تونس: "النهضة" تندد بتهجم سعيد على معارضيه في زيارته للولايات المتحدة

16 ديسمبر 2022
هاجمت "النهضة" "ما قام به الحاكم بأمره" خلال زيارته إلى الولايات المتحدة (Getty)
+ الخط -

نددت حركة النهضة التونسية في بيان لها مساء أمس الخميس، بالهجوم الذي شنه الرئيس قيس سعيد على البرلمان والاتهامات بحق النواب، مشيرة إلى "وابل من التهم والتشويه الذي طبع خطاب سعيد، دون أدلة أو لجوء إلى القضاء".

وهاجمت النهضة في البيان بـ"ما قام به الحاكم بأمره خلال زيارته إلى الولايات المتحدة من تهجم على البرلمان التونسي واستهزاء برئيسه واتهامات لنوابه حيث درج على اتهام نواب بقبض أموال مقابل المصادقة على قوانين دون تقديم أي أدلة على ذلك، ولا لجوء الى القضاء للفصل في هذا الوابل من التهم والتشويه الذي طبع خطابه تجاه مخالفيه".

 وقالت النهضة "لم يكتف بذلك داخل الوطن بل عمد إلى اعتماد هذا الأسلوب المخالف لكل الأعراف في كل زياراته الخارجية".

وجددت النهضة في بيانها بـ"موقفها الداعي لمقاطعة مهزلة الانتخابات التشريعية لأنها انتخابات على قياس الانقلاب وبأدواته، ولتمكينه من مزيد الانفراد بالسلطة وتكريس الاستبداد الفردي، ولأنه لا صلاحية ولا قدرة لهذا البرلمان على أداء أي دور حقيقي في التشريع وفي الرقابة، بل سيكون أقرب إلى غرفة دعم ومساندة لما تقرره سلطة الانقلاب من سياسات".

وقالت الحركة إنها "تتفهم مقاطعة الاتحاد الأوروبي لمراقبة هذه الانتخابات الصورية، فلا أحد يريد أن يكون شاهد زور".

ويتعلق الأمر بإعلان البرلمان الأوروبي، مساء الخميس، أنّه لن يراقب الانتخابات التشريعيّة التونسيّة، المقرّر إجراؤها يوم السبت 17 ديسمبر الجاري، مشيرا إلى أنّه "لن يعلّق لا على سير العمليّة الانتخابيّة ولا على نتائجها".

وأوضح البرلمان الأوروبي في بيان صحافي نقلته وكالات أنّ "أيّ عضو من أعضائه لم يتلق تفويضًا لمراقبة هذه الانتخابات أو التعليق عليها نيابة عن البرلمان".

وأشار البرلمان إلى أنّه "في حال قرّر عضو فيه مراقبة هذه الانتخابات، فسيقوم بذلك بمبادرة منه، ولا يعود بالنظر إليه".

وبالعودة إلى بيانها، فقد عبرت الحركة عن "تمسكها بالتصدي لهذا المسار المدمر للبلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وتهيب بمختلف القوى الوطنية لتنسيق جهودها ومضاعفة نضالها حتى تحرير تونس من هذا الانقلاب وبناء مؤسساتها الديمقراطية الحقيقية وإنقاذها اقتصاديا وماليا من الكارثة التي تردت فيها منذ الانقلاب".

وهنأت النهضة، الشعب التونسي بـ"ذكرى اندلاع ثورة الحرية والكرامة وتذكر بأهدافها الكبرى وخاصة منها القطع مع الاستبداد والظلم وإرساء الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية وكرامة المواطن. 

واستنكرت الحركة "ما أقدمت عليه سلطة الانقلاب من اختيار ذكرى اندلاع الثورة التونسية تاريخا لانتخابات صورية تمثل ارتدادا على قيم الثورة ومكاسبها وإجهاضا لمسارها ومحاولة أخرى لغلق قوسها، ولكنها ثورة مضادة ستفشل مهما تطلب الوفاء للثورة من نضال".

إنسانياً، أشار البيان إلى "تفاقم معاناة المواطنين والمواطنات من التهاب الأسعار وتدني المقدرة الشرائية لأغلب الطبقات والفئات الاجتماعية وتندد بعجز السلطة عن التدخل وتراخيها، كما تحمّلها مسؤولية افتقاد التونسيّين كثيرا من المواد الأساسية والأدوية الضرورية ومنها بعض الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، والتي يمثل فقدانها خطرا على حياة المواطنين والمواطنات وخاصة الأطفال، من مثل دواء خفض الحرارة الذي أصبح البحث عنه معاناة يومية للمرضى وأهاليهم".