تنديد بتخوين قيس سعيد المعارضة التونسية: تقسيم البلاد ورئاسة مدى الحياة

07 ابريل 2023
من تجمع مئات من أنصار المعارضة قبل يومين للاحتجاج على حكم قيس سعيد (Getty)
+ الخط -

انتقدت قيادات حزبية تونسية تصريحات الرئيس قيس سعيد المسيئة لمعارضيه عبر تخوينهم وشيطنتهم، معتبرين أنها تدفع لتقسيم التونسيين ورفض الحوار، بمواصلة نهج الهروب إلى الأمام وتأبيد التفرد بالحكم.

واعتبر سعيد في كلمته أمس الخميس أنه "لا حاجة للحوار طالما أن هناك برلماناً"، وذلك بمناسبة زيارته مدينة المنستير لإحياء الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل الرئيس الحبيب بورقيبة، منتقداً معارضيه بشدة، ومتهماً بعضهم بالعمالة للخارج وترويج إشاعات موته وسفره إلى إيطاليا، وواصفا ذلك بـ"التكالب على السلطة".

وهاجم سعيد معارضيه ممن تحدثوا خلال فترة غيابه عن الشغور معتبرا ذلك "هذيانا دستوريا" ممن "بلغوا أرذل العمر ويبحثون عن السلطة، وعليهم أن ينظروا في المرآة إن بقي لهم بقية ماء في الوجه"، وفق تعبيره.

وعن الموقوفين السياسيين، قال إن "منهم من هو متهم في قضية قتل ومن يضارب في الأموال، وأيديهم ملطخة بالدماء"، زاعماً القول "هل أوقفنا أحدا من أجل رأي؟"، وشدد على أنه لا يقبل التدخل من الخارج من أي كان.

وأشار إلى أنّ هناك "من يواصل التآمر على البلد باسم الوطنية"، مضيفاً: ''قضية الترشح للانتخابات الرئاسية لا تُخامرني، بل يُخامرني الشعور بالمسؤولية''. فالقضية "هي قضية مشروع تتعلق بكيفية التأسيس لمرحلة جديدة".

تقسيم البلاد ورئاسة مدى الحياة

وعلق القيادي في حزب التيار الديمقراطي، هشام العجبوني في تصريح لـ"العربي الجديد"، قائلا "بعد غيابه 12 يوما، بدل أن يطلق خطابا تجميعيا باعتبار أن رئيس الجمهورية هو عنوان وحدة البلاد حسب الدستور وخصوصا ونحن في شهر رمضان المبارك، إلا أن سعيد هو عنوان تقسيم البلد واستيلاء على كل السلطات".

وبين العجبوني أن اتهامه للمعارضين ومهاجمته للموقوفين "خطير جدا، لما فيه من ضغط على القضاء، فهو خصم وحكم في نفس الوقت ولم تعد هناك دولة بتهديده للقضاة وحكمه على الموقوفين بأنهم مجرمون قبل صدور حكم قضائي، فلا يمكن أن نتحدث عن دولة وقضاء ومؤسسات وهناك استهداف واضح للمعارضين الذين ذنبهم الوحيد معارضة العبث".

وأفاد أنه من "الواضح أن هذه المنظومة تريد إخماد كل الأصوات الحرة والمعارضة لفخامته، فهو يملك كل السلطات وفي نفس الوقت يحمّل المسؤولية للمعارضين".

وذكر أن "سعيد خارج التاريخ والواقع فهو لا يملك بديلا عن الاقتراض والتعامل مع صندوق النقد الدولي"، لافتاً إلى أن "الحديث برفع شعارات دون تقديم أي بدائل أو مشروع وطني أو برامج هو تغريد خارج الواقع والمنطق بتصريحات فلكلورية".

وأوضح أن تصريحه هو "إعلان رئاسة مدى الحياة من خلال منح صكوك الوطنيّة لمن يهلل له ويصفق، أما من يعارضه فهو غير وطني وعميل ومتآمر وخائن ومجرم قبل أن تنطق المحاكم، وبالتالي فليس هناك أي منافس له وهو يمهد ليكون رئيسا للبلاد مدى الحياة وإلى الأبد".

"أسطوانة مشروخة"

من جانبه، اعتبر القيادي في حراك مواطنون ضد الانقلاب، الأمين البوعزيزي في تعليق لـ"العربي الجديد"، أن "تصريح سعيد مرتبك ومتوتر ومضطرب، يقفز بين مهاجمة المعارضين إلى الحديث عن فلسطين إلى صندوق النقد الدولي دون ترابط أو منهج".

وشدد البوعزيزي "إننا أمام حالة شعبوية لا يمكن مقارعتها بالسياسة والعقل والمنطق، فهو يواصل نفس الأسطوانة المشروخة التي يجترها منذ 25 يوليو فخطابه لا يتطور وليس سياقيا، يستعمل نفس الجمل البسيطة التي تدغدغ مشاعر وغرائز من يعتقدون في فكرته".

ولفت إلى أن "حديثه عن عدم تسليم السلطة إلا لوطني وعدم وجود منافس له، إعلان لاستدامة حكمه وتأبيد سلطته" مستنكرا بالقول "متى تخلت الدبابة أو انقلاب عن السلطة عبر انتخابات أو غيرها؟".

"عبث على كل المستويات"

أما القيادي في حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري، محمد الجلاصي، فاعتبر في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "موقف الرئيس واضح ومفهوم منذ 25 يوليو 2021، فهو يرفض الحوار والتشاركية، بل هو متعنت في ذلك، فهو وضع خارطة طريق لنفسه وبنفسه لتأبيد حالة الاستثناء، ومنذ أكثر من عام ونصف ما زال يحكم بالتدابير الاستثنائية بينما الدستور الذي كتبه بنفسه لدسترة الأمر 117 (الذي مكنه من التفرد بالسلطة)".

واعتبر الجلاصي أن "هناك احترازات حول البرلمان الذي يتحدث عنه لإدارة الحوار، فالبرلمان مجرد ديكور لا شرعية له بسبب ضعف نسبة التصويت وهو مجرد من الصلاحيات في مقابل تركز كل السلطة في يد الرئيس، فلم يعد البرلمان سلطة تشريعية مفوضا من الشعب".

وأفاد قيادي حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري أن "خطاب الإقصاء والتخوين انتشر"، مشيرا إلى "أننا نعيش فترة من العبث على جميع المستويات".

نحو الانهيار الشامل

وفي السياق، علق القيادي بحزب النهضة رياض الشعيبي أن "خطاب قيس سعيد وسياساته تدفع بالبلاد للانهيار الشامل".

وكتب الشعيبي في تدوينة على صفحته الرسمية بأن "رسائل سعيد الشعبوية والعدمية من مقبرة آل بورقيبة كانت واضحة، مزيد من الاستثمار في نشر خطاب التمييز والكراهية وتقسيم التونسيين وتأجيج التناقضات بينهم. وتأكيد السياسة الانعزالية للسلطة والتراجع عن التزامات تونس الدولية والتنكر لكل شركائها في العالم".

كما دون رئيس حزب الإنجاز والعمل عبد اللطيف المكي معلقا بأن "كل حديثه (قيس سعيد) قديم ومكرر ويطرح سؤال المصداقية ما عدا كلامه الغامض حول احتمال التزامه بالمواعيد الانتخابية، نفس السِباب ونفس الشتائم ونفس الاتهامات بلا دليل".

وتابع "منزعج من تقارب المعارضة فهل يريدها فرقة وعداوة إلى الأبد. أين النواب الذين قبضوا 150 ألف دينار مقابل فصل واحد؟ قل لنا من هم وبالدليل وحاكمهم وسندعم ذلك".

المساهمون