تواصلت الفعاليات الاحتجاجية على مقتل المعارض السياسي الفلسطيني والمرشح للانتخابات التشريعية التي تم إلغاؤها نزار بنات، رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على مقتله عقب وقت قصير من اعتقاله بشكل عنيف. وهتف العشرات مساء اليوم السبت، في مركز مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، مطالبين بتحقيق العدالة لنزار، ومحاسبة المسؤولين عن مقتله، كما هتفوا ضد السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، مكررين شعار "ارحل"، وطالبوا بإجراء الانتخابات.
وفي حين طالبت الحراكات المنظمة للفعاليات المنددة بمقتل نزار بنات بالعدالة له وبالحريات العامة، وإجراء الانتخابات، قال غسان بنات، شقيق المعارض القتيل، إن عباس ليس أمامه إلا الرحيل، إما عبر الانتخابات أو عبر المسيرات السلمية.
ورفع المتظاهرون خلال الفعالية التي نظمتها حراكات فلسطينية بحضور عائلة نزار بنات لافتات كبيرة كتب على إحداها؛ "ارحل يا عباس، احنا بدنا انتخابات"، وكتب على اللافتات الأخرى: "العدالة لنزار بنات"، و"الشرعية من الشعب"، و"معاً لكسر القمع الأمني"، فيما هتفوا بشعارات "بالروح بالدم نفديك يا نزار"، و"اغتيال ليش ليش مرة السلطة ومرة الجيش" و"يلي بتسأل شو اللي صار السلطة اغتالت نزار".
كذلك حملت بعض الهتافات رسائل التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي وضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من قيادات السلطة الفلسطينية مثل رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، ورئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني زياد هب الريح.
وقال عضو الحراك الديمقراطي للتغيير عمر عساف، خلال كلمة له، إن الوقفة جاءت للتأكيد على استمرار الفعاليات حتى تحقيق أهدافها، مؤكداً أن "المطالب واضحة لا لبس فيها وتتلخص بالعدالة لنزار بنات، والحريات العامة، والتراجع عن القبضة الأمنية، والتغيير الديمقراطي للسلطة الفلسطينية عبر الانتخابات".
وقال غسان، شقيق نزار بنات، في كلمته، إن ملف شقيقه لن يتم إغلاقه إلا بموافقة آخر شبل من أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات: "نفسنا طويل جداً، حتى لو بقي ملفه مفتوحاً ألف سنة.. سنطاردهم بكل السفارات والدول والمناطق".
وأشار بنات إلى نفي جامعة الاستقلال للعلوم الأمنية ما ذكره هو صباح اليوم خلال مؤتمر صحافي عن احتجاز أفراد القوة التي نفذت عملية اعتقال شقيقه داخل الجامعة بالقول: "انهَزُوا اليوم حين قلنا لهم إنهم موجودون في الأكاديمية وقاموا بإصدار بيان بأن ذلك غير صحيح، جيد أنكم صحوتم وأخرجتموهم، لأنهم كانوا يتصلون بنا من داخل الأكاديمية (جامعة الاستقلال) ويتوسلون ويقولون لسنا نحن (في إشارة إلى نفيهم المشاركة في مقتل بنات)، نعدكم أن الكرة الأرضية ستضيق بهم".
ووجه بنات رسالة إلى عباس بالقول إنه ليس أمامه إلا الرحيل، حسب تعبيره، "ليس بعد الرحيل إلا الرحيل وقد بلغت من الكبر عتياً، بطرق سلمية بانتخابات أو بمسيرات".
وأكمل بالقول: "نزار عاش واستشهد ولم يضرب حجراً على دورية شرطة، كان كلمة وصورة، فيديو وصوتاً، ونحن مثل نزار لن نرمي حجراً على جهاز أمني ولا على رجل أمن، وسنبقى متواصلين بمسيراتنا ومظاهراتنا واعتصاماتنا، لن نكل ولن نتعب إلا بعد رحيلك يا عباس، وما بعد الرحيل سيقوم الشعب الفلسطيني ببناء النظام السياسي بما يشكل له الأمن والأمان وتأمين مستقبل أبنائه وأجياله تمهيداً لإقامة الدولة الفلسطينية وليس تمهيداً لإقامة دولة رام الله والمربع الأمني".
كذلك وجّه غسان بنات رسالة إلى رئيس الوزراء وزير الداخلية الفلسطينية ورئيس الوزراء محمد اشتية قائلاً: "إلى المتهم وزير الداخلية محمد اشتية الذي لا يزال بعد 22 يوماً يفكر بأنه سيعتبر نزار شهيداً، وردي عليه أن من أنجب نزار هم من سموه وهو على قيد الحياة، وبعد استشهاده سماه الشعب الفلسطيني الشهيد نزار"، وتابع بالقول: "عليك أن تعد عدتك لتكون ماثلاً أمام التحقيق بصفتك وزيراً للداخلية وليس أن تنتظر لمنح الألقاب".
وانتقد بنات ما قال إنه تعاطف أبداه الفريق جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مع أفراد القوة الأمنية الذين تم تحويلهم إلى الاعتقال والقضاء العسكري، في إشارة إلى كلمة للرجوب في 12 يوليو/ تموز الجاري، في جنين شمال الضفة الغربية، قال فيها: "مؤسستنا الأمنية تخضع للرقابة وللمساءلة والمحاسبة، وأعتقد أن اعتقال 14 ضابطاً وضابط صف مؤلم علينا كلنا، وجرح عندنا كلنا، ولكن القانون هو السيد وهو الذي نحترمه، ولا أحد يعتقد أنه بانفعالات الناس وعواطفهم؛ يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نشذ عن مسارنا وعن بوصلتنا، والأمن نحن حاضنته ونحن حماته وهذا جزء من مشروعنا الوطني".
ومن المقرر أن تنظم حراكات الشعبية زيارة إلى منزل نزار بنات في اليوم الثالث لعيد الأضحى المبارك الأسبوع الجاري.