أودعت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، يوم أمس الأربعاء، ملفاً لدى هيئة الحقيقة والكرامة، لكشف الحقيقة عن الانتهاكات التي طاولت قطاع الإعلام طيلة عقود الديكتاتورية وإنصاف الضحايا من الإعلاميين.
وقد أشارت النقابة في ملفها إلى تعمد الديكتاتورية طيلة سنوات إحكام قبضتها على الإعلام، وتدجينه وتحويله إلى بوق دعاية ومنبر لتصفية الحسابات وتشويه المناضلين والتنكيل بهم. واستعمال أجهزتها لإهدار المال العام وشراء ذمم الصحافيين، كما لفتت النقابة إلى عمليات السيطرة على الإعلام الرسمي، وإفساده وإهدار المال العمومي لفائدة مقربين من النظام مقابل تفقير منهجي للقطاع ومؤسساته، وقد أكدت النقابة أنّ انتهاكات النظام السابق شملت صحفيين ومصورين بالإضافة إلى عائلاتهم.
نقيب الصحافيين التونسيين، ناجي البغوري، أكد أثناء تسليم ملف النقابة، إلى سهام بن سدرين، رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة، أن "النقابة أرادت من خلال هذا الملف كشف الحقيقة عما تعرض له الصحافيون من تنكيل وتشريد من النظام السابق". وأضاف "كما أن كشف الحقيقة عن الإنقلاب الذي عرفته النقابة سنة 2009 ضروري حتى نوثق لهذه الانتهاكات ونضمن عدم تكرارها حتى نتمكن من بناء تونس ديمقراطية تكون حرية الصحافة أحد أعمدتها".