توتر أمني غرب الموصل بعد اتهام مسلحي "الكردستاني" باختطاف 5 فتيات

30 مايو 2024
آمر اللواء 60 في "الحشد الشعبي" عبد الخالق مطلك في أم الذيبان، 29 مايو 2024 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في بلدة القحطانية غرب الموصل بالعراق، فرضت القوات الأمنية إجراءات مشددة بعد اختفاء خمس فتيات، واتهمت عشيرة عربية مسلحي حزب العمال الكردستاني بالاختطاف، مما أثار توتراً وتهديدات بـ"حرب" من العشائر العربية.
- العشائر المحلية والحكومة العراقية طالبت بعودة الفتيات واتخاذ موقف حازم ضد مليشيات غير عراقية، وسط تقارير عن استدراج الفتيات بإغراءات مالية للانضمام إلى "مجلس النساء" التابع للحزب.
- جرت مفاوضات بين شخصيات عشائرية وقيادات في الحشد الشعبي لإعادة الفتيات، مع تأكيدات على جهود مكثفة لإنهاء الاختطاف، وتوتر مماثل في سنجار مع دعوات لطرد مليشيات مرتبطة بحزب العمال الكردستاني.

فرضت قوات الأمن العراقية، اليوم الخميس، إجراءات أمنية مشددة في بلدة القحطانية ومحيطها إلى الغرب من الموصل مركز محافظة نينوى شمالي العراق، عقب إعلان إحدى العشائر العربية عن اختفاء خمس فتيات عربيات، أمس الأربعاء، واتهام مسلحي حزب العمال الكردستاني الناشط في المنطقة بالوقوف وراء الحادث.

وأبلغ مسؤول عسكري في اللواء الثامن بقوات الجيش العراقي الموجودة في المنطقة، "العربي الجديد"، بأنّ بعض العشائر حشدت عناصرها في قرية أم الذيبان، بعد اختفاء خمس من فتيات عشيرة عربية في القرية بوقت واحد، واتهام وجهاء القرية مسلحي حزب العمال بالوقوف وراء الحادث.

وأضاف المقدم أحمد الجحيشي من قوات الجيش العراقي، أنّ الإجراءات الأمنية الحالية تهدف للحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة، مع فتح تحقيق في حادثة الاختفاء، لكن مسؤولاً محلياً في محافظة نينوى، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ الفتيات تم استدراجهن من قبل "مجلس النساء"، التابع لحزب العمال الكردستاني، حيث يتولى مهمة تجنيد العنصر النسوي في صفوف الحزب ونقله إلى معسكرات تجنيد على الحدود مع سورية ضمن مناطق متاخمة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالجانب السوري. وأضاف، طالباً عدم الكشف عن هويته، أنّ "الحالة ليست خطفاً، بل هناك استدراج بإغراءات مالية حيث يستغل الحزب الوضع الاقتصادي للعشائر العربية في المنطقة من أجل التجنيد". 

وفرض مسلحون من عشائر عربية انتشاراً في منطقة أم الذيبان وضواحيها، وهددوا بـ"حرب"، في حال عدم إعادة الفتيات. وقال طالب الكريم، وهو أحد أفراد العشائر الموجودة في المنطقة، خلال اتصال هاتفي بـ "العربي الجديد"، إنّ "مسلحي حزب العمال يجندون فتيات من الأكراد والإيزيديين، لكن هذه أول مرة يتم ذلك بالنسبة للعرب الموجودين بالمنطقة". وأضاف: "نحن نعتبرها اختطافاً، سواء تم استدراجهن أو لا، النتيجة أنّ حزب العمال وتوابعه تعدت علينا"، مطالباً الحكومة العراقية في بغداد، بموقف حازم تجاه ما سمّاه "وجود مليشيات غير عراقية في المنطقة"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني التركي الذي ينتشر في سنجار وضواحيها. 

النائب في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى، عبد الرحيم الشمري، قال لوكالة أخبار "شفق نيوز"، العراقية المحلية، إنّ "الفتيات التحقن بمجلس النساء التابع لحزب العمال الكردستاني"، موضحاً أنّ "قرية أم الذيبان تضم مجلساً للنساء تابع للعماليين، تديره فتيات ونساء محليات يعملن في هذا المجلس ويجندن الفتيات للعمل لحساب هذا المجلس مقابل مبالغ بسيطة تقدر بـ100 أو 200 دولار بسبب الأوضاع المزرية والفقر المدقع الذي يعيشه سكان هذه المناطق".

‏وأضاف أنّ "هناك مفاوضات ووساطات تجري ما بين شخصيات عشائرية وقيادات في الحشد الشعبي من أجل مفاتحة الأطراف الأخرى وإلزامها بإعادة الفتيات"، لافتاً إلى أنّ "إحدى الفتيات والدها يعمل مع حزب العمال الكردستاني". وأظهرت صور نشرها القيادي في "الحشد العشائري"، لورنس الفهد الجربا، وجوداً كثيفاً لعناصر مسلحة مؤيدة للعشائر العربية وتسعى إلى إعادة الفتيات. وذكر الجربا، أنّ آمر اللواء 60 في "الحشد الشعبي"، عبد الخالق مطلك، ويرافقه قائد الفرقة 20 موجودون في منطقة أم الذيبان وتكثيف كل الجهود والتوصل إلى إنهاء مسائل الاختطاف في منطقه سنون وحلة".

 

والسبت الماضي، طالبت عشائر عربية مختلفة في منطقة سنجار، الحكومة العراقية بحمايتها من تهديدات مليشيات وجماعات مسلحة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، ودعت إلى طردها من مناطقهم. ويفرض مسلحون موالون لحزب العمال في مدينة سنجار وضواحيها سياسة الأمر الواقع على المدينة الحدودية مع سورية، (115 كيلومتراً غربي الموصل)، وتمنع عودة الآلاف من الأسر العربية إلى منازلهم، تحت حجج وذرائع مختلفة.