تهدئة "غير معلنة" للفصائل العراقية المسلحة توقف استهداف المصالح الأميركية: بانتظار نتائج جولة الحوار الرابعة
كشفت مصادر سياسية عراقية مطلعة، اليوم الخميس، أنّ الفصائل المسلحة وافقت على تهدئة جديدة توقف خلالها استهداف المصالح الأميركية في العراق، مقابل وعود من قبل الحكومة العراقية بتحقيق تقدم في ملف انسحاب القوات الأميركية، خلال جولة الحوار الاستراتيجية الرابعة والأخيرة التي ستُجرى في واشنطن في الـ26 من الشهر الحالي.
ووفقاً لمصدر سياسي مطلع في بغداد، تحدث لـ"العربي الجديد"، بشرط عدم كشف هويته، فإنّ "التهدئة جاءت بوساطات لقادة كتل سياسية شيعية، طالبت زعماء فصائل مسلحة بالتهدئة بعد تعهدات لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بشأن إعلان سحب القوات القتالية رسمياً من العراق، ووضع آلية تضمن عدم بقاء القوات الأجنبية في البلاد ضمن إطار زمني محدد".
وأكد أنّ "مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، الذي يمثل حكومة الكاظمي في جهود التهدئة التي بذلت في الأيام الأخيرة، نجح في الحصول على تعهدات بشأن وقف استهداف المصالح الأميركية".
وأوضح أنّ "التهدئة جاءت بناءً على تعهدات بأنّ الجولة الرابعة للحوار ستكون بمخرجات مهمة تتعلق بالوجود الأميركي في البلاد".
وبيّن المصدر إياه، أنّ "الفصائل وافقت على الهدنة، التي ستستمر حتى إعلان نتائج الحوار"، لكنه أشار إلى أنّ "الفصائل هددت بأنها، إن كانت نتائج الحوار غير مرضية لها، فإنها ستعيد استهداف المقار الأميركية بشدة".
وأمس الأربعاء، قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الذي يزور واشنطن حالياً، تمهيداً لزيارة الكاظمي، إنّ "بغداد ناقشت مع الجانب الإيراني الهجمات على المصالح الأميركية في العراق، وطلبت منهم التدخل لدى بعض العناصر والفئات لوقف الهجمات".
وأكد حسين، في تصريحات للصحافيين من واشنطن، أنّ "بعض هذه المناقشات أثمرت في مرحلة معينة وقف الحملات على البعثات وأماكن أخرى".
وشدد على أنّ "حل هذا الأمر يكمن في فتح نقاش واضح مع هذه الفئات، التي يسميها البعض قوى اللادولة أو المليشيات أو الفصائل، للوصول إلى النتيجة النهائية"، مبيناً أن "الحكومة العراقية وصلت إلى قناعة بأنه ليست هناك حاجة إلى القوات القتالية العسكرية الأميركية، وأن الأميركيين متفهمون لهذه المسألة".
وأضاف أنّ "الحكومة أبلغت الأميركيين، في الوقت ذاته، حاجة العراق إلى تطوير الوضع العسكري والتدريب والحاجة الماسة إلى التعاون في مجال الاستخبارات العسكرية والقوة الجوية".
القوى السياسية المرتبطة بالفصائل المسلحة أبدت تفاؤلاً إزاء الحوار، مرجحة أنه سينتهي بجدولة انسحاب القوات الأميركية.
وقال النائب كاطع الركابي، عن "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء العراقية، إنّ "الكثير من الملفات سيناقشها الجانب العراقي مع الأميركيين، ومن بين تلك الملفات جدولة الانسحاب للقوات الأميركية، الذي يُعَدّ من أهم محاور الزيارة".
ومنذ نحو 7 أيام لم تُسجَّل في العراق أي عملية استهداف للمصالح الأميركية في البلاد، ومنها أرتال الدعم اللوجستي للتحالف الدولي، التي كانت تتعرض لهجمات وتفجيرات في عدد من المحافظات العراقية، ولا سيما الجنوبية.
وكانت الفصائل المسلّحة قد صعدت، منذ السادس من الشهر الحالي، هجماتها على المصالح الأميركية في العراق، إذ نفّذت هجمات عنيفة ومتواصلة، استهدفت مطار أربيل ومعسكر فيكتوريا قرب مطار بغداد الدولي، وقاعدة "عين الأسد"، في الأنبار، والسفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد. وقد تبنّت فصائل مسلّحة عدة تلك الهجمات، فضلاً عن هجمات استهدفت أرتال الدعم اللوجستي للتحالف الدولي.
وأدت ضربة جوية أميركية استهدفت مواقع لفصائل عراقية مسلّحة، نهاية الشهر الماضي، على الحدود العراقية السورية، إلى مقتل عدد من عناصر مليشيات "كتائب سيد الشهداء" المدعومة من إيران، صعّدت بعدها الفصائل هجماتها على مواقع عراقية توجد فيها قوات أميركية.