"جبهة الخلاص" التونسية تحشد للتظاهر في ذكرى انقلاب قيس سعيد

15 يوليو 2023
اعتبر الشابي الإفراج عن عيسى والعكرمي خطوة مهمة داعياً لمواصلة النضال (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت جبهة الخلاص الوطني في تونس، مساء السبت، أنها تستعد لتحرك جديد على صعيد محافظات البلاد يوم 25 يوليو/ تموز الجاري بمناسبة الذكرى الثانية للقرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في اليوم نفسه من عام 2021.

وقال رئيس الجبهة أحمد نجيب الشابي، في كلمة خلال الوقفة الأسبوعية تضامناً مع المعتقلين، إن الجبهة "متمسكة بالدفاع عن قضية المعتقلين، ووقفة اليوم التضامنية تأتي في الوقت الذي أطلق فيه سراح عضوين بارزين هما، شيماء عيسى والمحامي الأزهر العكرمي، وهي خطوة مهمة، ولكن لا بد من مواصلة النضال".

ورفعت خلال الوقفة شعارات عدة، مثل "يسقط يسقط الانقلاب"، و"شادين (متمسكون) في سراح الموقوفين"، و"دستور حرية كرامة وطنية".

وقال الشابي، في كلمته، إن الوقفة التضامنية الأسبوعية الدورية لجبهة الخلاص الوطني تؤكد التمسك "بقضية المساجين السياسيين، وحقهم في الحرية"، مبيناً أن "التتبعات لم تقف في حق السجناء، بما في ذلك من أطلق سراحهما.. التحقيقات تستمر، بما في ذلك التحقيق أمس مع القيادي السابق في التيار الديمقراطي محمد الحامدي في قضية التآمر، كما يستمر القمع في تونس بقطع راتب نحو 17 ألف مدرس".

وأوضح الشابي أنه رغم السعادة بإطلاق سراح عيسى والعكرمي "لا بد من مواصلة النضال... ووقفات الجبهة الدورية مستمرة، وسيكون الموعد يوم 25 يوليو القادم للمطالبة بالعودة إلى الشرعية والديمقراطية".

وقال الشابي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "تصريحات سعيّد حول الانتخابات، يوم أمس الجمعة، تعبّر عن هواجسه هو. موقفنا واضح؛ لا بد من الذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية سابقة لأوانها، مع توفير مناخ سليم، وحياد تام للسلطة، بما يفسح المجال للتنافس الشريف".

وكان سعيد قد قال، أمس الجمعة، في اجتماع لمجلس الأمن القومي حول الهجرة، إن "هناك في الداخل من يستغل قضية المهاجرين لغايات انتخابية"، متسائلاً "لماذا رفضوا الانتخابات التشريعية الماضية ويطالبون بانتخابات رئاسية؟".

وبيّن الشابي أن وجودهم "في الحر والقر للدفاع عن الحريات، ومن أجل المطالبة بإطلاق سراح المساجين السياسيين، هو دفاع عن الحقوق، والسياسة هي الحكم، ومن حق أي تونسي أن يشارك ويحلم بواقع أفضل".

وأكد عضو جبهة الخلاص الوطني والقيادي في حركة النهضة، العجمي الوريمي، أن "جبهة الخلاص حققت على الأقل خطوة إيجابية بإطلاق سراح المعتقليْن، ولكن يؤمل بالإفراج عن بقية المعتقلين".

وقال في كلمة له إن "الظلم لا يدوم، والاستبداد لا يدوم، والحكم الفردي سيزول، ولا مجال للإقصاء"، مشيراً إلى أن "الانقلاب إلى زوال، فهذا القوس سيغلق، وستعود الديمقراطية".

وتساءل: "ما الهدف من الاعتقالات إلا أن تكون الغاية هي الترهيب وتكميم الأفواه؟"، لافتاً إلى أن "الزج بالسياسيين في السجن لن يحقق أي هدف وسيعودون شامخين... وقفة الخميس الماضي أمام المحكمة كانت مهمة، لأنها جمعت المعارضة من مختلف الانتماءات السياسية... توحيد الجهود ممكن وسيكون للمعارضة كلمتها".

وبيّن المتحدث أن "الاقتراب من تحقيق الأهداف يجري تدريجياً إلى أن يحقّق الهدف الأكبر"، مؤكداً أن "الصعوبات موجودة، ولكن الاجتماع من أجل العدالة والكرامة لا يزال ممكناً... جبهة الخلاص ستكون جاهزة لجل الاستحقاقات القادمة طالما أنها تعمل ضمن ثوابت ومبادئ لن تحيد عنها".

وقال والد شيماء، عيسى إبراهيم، إن "شيماء حرة والفضل لهيئة الدفاع، ولجبهة الخلاص، ولكل السياسيين الذين دافعوا عن الحق".

وكانت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس قد قرّرت، مساء الخميس، رفض استئناف النّيابة العموميّة لقرار قاضي التّحقيق بالمكتب 36، الإفراج عن شيماء عيسى، كما استجابت لطلب هيئة الدّفاع بالإفراج عن المحامي محمد الأزهر العكرمي، فيما رفضت الإفراج عن كل من محمد خيام التركي، وعبد الحميد الجلاصي، ورضا بالحاج، وغازي الشواشي، وجوهر بن مبارك، وعصام الشابي.

واعتبر سياسيون ومحامون تونسيون قرار الإفراج عن عضو جبهة الخلاص الوطني، شيماء عيسى، والمحامي الأزهر العكرمي "بادرة أمل"، لكنهم قالوا إن الخطوة تبقى منقوصة، ولن تكتمل إلا بإطلاق سراح بقية المعتقلين السياسيين.

المساهمون