كلّف الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم الأربعاء، نجلاء بودن بتشكيل حكومة، وهي أوّل امرأة تتولّى منصب رئيسة حكومة في تاريخ تونس.
وجاء في منشور عبر صفحة الرئاسة التونسية على "فيسبوك" أنه "عملاً بأحكام الأمر الرئاسي عدد 117 لسنة 2021 المؤرخ في 22 سبتمبر 2021 المتعلق بتدابير استثنائية وخاصة على الفصل 16 منه، كلّف رئيس الجمهورية قيس سعيّد، اليوم الأربعاء، 29 سبتمبر 2021، السيدة نجلاء بودن حرم رمضان بتشكيل حكومة، على أن يتم ذلك في أقرب الآجال".
ونجلاء بودن رمضان من مواليد 1958 أصيلة، ولاية القيروان، وهي أستاذة تعليم عال في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس، مختصّة في علوم الجيولوجيا، تشغل حالياً خطّة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتمّ تعيينها مديرة عامة مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي سنة 2011.
كما شغلت منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بالوزارة ذاتها، وكُلّفت بمهمة ديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن سنة 2015.
وقال سعيد، في كلمة له أمام رمضان خلال تكليفها بتشكيل الحكومة: "سنعمل معاً في المستقبل بإرادة وعزيمة ثابتة للقضاء على الفساد والفوضى التي عمّت الدولة"، مضيفاً: "نتحمّل اليوم مسؤولية تاريخية، وستكون هذه اللحظة تاريخية بالفعل بتولي امرأة للمرة الأولى رئاسة الحكومة في تونس".
وتمنّى سعيد على رمضان اقتراح أعضاء الحكومة في الساعات أو الأيام القليلة القادمة، "لأننا أضعنا من الوقت الكثير ولا بد من العمل بسرعة، وأن يكون الفريق متجانساً، ويعمل على مقاومة الفساد، وهذه العملية أساسية ومقدمة لأي عمل وسنعمل بدون هوادة على مقاومة الفساد".
وأعلن سعيد في 25 يوليو/ تموز الماضي، قرارات استثنائية، جمّد بموجبها اختصاصات البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وترأس النيابة العامة، وأقال رئيس الحكومة هشام المشيشي.
سعيد يطلع ميركل على خطواته القادمة
قالت الرئاسة التونسية إن اتصالاً هاتفياً جمع الرئيس قيس سعيّد بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، صباح اليوم الأربعاء، حيث تطرّق إلى العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين واستعداد ألمانيا لدعم تونس.
وقال البيان إن "المكالمة تناولت الإجراءات التي يعتزم رئيس الجمهورية اتخاذها حتى تكون المرحلة المقبلة مرحلة تقوم على القانون المعبّر حقيقة عن الإرادة الشعبية".
وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، شتيفن زايبرت، اليوم الأربعاء إن المستشارة أكدت، خلال اتصالها بسعيد، على ضرورة العودة للديمقراطية البرلمانية بتونس في ظل حوار مع كل اللاعبين السياسيين.
ونقلت وكالة "رويترز" عن زايبرت إشارته إلى أن ميركل "شددت أيضاً على أهمية المكتسبات الديمقراطية لاستقرار البلاد وسلامتها".
ومع إطلاع سعيد ميركل على الخطوات القادمة، يأمل التونسيون أن يتم كذلك إطلاعهم على هذه البرامج، في ظل الوضع الضبابي والغموض المسيطر على الساحة، حيث يعتمد الرئيس سعيد على استراتيجية المباغتة والمفاجأة، ويبقي الساحة في موقف المتفرج والمنتظر.