تونس: ورقة التخويف لم تنجح

06 مارس 2023
من تظاهرة جبهة الخلاص أمس الأحد (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

نجحت جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تونس في تنظيم مسيرتها الاحتجاجية أمس الأحد والوصول إلى شارع بورقيبة وسط العاصمة تونس، رغم قرار المنع من السلطات والحواجز الأمنية. هذا النجاح يُحسَب لها في ظل الملاحقات الأمنية التي تطاول أهم قياداتها.

بعثت الجبهة برسائل متعددة للرئيس قيس سعيّد والشارع السياسي، حيث انضمت وجوه جديدة للجبهة، بحسب تأكيد رئيسها أحمد نجيب الشابي، وتقرر تنظيم وقفة احتجاجية أسبوعية في شارع بورقيبة. وجاءت عائلات المعتقلين تشارك في المسيرة، وتؤكد استمرار النضال من جيل إلى جيل، حيث حضر عز الدين الحزقي، أحد أبرز المناضلين ضد الديكتاتورية، ليقول للحاضرين: إذا كان ابني جوهر مبارك في السجن، فإن حفيدي هنا ينادي بسقوط الانقلاب. كذلك حضر نجل الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، وعيسى بن إبراهيم والد شيماء عيسى، وهو أيضاً كان من المساجين السياسيين قبل الثورة.

كل هذا يعكس إصراراً من التونسيين على مقاومة الانقلاب، وسقوط ورقة الترهيب التي لوحت بها السلطة. ورقة لم تفلح أيضاً مع الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي كان السبت الماضي بدوره في شارع بورقيبة، يوجه تحية للمعتقلين في السجن، ويتمسك بحرية التعبير والحق في التظاهر والإضراب، ويقول أمينه العام، نور الدين الطبوبي: نحن لا نخاف.

ويبدو الاتحاد أيضاً في مرمى سعيّد، الذي رفض مبادرة الحوار بوضوح في آخر تصريح له قائلاً بوضوح: "عن أي حوار يتحدثون، ولماذا نظمنا انتخابات إذاً؟".

وسينظم الاتحاد هذا الأسبوع اجتماعاً لمكتبه التنفيذي الموسع تليه هيئة إدارية، وهي المؤسسة التي تتخذ القرارات الكبرى للمنظمة النقابية. وسنرى ملامح تطور هذا الصراع من خلال القرارات التي ستتخذها، وإذا ما كانت المنظمة النقابية ستذهب إلى تجميع الساحة الوطنية وإنجاز حوار بلا سعيّد، رغم أن قيادات من منظمات شريكة للاتحاد لا تزال تعتقد أن سعيّد سيتجاوب مع مبادرتها، وتطلب منه إلى اليوم أن يطلع عليها أولاً قبل أن يرفضها، وكأنها لم تستوعب إلى اليوم أن سعيّد لا يريد حواراً، لا معها ولا مع غيرها. وربما هي تدرك ذلك، ولكنها تكابر حتى لا يتبيّن أن معارضي الانقلاب من أول يوم كانوا على حق. ولكن أي أهمية لذلك اليوم والبلد يضيع والمعتقلات تتوسع والحرية تضيق يوماً بعد يوم، وتونس تراهن بكل مستقبلها وبكل حريتها وديمقراطيتها على تجميع المخلصين منها وتجاوز الخلافات التي عصفت بها وجعلتها تسقط في براثن الانقلاب.

المساهمون