يشهد شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، اليوم السبت، مسيرة غاضبة وشعارات استفزازية من بعض الشباب المحتجين الذين أقدموا على رشق قوات الأمن بالحجارة والقوارير البلاستيكية.
وتعالت أصوات المحتجين بأغاني وشعارات ضد الأمن، محاولين في أكثر من مناسبة الالتحام مع الوحدات الأمنية، والتقدم في شارع بورقيبة.
وأغلب المحتجين هم من الشباب والتلاميذ ممن قدموا من مختلف الأحياء والمناطق، مطالبين بإطلاق سراح الموقوفين في الاحتجاجات وإسقاط النظام.
وأكد أحد الشباب الغاضبين، صادق، لـ "العربي الجديد"، أنه "لا بد من إسقاط النظام، مشدداً على أن الشباب لم يروا أي إنجازات تذكر"، وموضحاً أنه من حق العاطل عن العمل و الجريح أن يعبر عن رفضه وامتعاضه من الوضع المتردي. وأضاف أنّ "الغضب عارم وأن الاحتجاجات لن تخمد"، مندداً بالحكومة والمنظومة الحاكمة منذ سنوات.
وأفادت إحدى المتظاهرات، مي، بأنّ شعارات المحتجين تترجم غضب الشباب، معتبرة أنّ "الوقت حان لتغيير منظومة الحكم"، ومؤكدة أنّ "الشارع ملك الشعب" وأنّ القمع وتطويق شارع بورقيبة "غير مبرر".
وبينت أن العنف الصادر عن الشباب اليوم "هو نتيجة عنف سابق من الدولة، والتي لم تترك للشباب أي مجال للتعبير عن ذاتهم".
من جهتها، دعت الشابة فاطمة المحتجين إلى وقف اعتداءاتهم على قوات الأمن، وقالت لـ"العربي الجديد" إنّ "الأمن هو الذي يحمي الوطن ويحمي الناس، وبالتالي نحن نرفض استفزازات المحتجين".
وأضافت أنّ الاحتجاجات "يجب ألا توجه ضد رجل الأمن الذي حماها في أكثر من مناسبة"، مؤكدة أنّ "ما يحصل غير مقبول".
وقالت المحتجة ليندا: "يسقط قمع البوليس، الثورة قادمة"، ونددت بالتضييق على الحريات، معتبرة أن الانتخابات لم تفرز أي نتائج لصالح الشباب، وأوضحت أن الحكومة لم تقدم أي إنجازات لصالحهم.
وفي منتصف كانون الثاني/ يناير 2021، شهدت مدنٌ تونسية عدة، على امتداد خمسة أيام، صداماتٍ واشتباكاتٍ عنيفةً بين القوى الأمنية ومجموعات من الشباب خرجت في مظاهرات ليلية احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، تخللتها أعمال تخريب ونهب للممتلكات الخاصة والعامة.