جاووش أوغلو: لا مانع من تحسين العلاقات مع السعودية وسنستضيف اجتماعاً حول السلام في أفغانستان

12 مارس 2021
أكد الوزير التركي أن بلاده لا تسعى للصدام مع أحد (جيم أوزديل/الأناضول)
+ الخط -

إسطنبول تستضيف اجتماعاً حول السلام في أفغانستان

أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أن أنقرة لا ترى أي سبب يمنع تحسين العلاقات مع السعودية، وأنها مستعدة للتجاوب مع أي خطوات إيجابية من الرياض والإمارات أيضاً، معلنًا في الوقت نفسه عن بدء اتصالات دبلوماسية بين تركيا ومصر من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، وعدم طرح البلدين أي شروط مسبقة من أجل ذلك.

وقال، في تصريحات لـ"الأناضول" والتلفزيون التركي حول المستجدات في ملفات السياسة الخارجية: "بالنسبة لنا لا يوجد أي سبب يمنع تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية"، مضيفاً: "في حال أقدمت السعودية على خطوات إيجابية فسنقابلها بالمثل، والأمر ذاته ينطبق على الإمارات".

جاووش أوغلو: في حال أقدمت السعودية على خطوات إيجابية فسنقابلها بالمثل، والأمر ذاته ينطبق على الإمارات

ولفت جاووش أوغلو إلى أن دخول العلاقات بين السعودية والإمارات وقطر مرحلة جديدة (إثر المصالحة الخليجية)، يمكن أن يساهم في تحسين العلاقات بين أنقرة من جهة والرياض وأبوظبي من جهة أخرى، وذلك في معرض ردّه على سؤال بهذا الخصوص. وأضاف: "نرى في الآونة الأخيرة رسائل أكثر إيجابية من أبوظبي، وتراجع الحملات السلبية ضد تركيا"، قائلاً: "نحن في الأساس ليست لدينا أي مشكلة معهم، لكن كانت لديهم مواقف سلبية حيالنا".

ولفت إلى أن مواقف الإمارات تجاه تركيا تبدو أكثر اعتدالاً في الوقت الراهن. كما أكد عدم وجود أي مشكلة لتركيا مع السعودية على صعيد العلاقات الثنائية، وأن العلاقات كانت على ما يرام قبل حادثة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول.

جاووش أوغلو: الجانب السعودي هو الذي جعل من هذه القضية مشكلة على صعيد العلاقات الثنائية

وأشار إلى أن الجانب السعودي هو الذي جعل من هذه القضية مشكلة على صعيد العلاقات الثنائية. وتابع: "في الواقع لم تكن هذه مسألة ثنائية، بل كانت مسألة البحث عن العدالة من أجل شخص قتل، وكل ما قلناه هو أن يحاسب القتلة أمام القضاء وأن تتجلى العدالة، وديننا أيضا يأمر بذلك". وأضاف: "في المحصلة هم (السعوديون) حولوا هذا الأمر إلى مسألة ثنائية، ونحن لم نوجه الاتهام لإدارة المملكة العربية السعودية في أي وقت".

ولفت إلى أنه أجرى لقاء ودياً ومفيداً مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في النيجر. وتابع: "اتفقنا على مواصلة الحوار، ونتراسل بين الفينة والأخرى".

وأكد استعداد بلاده للتجاوب مع أي خطوات إيجابية لتحسين العلاقات سواء من قبل السعودية أو الإمارات، وأن تركيا لا تسعى للصدام مع أحد.

تحدث جاووش أوغلو عن العلاقات مع مصر، معلناً بدء الاتصالات الدبلوماسية بين أنقرة والقاهرة، من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها

أردوغان: سنبحث مع السعودية قرار إجرائها مناورات مع اليونان

بدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب صلاة الجمعة في مدينة إسطنبول، أنّ بلاده ستبحث مع السلطات السعودية قرار إجرائها مناورات مع اليونان.

وتحدث جاووش أوغلو عن العلاقات مع مصر، معلناً بدء الاتصالات الدبلوماسية بين أنقرة والقاهرة، من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، وعدم طرح البلدين أي شروط مسبقة من أجل ذلك.

وأكد أنه "لا يوجد أي شرط مسبق، سواء من قبل المصريين أو من قبلنا حالياً، لكن ليس من السهل التحرك وكأن شيئاً لم يكن بين ليلة وضحاها، في ظل انقطاع العلاقات لأعوام طويلة".

وتابع: "تطبيع العلاقات يتم لكن ببطء من خلال المباحثات ورسم خريطة طريق والإقدام على خطوات في تلك المواضيع"، قائلاً: "بطبيعة الحال، هناك نقص في الثقة مع الأخذ بعين الاعتبار القطيعة لأعوام طويلة، وهذا أمر طبيعي يمكن أن يحدث لدى الطرفين، ولهذا تجري مباحثات في ضوء استراتيجية وخريطة طريق معينة. وتتواصل المحادثات". وتابع: "لدينا اتصالات مع مصر، سواء على مستوى الاستخبارات أو وزارتي الخارجية. واتصالاتنا على الصعيد الدبلوماسي بدأت".

إسطنبول تستضيف اجتماعاً حول السلام في أفغانستان

وفي سياق آخر، أعلن جاووش أوغلو أنّ بلاده تعمل على عقد اجتماع حول عملية السلام في أفغانستان بمدينة إسطنبول، في إبريل/ نيسان المقبل، لافتاً إلى أنّ بلاده تشارك منذ البداية وتساهم في إيجاد حلّ للنزاع في أفغانستان، وهي من أهم الفاعلين في المحادثات.

وأشار إلى أن بلاده محل ثقة للأطراف في أفغانستان، قائلاً: "حركة طالبان وهيئة المفاوضات، أي الحكومة، سبق لهما أن طلبا منّا استضافة اجتماع كهذا"، متحدثاً عن أن تركيا تعتزم تعيين ممثل خاص لأفغانستان من أجل دفع عملية السلام.

وشدد جاووش أوغلو على أنّ اجتماع إسطنبول حول أفغانستان ليس بديلاً عن اجتماع الدوحة إنما هو مكمّل له، مؤكداً أنّ "الاجتماع سيكون بالتنسيق مع قطر الشقيقة"، موضحاً أن بلاده لا تهدف من وراء الاجتماع لتوفير الفنادق والغرف للمجتمعين، إنما التركيز على استمرار المفاوضات بين حركة "طالبان" والحكومة من أجل تحقيق نتائج ملموسة. وبيّن أنهم يتواصلون مع ممثل حركة "طالبان" بشأن المحادثات، وأنهم طلبوا منهم "التوقف عن شنّ الهجمات، وأنه لا يمكن عقد محادثات مع وجود هجمات مسلحة".

جاووش أوغلو: اجتماع إسطنبول حول أفغانستان ليس بديلاً عن اجتماع الدوحة إنما مكمّل له

وكان المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا عمر جليك قد أكد، قبل يومين، استعداد أنقرة للمشاركة في أي وساطة تساهم في إحلال السلام في أفغانستان والمنطقة، مشدداً على أن "تركيا هي الدولة الأنسب لتكون وسيطاً لحل النزاع في أفغانستان، وذلك لما لديها من قدرة دبلوماسية كبيرة، ومستعدون لأي وساطة من أجل المساهمة في إحلال السلام بذلك البلد، وفي المنطقة".

وحول العلاقات مع الصين، كشف وزير الخارجية التركي عن أنّ نظيره الصيني وانغ يي، سيزور تركيا في 25 مارس/آذار الحالي، في إطار جولة في المنطقة. وأوضح أن أجندات اللقاء بين الجانبين ستتمحور حول العلاقات الثنائية والإقليمية، والقضايا التي تهم منطقة أوراسيا وآسيا ومكافحة فيروس كورونا.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون