جبهة الإصلاحات الإيرانية: لن نشارك في الانتخابات بـ"أي ثمن"

08 يونيو 2024
إسحاق جهانغيري أحد مرشحي جبهة الإصلاحات لانتخابات إيران، طهران 3 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- آذر منصوري تعلن أن الإصلاحيين لن يشاركوا في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة إلا بمرشح خاص، مؤكدة تغيير استراتيجيتهم لتجنب خسارة الدعم الجماهيري كما في دعمهم السابق لحسن روحاني.
- جبهة الإصلاحات تختار إسحاق جهانغيري، مسعود بزشكيان، وعباس أخوندي كمرشحين إصلاحيين، مع دعوة لتهيئة الظروف لمشاركة جميع القوى السياسية بشكل مؤثر في الانتخابات.
- الجبهة تؤكد على مشاركة نشطة ومؤثرة في الانتخابات الرئاسية المفاجئة بعد وفاة إبراهيم رئيسي، مع التزام بنقد الحكومة وإدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، والتأكيد على أهمية دولة فلسطينية.

أكدت رئيسة جبهة الإصلاحات الإيرانية آذر منصوري، اليوم السبت، أن الإصلاحيين لن يشاركوا في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 28 يونيو/ حزيران الجاري بـ"أي ثمن"، قائلة: "سنشارك في انتخابات يكون لنا فيها مرشح".

وأضافت منصوري أن الإصلاحيين كانوا يسلكون طريقاً آخر في الماضي من خلال دعم مرشحين لا ينتمون إلى التيار الإصلاحي، "لكن تسبب ذلك بتراجع رصيدنا الاجتماعي، بالتالي لن نختار هذا الطريق".

وكان الإصلاحيون قد دعموا الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني في ولايتيه، لكنهم ندموا على ذلك، في ظل عدم متابعته المشروع الإصلاحي، ما حمّل الإصلاحيين خسائر في رصيدهم الجماهيري. وكان محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، قد قال لـ"العربي الجديد" في 27 مايو/ أيار الماضي، إن رفض دعم المرشحين غير الإصلاحيين مرده التجربة التي مرّوا بها بدعم الرئيس السابق حسن روحاني، الذي أكد أنه "أضرّ بتيار الإصلاحات كثيراً".

وفي إشارة إلى تغيير الإصلاحيين استراتيجيتهم، دعت رئيسة جبهة الإصلاحات -المظلة الشاملة للقوى والتيارات الإصلاحية- في مؤتمر صحافي، إلى تبيان الحقائق للشارع بأنه "لن نسعى للمشاركة في السلطة بأي ثمن، والإصلاحيون سيشاركون في السلطة عندما تكون هذه المشاركة مؤثرة فقط"، مشيرة إلى أن الشعب الإيراني عند مشاهدته "عجز التيار الإصلاحي عن التأثير في السلطة ينفر منه".

وكانت جبهة الإصلاحات قد أعلنت أمس الجمعة، أن الجمعية العامة للجبهة اختارت في عملية تصويت داخلية ثلاث شخصيات إصلاحية -تقدمت بطلب الترشح للانتخابات الرئاسية- مرشحة لها في هذه الانتخابات، هم إسحاق جهانغيري ومسعود بزشكيان وعباس أخوندي. وذكرت الجبهة أن الثلاثة نالوا ثقة ثلثي أعضاء جمعيتها العامة. ويبلغ عدد أعضاء الجمعية 46 شخصاً من 31 حزباً إصلاحياً، من بينهم 15 شخصية قيادية إصلاحية.

ودعت منصوري السلطات الإيرانية إلى تهيئة الظروف لحضور جميع القوى السياسية في الانتخابات وتسجيل مشاركة تنافسية ومكثفة، لافتة إلى أنه إذا سمح مجلس صيانة الدستور الإيراني لمرشح أو مرشحي الإصلاحيين بخوض السباق الرئاسي، حينئذ ستبذل جبهة الإصلاحات جهودها لتحقيق الحد الأقصى من المشاركة الشعبية في الانتخابات.

وشددت رئيسة الجبهة على الموقف الرافض لدعم أي مرشح غير إصلاحي في حال رفض أهلية المرشحين الإصلاحيين لخوض السباق الرئاسي، قائلة: "لن نكرر الطريق الذي سلكناه سابقاً، ولن نقبل بمرشح بالوكالة، ويجب أن يكون لنا مرشحنا".

وبشأن إمكانية دعم المرشح المحافظ المعتدل علي لاريجاني، أكدت منصوري أن ذلك ليس مطروحاً، مؤكدة أن "الاتفاق داخل الجبهة هو أن شرطنا الوحيد أن يكون لنا مرشح خاص بنا".

وتابعت أن الجبهة كانت ولا تزال لها انتقادات لأداء الحكومة الحالية الـ13، "لكننا نعرب عن أسفنا" لحادث تحطم طائرة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي ورفاقه. كذلك دانت "العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة ورفح"، وقالت إنه "حرب إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية"، مشيرة إلى أن "الحل لوقف هذا العدوان والاحتلال يكمن في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقبلية".

وكانت الداخلية الإيرانية قد وافقت حتى الاثنين الماضي نهاية مهلة تقديم طلبات الترشح على تسلّم طلبات 80 شخصاً للترشح للانتخابات الرئاسية من أصل 287، قالت إنهم استوفوا شروط الترشح الأولية من دون البقية.

وتشهد إيران هذا الاستحقاق الرئاسي المفاجئ إثر رحيل رئيسها إبراهيم رئيسي في 19 مايو/أيار الماضي في حادث سقوط مروحيته في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي البلاد. وفي حال شغور منصب الرئاسة، ينص الدستور الإيراني على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في غضون 50 يوماً، يتولى فيها النائب الأول للرئيس مهام السلطة التنفيذية مؤقتاً، على أن يُختار رئيس جديد.

جبهة الإصلاحات: مع المشاركة في الانتخابات بشرط

وفي معرض رده على سؤال بشأن سبب تسمية جبهة الإصلاحات مرشحيها الثلاث قبل إعلان مجلس صيانة الدستور قائمة المرشحين النهائية المسموح لهم بخوض السباق الرئاسي، قال المتحدث باسم الجبهة جواد إمام في المؤتمر الصحافي: "إننا نرى أنفسنا ملزمين بأن نختار مرحشنا من بين الأشخاص الذين سيصدّق عليهم مجلس صيانة الدستور، ولذلك قبل إعلان المجلس (القائمة النهائية) سمّينا مرشحينا، وإذا صُدِّق عليهم ستكون لنا مشاركة نشيطة في الانتخابات".

وأكد إمام أن الإصلاحيين مع المشاركة في الانتخابات، لكن بشرط أن يكون لجميع القوى السياسية مرشح فيها. ولمجلس صيانة الدستور الإيراني الكلمة الفصل في تحديد أسماء المرشحين النهائيين لخوض الانتخابات الرئاسية. وجدد المجلس اليوم السبت مهلة بحث أهلية المرشحين لخمسة أيام أخرى. ويتوقع أن يعلن القائمة النهائية قبل انتهاء المهلة الثانية.