تواصل مسلسل الاعتقالات في "هيئة تحرير الشام" لترسيخ سلطة الجولاني

تواصل مسلسل الاعتقالات في "هيئة تحرير الشام" لترسيخ سلطة الجولاني

30 ديسمبر 2023
الاعتقالات تأتي تحت تهم وذرائع معدة للخطاب الداخلي منها الفساد والعمالة (Getty)
+ الخط -

يتواصل مسلسل الاعتقالات الداخلية ضمن مكونات "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا)، تحت تهم وذرائع معدّة للخطاب الداخلي منها الفساد والعمالة، ضمن عملية الهدف منها ترسيخ سلطة زعيمها الحالي "أبو محمد الجولاني"، الذي يسعى لإحكام قبضته على الهيئة بمساندة أجنحة ضد أخرى فيها.

واعتقلت الأجهزة الأمنية، اليوم السبت، كلاً من: مسؤول قسم الدراسات في الأمن العام بمدينة إدلب، عابد أبو أحمد، ومسؤول منطقة إدلب، أبو عدي جبل، والعسكري في لواء سعد التابع لها، فواز أبو القعقاع، ومندوب ملف الجريمة المنظمة في منطقة إدلب، أبو شيماء، وفق ما أكدت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد". 

وأفادت المصادر أن آخر عملية اعتقال نفذها رجال أمن الهيئة جرت قرب الكنيسة في مدينة إدلب، وكان رجال الأمن يرتدون لباساً مدنياً خلالها.

وفي الخصوص، قال الباحث السياسي محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد": إن "استمرار عمليات الاعتقال والتصفيات الداخلية وعمليات المطاردة والملاحقة أمر متوقع، لأن الانشقاق حدث على مستوى القيادة، وبالتالي كل شخص له مجموعة أفراد مقربين مناطقياً أو فكرياً أو عشائرياً، وعلى هذا الأساس يخشى الجولاني أن يقوم هؤلاء الأشخاص بعمليات ضده انتقاماً لقيادتهم، وهذا أحد الأسباب الرئيسية لما يجري، أما الأمر الثاني فهو "عملية استحواذ"، لأن هناك مجموعات لها مطامع ووجدت فرصة للتخلص من أشخاص آخرين، باعتبارهم تابعين للانشقاقيين أو المعتقلين تحت تهم العمالة والفساد".

وأضاف المصطفى: أن "الذرائع واضحة وما يعلن دائماً هو مكافحة الفساد والعمالة ووجود علاقات وتواصل مع جهات استخباراتية خارجية، أو القيام بإجراءات غير موكلة لبعض الأمنيين"، مردفاً: "تحاول القيادة تطهير صورتها على حساب هذه المجموعات، إلا أن القصة ليست مرتبطة بهذا الأمر، كون الفساد المالي والإداري في الهيئة والأتاوات يجري باطلاع ومصادقة القيادة، لكنها وجدت فرصة في الوقت الحالي للتخلص من هذه المجموعات وإلقاء كل المشاكل والاعتراضات المحسوبة عليها في عاتق هؤلاء الأشخاص، وذلك في سبيل عملية إصلاح داخلي، وكلها ذرائع للاستهلاك المحلي لا أكثر".

وسابقاً، جرى اعتقال قيادي مقرّب من المسؤول الاقتصادي في الهيئة، المدعو المغيرة بنّش، وهو شقيق القيادي في الهيئة، المدعو أبو حفص بنّش، إذ جاء هذا الاعتقال بعد ثلاثة أيام على اعتقال القيادي المدعو أبو مسلم آفس، في 17 ديسمبر/ كانون الأول الحالي.

وتعرضت "جبهة النصرة" لضغوط شعبية كبيرة لتغيير اسمها ومسارها وخطابها السياسي، وهو ما تحقق في يوليو/ تموز 2016، مع إعلان زعيمها أبو محمد الجولاني فكّ ارتباطها بـ "تنظيم القاعدة"، وتغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام". ولاحقاً أعلنت الجبهة عن حل نفسها في يناير/ كانون الثاني 2017، وحل حركات عدة ودمجها تحت اسم "هيئة تحرير الشام".