون في مؤتمر صحافي في لشبونة، 23 مايو 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **جدل حول الانتخابات الرئاسية**: يشهد المشهد السياسي في الجزائر جدلاً حاداً حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يؤكد مؤيدو الرئيس المترشح عبد المجيد تبون أن الانتخابات محسومة لصالحه، بينما يصف منافسوه هذه التصريحات بأنها "كراهية سياسية" تهدف إلى إحباط الناخبين.

- **ردود فعل المعارضة**: انتقد المترشحون الرئاسيون عبد العالي حساني الشريف ويوسف أوشيش التصريحات التي تعتبر الانتخابات محسومة مسبقاً، محذرين من تأثيرها السلبي على نسبة المشاركة وداعين الشباب للمشاركة الفعالة.

- **تأثير الخطاب الانتخابي**: يعتقد بعض الناخبين أن الانتخابات محسومة مسبقاً، مما قد يقلل من نسبة التصويت. المحلل السياسي عبد الله بوهادف أكد على ضرورة جهود الأحزاب والنخب لإقناع الناخبين بإمكانية إحداث التغيير عبر الصندوق.

يتصاعد الجدل السياسي في الجزائر بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ يؤكد قادة أحزاب سياسية مؤيدة للرئيس المترشح عبد المجيد تبون أن الانتخابات محسومة لصالحه، فيما يصف منافسون هذه التصريحات بأنها "كراهية سياسية" ومن شأنها أن تحبط الناخبين وتعزز العزوف عن التصويت.

وقال رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، الذي يدعم الرئيس تبون: "مرشحنا الرئيس المنقضية عهدته عبد المجيد تبون، هو الفائز بالانتخابات المقبلة من الدور الأول وبالضربة القاضية"، مضيفا أن "الشعب سينتخب على الواقع من له منجزات ماثلة كالسكك الحديدية والمشاريع الكبرى.. الشعب الجزائري يعرف أين يضع صوته، وعندما نقول إنه سيفوز من الدور الأول، فنحن لسنا على خطأ، بل واثقون من ذلك".

لكن المترشح الرئاسي رئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني الشريف، رد سريعا على هذه التصريحات، وعلى تصريحات مماثلة تعتبر أن الانتخابات الرئاسية محسومة مسبقا لصالح تبون، وقال في تجمع بولاية تبسة، شرقي البلاد، على الحدود بين الجزائر وتونس، اليوم السبت: "الآن هناك أطراف داخل العملية الانتخابية نفسها (يقصد عددا من مؤيدي الرئيس تبون)، تقول للجزائريين إن الانتخابات محسومة، وإنه ليس هناك داع لبذل مجهود انتخابي، وكأن هؤلاء هم من لديهم مفاتيح الشعب الجزائري".

وأضاف حساني، المنافس الأبرز للرئيس تبون، أن "مثل هؤلاء يزرعون اليأس في نفوس الجزائريين، وهم ممن يدفعون الجزائريين الى عدم الذهاب الى صناديق الاقتراع طالما أن الانتخابات محسومة"، مضيفا "نحن نعتبر أن هذه هي ممارسة للكراهية السياسية، ونحن نقول لهؤلاء الذين يختبئون وراء بعض الشعارات، كفاكم كراهية وكفاكم زرعا لليأس لدى الجزائريين"، محذرا من أن استمرار مثل هذه الخطابات سيعزز العزوف عن التصويت وعن الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

وفي السياق نفسه، حذر المترشح الرئاسي يوسف أوشيش الناخبين من خطابات اليأس التي تتحدث عن حسم انتخابي أو تلك التي تشجع على الانسحاب من المنافسة الانتخابية، وقال في تجمع شبعي، مساء الجمعة، في تيبازة، قرب العاصمة الجزائرية: "الشباب الجزائري مدعو إلى  قول كملته في الصندوق والتجند في هذا الموعد الانتخابي الهام للمساهمة في إنجاز مشروع التغيير الذي نعد بتجسيده في حال منحنا الشعب الجزائري ثقته"، مشيرا إلى أن "الشعب الجزائري والشباب خاصة، بحاجة إلى من يزرع الأمل ويرفع الإحباط أكثر من أي شيء آخر".

ويسود اعتقاد لدى جزء من الناخبين بفعل خطاب انتخابي تغذيه القوى السياسية المؤيدة عادة لمرشح السلطة والمدعوم من الإدارة والمؤسسة الرسمية، كما نخب وقوى سياسية معارضة، أن الاستحقاق محسوم مسبقا لصالح مرشح السلطة، خاصة عندما يتعلق الأمر بترشح رئيس يباشر عهدة رئاسية، وهو ما يفسر التحاق عدد كبير من الأحزاب الفتية والجمعيات الأهلية بمرشح السلطة، كما هو الحال بالنسبة للرئيس المترشح عبد المجيد تبون، غير أن ذلك يدفع في الاتجاه المعاكس بكتلة هامة من الناخبين بالاعتقاد بوجود حسم مسبق للانتخابات، قد يقلل من نسبة التصويت، في الوقت الذي يتجه فيه المسعى السياسي في الجزائر نحو رفع نسبة المشاركة إلى أكثر من النسبة التي سجلت في انتخابات عام 2019، والتي بلغت 39 في المائة.

ويعتقد متابعون للشأن السياسي والانتخابي في الجزائر أن هناك ظروفا وجملة من العوامل ظلت تتحكم في العملية الانتخابية في الجزائر على مدار الاستحقاقات السابقة، هي التي تعزز هذا الاعتقاد السائد بشأن الحسم المسبق للانتخابات. وقال المحلل السياسي عبد الله بوهادف، في تصريح لـ"العربي الجديد": "طالما لم تحدث مفاجأة سياسية بفوز أي من أحزاب المعارضة في الانتخابات النيابية، أو مرشح ما من خارج السلطة بالانتخابات الرئاسية، فإن الاعتقاد بوجود حسم مسبق في الانتخابات الجزائرية يبقى قائما، وهذا يعني أن الهيئة المستقلة للانتخابات لم تكسب المصداقية بشكل كامل لدى مجتمع الناخبين من جهة، على الرغم من بعض الخطوات المهمة التي قامت بها، ومن جهة ثانية يعني استمرار أزمة الثقة في العملية الانتخابية"، مضيفا أن "الأمر ما زال يتطلب جهدا كبيرا من الأحزاب والنخب السياسية لإقناع الناخبين بإمكانية إحداث التغيير عبر الصندوق، ومن السلطة من خلال الحد من كل الممارسات التي قد تشوش على الانتخابات".

المساهمون