توالي المواقف بشأن أفغانستان: هل تعترف الدول بـ"طالبان"؟

17 اغسطس 2021
يعقد سفراء دول حلف شمال الأطلسي اجتماعاً طارئاً لبحث أوضاع أفغانستان (فرانس برس)
+ الخط -

تتوالى ردود الفعل الدولية بعد سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان، وسط ترقب لمواقف الدول بشأن التعامل مع سلطة الحركة بعد بسط سيطرتها على البلاد.

بريطانيا
في السياق، حذرت بريطانيا حركة "طالبان"، اليوم الثلاثاء، قائلة إنه ينبغي ألا تُستخدم أفغانستان أبداً قاعدةً لشن هجمات إرهابية، لكنها أضافت أنه يجب على الغرب محاولة التأثير بشكل إيجابي على الحركة التي انتزعت السلطة بعد انسحاب القوات الأميركية.
وتخشى بريطانيا أن تسمح عودة "طالبان" والفراغ الناتج من الانسحاب الغربي الفوضوي للمتشددين من تنظيمي "القاعدة" و"داعش" باكتساب موطئ قدم في أفغانستان، بعد 20 عاماً على هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنه سيتعين على الغرب أن يكون عملياً في علاقاته مع "طالبان"، ويحاول معرفة إن كان بوسعه تخفيف نهج الحكام الجدد لأفغانستان، بل ومحاولة إقناعهم بعدم إقصاء أي طرف.

وأضاف لقناة "سكاي" التلفزيونية: "هذه ستكون رسالتنا: يجب ألا تُستخدم أفغانستان أبداً لشن هجمات إرهابية على الغرب، نجحنا في هذا على مدى 20 عاماً". وأوضح "نريد أن نبذل كل ما بوسعنا، من خلال العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية، لضمان استخدام كل ما لدينا من نفوذ، وأنا واقعي بشأن هذا، لمحاولة تهدئة نهج النظام وممارسة شكل ما من أشكال التأثير الإيجابي عليه".
ورداً على سؤال لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عما إذا كان يتوقع الجلوس مع "طالبان"، قال راب "لا، ليس في المستقبل المنظور، لكننا كنا دوماً نتحاور بشكل ما".

وفي سياق متّصل، قال راب، إن الحكومة تخطط لزيادة المساعدات الإنسانية لأفغانستان "ربما بنسبة 10 بالمائة"، موضحاً أنه سيتم إعادة صياغة ميزانية المساعدات لتشمل أغراض التنمية والأغراض الإنسانية في أفغانستان، وأن "طالبان" لن تحصل على أي من الأموال التي سبق تخصيصها للأمن.

وقال: "لا أعتقد أننا سنربط الإغاثة الإنسانية التي نقدمها للأفغان العاديين بما تفعله طالبان"، مضيفاً أن المساعدة لن تكون على أساس تلبية "طالبان" لمعايير معينة مثل الحكم.

وأشار إلى أن الحكومة البريطانية تخطط لتبني سياسة لجوء "منفتحة" و "مصممة خصيصاً" للمواطنين الأفغان، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء بوريس جونسون، ووزيرة الداخلية، بريتي باتيل، سيعلنان التفاصيل قريباً.

ألمانيا
اعتبر الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، الثلاثاء، أنّ مشاهد الأفغان اليائسين في مطار كابول منذ أن استولت "طالبان" على السلطة في أفغانستان "عار على الغرب". وقال إنّ "مشاهد اليأس في مطار كابول عار على الطبقة السياسية في الغرب"، مشدداً على "المأساة الإنسانية" التي عاشها الأفغان أثناء محاولتهم بيأس مغادرة البلاد "ونحن مشاركون في المسؤولية عنها".
من جهتها، دعت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب-كارينباوبر، حلف شمال الأطلسي إلى استخلاص العبر من الفشل المسجل في أفغانستان.
وقالت في تصريح لمحطة "از دي أف": "ثمة مواضيع كثيرة علينا أن نبحث فيها داخل حلف شمال الأطلسي" إثر سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان بعد وجود عسكري غربي في هذا البلد استمر 20 عاماً.
وألمحت إلى أنّ الدول الأوروبية قد تضطر في المستقبل إلى تولي مهام كانت عائدة للولايات المتحدة، مضيفة "علينا في ما بعد أن نعرف إن كنا مستعدين لتحمل العواقب واتخاذ التدابير التي كنا تركناها حتى الآن للأميركيين".
ويعقد سفراء دول حلف شمال الأطلسي اجتماعاً طارئاً، الثلاثاء، للبحث في الوضع في أفغانستان، حيث تحاول الدول الغربية تسريع عمليات إجلاء رعاياها، فيما يعقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بعد ذلك مؤتمراً صحافياً.
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الألمانية، اليوم الثلاثاء، تعليق مساعداتها التنموية لأفغانستان التي باتت تسيطر عليها حركة "طالبان". وقال وزير التنمية غيرد مولر في مقابلة مع صحيفة "رينيش بوست" اليومية إن "التعاون الحكومي من أجل التنمية معلق في الوقت الحالي". وكانت ألمانيا تخصص سنوياً مساعدات بقيمة 430 مليون يورو لأفغانستان.

تركيا والأردن
عبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود جاووش أوغلو في عمّان، اليوم الثلاثاء، عن قلقه بشأن الأوضاع المتسارعة في أفغانستان، مؤكداً أن الأولوية الآن لإحلال الأمن والاستقرار والحفاظ على حقوق الإنسان.
أما جاووش أوغلو فقال إنّ تركيا تتواصل مع جميع الأطراف في أفغانستان، بما فيها حركة "طالبان"، موضحاً أنّ تركيا تنظر بإيجابية إلى الرسائل والتصريحات الصادرة حتى الآن عن حركة "طالبان". وشدد الوزير التركي على ضرورة إحلال الأمن والاستقرار في أفغانستان والعمل على مواصلة مشاريع التنمية.

وأكد أنّ تركيا مهتمة بمعرفة من سيحكم في أفغانستان وكيف ستصبح الأوضاع فيها، مشيراً إلى أن بلاده ستناقش عملية انتقال السلطة في أفغانستان ومصير أمن المطار، مضيفاً، خلال المؤتمر الصحافي، أنّ تركيا تبذل قصارى جهدها لإجلاء مواطنيها الأتراك من أفغانستان.

أستراليا
قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، إنّ حكومته لا يمكنها مساعدة جميع الأفغان الذين يعملون مع القوات الأسترالية ويدعمونها.
جاء ذلك في تصريح صحافي الثلاثاء، في العاصمة كانبيرا، حول الوضع الأخير في أفغانستان، وعمليات الإجلاء المخطط لها بعد دخول "طالبان" للعاصمة كابول وسيطرتها على القصر الرئاسي والمباني الحكومية.
ووصف موريسون الوضع في أفغانستان بأنه "مفجع"، مشيراً إلى أنّ القوات الأسترالية العاملة في أفغانستان "قلقة" بشأن سلامة الأفغان الذين يعملون معها. وأضاف أن "الحكومة عازمة على مساعدة أولئك الذين يخدمون ويساعدون القوات الأسترالية، لكن لا يمكن الوصول إلى جميعهم".
وأشار إلى أن بلاده سترسل طائرتين عسكريتين لإجلاء نحو 200 مواطن أسترالي مع أسرهم يعملون في منظمات غير حكومية والأمم المتحدة في أفغانستان. كذلك سيُجلى 250 جندياً أسترالياً وحوالى 400 أفغاني قدموا المساعدات للقوات الأسترالية.

جورج بوش
وفي المواقف، قال الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش إنه والسيدة الأولى السابقة لورا بوش يشعران "بحزن عميق" بشأن تطور الأحداث في أفغانستان.

وأضاف بوش الابن، في بيان صدر في وقت متأخر يوم الاثنين: "نشاهد أنا ولورا تطور الأحداث المأسوية في أفغانستان بحزن عميق (..)، قلوبنا مع الشعب الأفغاني الذي عانى الكثير، ومع الأميركيين والشركاء من حلف شمال الأطلسي الذين ضحوا بالكثير".

(رويترز، فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)