تهديدات متبادلة بين وزير الداخلية التركي ورئيس حزب متطرف على خلفية أزمة اللاجئين

06 مايو 2022
وزير الداخلية التركي سليمان صويلو (مراد كايناك/ الأناضول)
+ الخط -

تصاعدت حدة التوترات الداخلية في تركيا بسبب ملف اللاجئين السوريين، ووصلت إلى مستوى التهديد المتبادل بين وزير الداخلية سليمان صويلو، ورئيس "حزب النصر" المتطرف أوميت أوزداغ.

وحلّ أوزداغ، اليوم الجمعة، بمقر وزارة الداخلية في محاولة للقاء صويلو ومواجهته بعد كلمات "جارحة" وجهها الأخير إليه خلال حديث تلفزيوني أمس الخميس.

وبدأت القصة مع تصاعد الخطاب العنصري الموجه ضد السوريين من قبل أحزاب المعارضة، وفي مقدمتهم "حزب النصر" ورئيسه النائب في البرلمان أوميت أوزداغ، ونشر فيلم قصير بعنوان "الاحتلال الصامت" قبل أيام، والذي يحرض على السوريين، مدعيًا احتمال "سيطرتهم على الدولة" بعد 20 عاما.

وأعلن أوزداغ تبنيه الفيلم الذي أثار جدلًا كبيرًا، قائلا إنه من موّله ووافق على السيناريو والإنتاج، الأمر الذي دفع مديرية أمن إسطنبول للتحقيق في حيثيات إنتاجه.

وظهر وزير الداخلية أمس على قناة محلية تركية، تحدث فيها عن الفيلم وأوزداغ، مؤكدًا أن ذلك يأتي في إطار "محاولة لتخويف الشارع"، فيما أكد أنه سيتم التحقيق في مصادر تمويل الفيلم.

ومع حديث مقدم البرنامج عن وجود رد من أوزداغ على كلام صويلو، قال الأخير: "لا أرغب في الاستماع له"، ووجه لرئيس "حزب النصر" كلاما جارحا، واصفا إياه بأنه "رجل الاستخبارات ورجل (المياردير) جورج سوروس".

وتتهم الحكومة التركية رجل الأعمال اليهودي، المجري الأصل والحامل للجنسية الأميركية جورج سوروس، بمحاولة السيطرة على العالم عبر ألاعيب وخطط عديدة، ومنها تنفيذ خطط تستهدف الحكومة التركية عبر "حملات إعلامية وتضليل للرأي العام".

وعقب تصريحات صويلو، أعلن أوزداغ أن رده "سيكون هادئا، وأنه سيذهب إلى مقر وزارة الداخلية للقاء صويلو وجها لوجه، وتحداه لملاقاته وحده دون مرافقة قوى الأمن والشرطة، وحدد الساعة 11 قبل ظهر اليوم موعدا للقاء.

وعند الساعة المحددة للقاء، جاء أوزداغ إلى مقر وزارة الداخلية، لكن لم يسمح له بالاقتراب، ليبدأ بإطلاق التهديدات بحق صويلو.

وقال أوزداغ مخاطبا صويلو: "القوة بيد الشعب وليست بيد الحاكم، هذه المسألة باتت بيني وبينك حتى الممات، أمامك إما أن تعتذر أو أن هذه القضية ستبقى بيننا إلى النهاية.. نحن لدينا مشروع إعادة 8 ملايين لاجئ إلى بلدانهم، ولكن صويلو يعاملنا كمعارضة صفراء".

وادعى أن وزير الداخلية يعد فخّا بحق "حزب النصر" وزعيمه عبر مراقبة الهواتف، مضيفا: "من خلال هذا الفخ سيتم الضغط على الحزب بشكل نفسي (...) كلام صويلو عني وعن عائلتي رصاصة إطلاق هذا الفخ".

وختم رئيس "حزب النصر" المتطرف أوميت أوزداغ كلامه مهددا بأن صويلو سيتم اعتقاله بعد انتهاء مهامه، وأنه على علم بذلك، واصفا إياه بـ"الجبان الذي شاهده العالم كله".

وتصاعدت حدة الخطابات العنصرية الموجهة تجاه اللاجئين، وخاصة السوريين، عبر المبالغة بأرقامهم في تركيا، والحديث عن منحهم الجنسية التركية، ما دفع الرئيس رجب طيب أردوغان للإعلان عن خطة لعودة طوعية لنحو مليون سوري إلى المناطق الآمنة في سورية، استجابة لحالة الغليان الداخلي.

ومع اقتراب الانتخابات، توظف الأطراف السياسية التركية ورقة السوريين في الحملات الانتخابية، وتعتبر هذه الورقة من العوامل التي ساعدت المعارضة في تحقيق تقدم على حساب التحالف الحاكم في الانتخابات المحلية التي جرت في العام 2019.

ويواجه "حزب النصر" دعوى لإغلاقه بسبب خطابات الحزب العنصرية، كما أن وزارة الداخلية كشفت عن بدء تحقيقات بحق أوزداغ بسبب خطاباته العنصرية المتكررة.

وفي أغسطس/آب الماضي، أعلن أوزداغ عن تأسيسه حزب "النصر"، متخذا من خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين والمهاجرين غير النظاميين شعارات لحزبه، حيث استقال من "الحزب الجيد" المعارض قبلها بأشهر، رغم أنه من مؤسسيه.

المساهمون