جددت جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تونس، مساء اليوم السبت، دعوتها لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإيقاف المحاكمات السياسيّة الجائرَة في حقّهم.
جاء ذلك في وقفة تضامنية لقيادات الجبهة وعائلات المعتقلين نظمت أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس، حيث رفُعت شعارات: "يسقط يسقط الانقلاب" و"حريات حريات" و"دستور حرية كرامة وطنية".
وقال عضو جبهة الخلاص، محسن السوداني، إنّ "الملفات فارغة والتهم وهمية، ومن يعتقد أنه سيتم السكوت والتراجع فهو واهم". وأوضح أنّ "خطابات التقسيم والكراهية يجب تجنبها، في سبيل وحدة البلاد واستقرارها والدفاع عن الحريات، وهي مطلب أساسي للعيش بكرامة".
وقال عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين، المحامي سمير ديلو إنّ "قضايا التآمر عديدة لأنه بالإضافة إلى القضية الأصلية أُضيفت إلى المعتقلين قضايا أخرى، وفي كل أسبوع يأملون أن يكون الأخير ويطلق سراح المعتقلين، ولكن مساحة التعبير بصدد التقلص يوماً بعد يوم".
وأوضح، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أكبر تحد أمام المحامين اليوم هو كشف الحقيقة، لأنه بعد 92 يوماً من الاعتقالات لم تصدر رسمياً من الجهات القضائية أي توضيحات ولم يحصل تقدم".
ولفت إلى أنّ "السلطة تضيق صدراً بهذا التجمع الرمزي للتعبير عن الرأي، بمليشيات اختارت نفس التوقيت للتشويش، رافعين شعار تسقط الحرية"، مبيناً أنّ "ما يحصل هو أكبر إخفاق بعد الثورة لقمع الأصوات المعارضة".
وأكد ديلو أنّ "استهداف المحامين، وخاصة هيئة الدفاع، واضح من خلال محاولات التضييق عليهم، وهناك إحالات عديدة سابقة وأخرى ستكون في الأسبوع المقبل".
وقال عضو المكتب السياسي لحركة النهضة، بلقاسم حسن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "وقفة اليوم دورية ورمزية للتأكيد على الوفاء للمعتقلين السياسيين، وهي ذات بعدين، بعد تضامني وبعد احتجاجي"، مؤكداً أنّ "على السلطة توضيح الاتهامات الموجهة للمعتقلين".
وأوضح أنّ "التآمر على أمن الدولة عنوان كبير ولا بد من تقديم إيضاحات لأن جل المعتقلين يدافعون عن الحرية والديمقراطية ولا أحد يصدق أنهم إرهابيون"، مضيفاً أنّ "موقفهم ضد الانقلاب هو موقف سياسي عبروا عنه بكل حرية ولا يمكن سجنهم على خلفية مواقفهم أو لأنهم معارضون للسلطة".
ولفت إلى أنه "رغم حملات التحريض ضد النهضة وأعضاء جبهة الخلاص، إلا أنهم صامدون وسيواصلون الاحتجاج ودحض الاتهامات الباطلة".