حكمت محكمة إسرائيلية في مدينة حيفا على الشاب خالد سليمان (23 عاماً)، أحد معتقلي هبة الكرامة، بالسجن 22 شهراً، بعد خضوعه لحبس منزلي دام 22 شهراً، وإبعاده عن مدينته عكا.
وفرضت المحكمة على سليمان غرامة مالية قدرها 7 آلاف شيكل (قرابة 2000 دولار) تعويضاً لفندق الأفندي بعكا، الذي اتهم سليمان بإلحاق أضرار به.
وخضع سليمان للسجن الفعلي لمدة ثلاثة أشهر في يوليو/ تموز 2021، ومن ثم جرى تحويله إلى الحبس المنزلي وإبعاده عن عكا، مسقط رأسه، حتى اليوم.
وفي الأشهر التي تلت مايو/ أيار 2021، شنت الشرطة الإسرائيلية حملة اعتقالات طاولت أكثر من ألفي فلسطيني في الداخل، على خلفية هبة الكرامة التي اندلعت شرارتها في القدس، إثر انتهاكات الاحتلال والمستوطنين، وامتدت لمدن الداخل الفلسطيني.
واعتبر المحامي خالد محاجنة، الموكل بالدفاع عن خالد سليمان، حكم اليوم "استمراراً للأحكام الظالمة والصعبة بحق معتقلي هبة الكرامة التي ما زالت ملفاتهم متداولة منذ مايو/ أيار 2021 حتى اليوم. وخلال هذه الفترة أصدرت المحاكم الإسرائيلية العديد من الأحكام القاسية بحقهم".
وفي تعليقها على الحكم القاسي، قالت والدته مرفت طوالبة، لـ"العربي الجديد": "القرار ظالم. حياتنا تدمرت.. نقلنا من عكا، وأنا عندي إعاقة ولا أعمل.. منذ تخريجه من الثانوية وهو معتقل منزلياً، وخلال أسبوع سيكون في السجن"، معربة عن أملها في أن يساعد الاستئناف في تخفيف الحكم، حيث من المقرر أن يسلم ابنها نفسه للسجن، يوم 25 يوليو/تموز الجاري.
وقالت الأم إن نجلها مكث في الحبس المنزلي في بيت خالته في قرية جديدة المكر لمدة سنة وشهرين، وبعد ذلك، لم تقبل المحكمة عودته لبيت عائلته في عكا، و"أجبرته على استئجار بيت في القرية والخضوع لحبس منزلي داخله حتى يومنا هذا".
"عندي ابن آخر مصاب بالتوحد. حياتنا تدمرت، منذ الاعتقال والحبس المنزلي وهو مبعد عن عكا لسنتين وشهرين.. استئجار بيت للحبس المنزلي مكلف جداً، ليس بمقدوري المالي"، تقول الأم التي ستعود لبيتها في عكا عند بدء الحبس الفعلي لنجلها.
وأضافت الأم أنها غير قادرة على دفع الغرامة البالغة 7 آلاف شيكل.
وصدر الحكم على خالد سليمان بتهم حرق وتكسير وإلحاق أضرار بفندق خالد أفندي في مدينة عكا، وإلقاء حجارة على الشرطة في البلدة القديمة بالمدينة.
وقال المحامي محاجنة إن النيابة طلبت في بداية المحكمة فرض عقوبة بين 5 إلى 8 سنوات على سليمان، مضيفاً أن المحكمة أصدرت حكماً "نوعا ما معقول"، ولكنه أضاف أن "أي حكم يصدر ضد أبناء شعبنا بالداخل الذين شاركوا في هبة الكرامة هو حكم ظالم، وهدفه ردع الآخرين ومحاولة منع أبناء فلسطينيي الداخل من المشاركة مستقبلاً في أي نشاط يتعلق بالقضية الفلسطينية".