زار وفد رسمي عراقي، الجمعة، مخيم الهول للنازحين واللاجئين الخاضع لسيطرة "الإدارة الذاتية" الكردية في ريف الحسكة شمال شرقي سورية، تحضيراً لإخراج جميع العائلات العراقية من المخيم الذي يحوي مقاتلين سابقين من تنظيم "داعش" الإرهابي، وأقارب لهم من جنسيات عدّة.
وذكر موقع "باسنيوز" المهتم بالشؤون الكردية أن الوفد العراقي وصل إلى المنطقة بالتنسيق مع قيادة التحالف الدولي، وقد اتفق مع إدارة المخيم على مغادرة دفعة جديدة من اللاجئين العراقيين إلى بلدهم.
وأشار إلى أن الوفد العراقي زار مخيم الهول للاطلاع على أحوال اللاجئين العراقيين والتنسيق لإخراجهم، إذ سيتم إيقاف خروج العائلات السورية إلى الرقة ودير الزور إلى حين الانتهاء من خروج العائلات العراقية.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تم إطلاق سراح أكثر من 100 عائلة عراقية تتألف من 487 شخصاً من المخيم، من بينها عائلات مقاتلين سابقين في تنظيم "داعش".
وقبلها في مايو/ أيار، غادر 381 عراقياً من 95 أسرة، وأُعيدوا إلى العراق كجزء من اتفاق بين إدارة المخيم والحكومة العراقية عام 2018، ينص على إخراج 5000 أسرة عراقية.
ويحوي مخيم الهول، الواقع في ريف محافظة الحسكة، أكثر من 62 ألف شخص، من بينهم ما يقرب من 30 ألف عراقي، ونحو 22 ألف سوري.
وقال تقرير لمنظمة العفو الدولية إن "عشرات آلاف الأطفال في مخيم الهول محرومون من حريتهم وحياتهم تحت التهديد، وتحيط الشكوك بمستقبلهم، في الوقت الذي تستمر الحكومات بإبداء عدم استعدادها لإعادتهم إلى ديارهم".
وجاء في التقرير الصادر عن المنظمة بتاريخ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن الأطفال في المخيم لم يحصلوا طوال العامين الماضيين على الطعام المناسب أو الماء النظيف والخدمات الضرورية من رعاية وتعليم، مشيرًا إلى أن "الإدارة الذاتية" المسيطرة على المخيم تشن حملة اعتقالات تعسفية بحق فتيات في سن الثانية عشرة، كما تفصل أطفالاً تبلغ أعمارهم عامين عن مقدمي الرعاية لهم، عدا عن تقييد حصولهم على الرعاية الصحية.
ووفقاً للباحثة في الشؤون السورية بالمنطقة ديانا سمعان، فإن عشرات آلاف الأطفال السوريين والعراقيين ودول أخرى يزيد عددها عن الستين "تركوا لمواجهة البؤس والصدمات المؤلمة والموت لمجرد رفض حكومات بلدانهم تحمل مسؤولياتها وإعادتهم إلى بيئة تمنحهم الأمان والطمأنينة"، حسب قولها.