تونس تستضيف اجتماعاً لوزراء خارجية الجزائر وليبيا وتونس

10 يونيو 2022
يأتي اللقاء في إطار تعزيز التشاور والتنسيق (Getty)
+ الخط -

في خبر مفاجئ، أعلنت وزارة الخارجية التونسية عن لقاء يجري اليوم الجمعة، بين تونس والجزائر وليبيا، في إطار تعزيز التشاور والتنسيق.

ويحلّ اليو، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري رمطان لعمامرة، ووزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية لدولة ليبيا نجلاء المنقوش، ضيوفاً في زيارة عمل إلى تونس.

وقال بيان الوزارة إن "هذا الاجتماع يمثّل ترجمة لحرص الدول الثلاثة على تطوير العلاقات، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون، إضافة إلى تبادل الرؤى وتنسيق المواقف حول مجمل القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، وما تطرحه من تحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وإنسانية". وأوضح بيان الخارجية، أن هذا اللقاء سيكون كذلك "مناسبة لاستعراض الاستحقاقات الإقليمية والدولية المقبلة".

وسيتم خلال الاجتماع استعراض تطورات الأزمة في ليبيا، وآفاق الحل السياسي بدعم من الجزائر وتونس. وتدافع الجزائر بحدة عن خيار إجراء الانتخابات، وترفض بشدة خيار تولية حكومة فتحي باشاغا، إذ كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد جدّد أمس الخميس، خلال لقائه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في الجزائر، موقف بلاده، قائلاً إنه يتوجب "السماح للشعب الليبي بأن يقوم بانتخابات تسمح له بانتخاب مسؤولين جدد، لهم شرعية شعبية لبناء ليبيا".

وفي سياق آخر، سيتناول الاجتماع الثلاثي في تونس عدداً من الملفات السياسية والاقتصادية، على غرار ملف الطاقة في ظل المستجدات الدولية الراهنة، خصوصاً وأن تونس تتزود من الجزائر بالغاز، كما تتزود ليبيا بالكهرباء من الجزائر عبر تونس.

وستتركز المشاورات أيضاً على عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التنمية المندمجة والمتضامنة، ومكافحة الإرهاب، والتصدي للجريمة المنظمة، وقضايا الأمن الغذائي والبيئي والطاقة، التي تفرض نفسها في ظل المستجدات الدولية الراهنة.

ويعود آخر لقاء بين الثلاثي، إلى شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي في الجزائر، حيث عقدوا جلسة عمل تشاورية لمزيد من التنسيق والتشاور بخصوص تنفيذ مخرجات مؤتمر "مبادرة دعم استقرار ليبيا"، الذي انعقد بالعاصمة الليبية طرابلس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتأكيد أهمية أن يُصبح إحدى مرجعيات المسار السياسي الليبي.

وشهدت العلاقات بين هذه البلدان الثلاثة فتوراً في الأشهر الأخيرة، بسبب الانقسام الحكومي في ليبيا، وظهور حكومة فتحي باشاغا، وما فُهم من الجزائر وليبيا بأنه موقف تونسي من حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها عبد الحميد الدبيبة، وإمكانية الاقتراب من الموقف المصري الذي يدعم باشاغا، ويدعو لدخوله طرابلس.

وأُلغيت زيارة للدبيبة كانت مبرمجة في إبريل/نيسان الماضي. وكانت وثيقة ليبية كشفت عن اعتزام الدبيبة زيارة تونس لمدة أسبوع كامل مع وفد رفيع المستوى بداية من 26 إبريل/نيسان الماضي، ولكن الزيارة لم تتم، دون أي تفسير من أي طرف.

ويُطرح السؤال حول ما إذا كان اجتماع اليوم يحمل عودة للتنسيق بين هذا الثالوث الذي كان موحداً على امتداد الأزمة الليبية، وإذا كان يشكّل مسعى تونسياً لبعث حرارة أكثر في العلاقات التونسية الجزائرية التي شهدت نوعاً من البرود في الآونة الأخيرة، حيث تنظر الجزائر بتوجس واضح لتطور الأحداث في تونس.

وسيلتقي الوزير لعمامرة الرئيس التونسي قيس سعيّد، لتسليمه رسالة من تبون، على ضوء تطورات لافتة في الموقف الجزائري إزاء ما وصفه الرئيس الجزائري خلال زيارته إلى تونس قبل أسبوعين بـ"المأزق"، وإعلانه الاستعداد لمساعدة تونس "للعودة إلى الطريق الديمقراطي".

 ولافت أن هذا النوع من الاجتماعات كان يتم في السابق بمشاركة مصرية تحت مسمى دول جوار ليبيا، لكن الموقف المصري نأى قليلاً عن موقف كل من الجزائر وتونس، وتخلى عن الإقرار بشرعية حكومة الدبيبة، ودفعت القاهرة مجلس النواب إلى تزكية حكومة جديدة بقيادة فتحي باشاغا، وهو ما وسّع دائرة الخلاف، خصوصاً بين القاهرة والجزائر.

المساهمون