- حماس تؤكد على استمرار الوضع الطبيعي في التنسيق والمساعدات دون تغييرات في الدور الوساطي القطري، بينما يشير الدبلوماسي الأمريكي إلى إمكانية توسيع دور تركيا في الوساطة، ما يعكس تقديرات أمريكية ويفتح المجال لمشاركة أكبر من أنقرة.
- يتطرق الدبلوماسي لمشاورات "اليوم التالي" لوقف الحرب في غزة، مع اهتمام واشنطن بوجود عربي يسهم في عودة الحياة لطبيعتها، وموافقة مبدئية من مصر، الأردن، والإمارات مع تحفظات تتعلق بانسحاب إسرائيلي وإدارة فلسطينية متفق عليها.
دبلوماسي أميركي: واشنطن حذرت تل أبيب من الهجوم المتواصل على قطر
تركيا قد تنخرط في الوساطة المتعلقة بالوضع في قطاع غزة
مصدر مصري: القاهرة رفضت مطلباً أميركياً بإشراف مصري كامل على غزة
علّق دبلوماسي أميركي في القاهرة مطلع على الاتصالات الخاصة بوساطة غزة، لـ"العربي الجديد"، على الإعلان القطري بشأن تقييم العمل بالوساطة، قائلاً إن "واشنطن حريصة كل الحرص على الوساطة القطرية"، ومؤكداً أن "هناك ثقة كبيرة بالدور القطري، باعتباره وسيطاً فاعلاً، يتمتع بثقة معظم الأطراف". وكان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قد كشف، الأسبوع الماضي، أن الدوحة بصدد تقييم وساطتها بين إسرائيل وحركة حماس، وهو ما قد يكون سببه حقيقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يتعامل بفاعلية مع المفاوضات التي تتوسط فيها القاهرة والدوحة، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار وتبادل الأسرى، كذلك الحملة الإسرائيلية العدوانية ضد دولة قطر، ويعاونها في ذلك بعض النواب الأميركيين من المقربين من اللوبي الصهيوني في واشنطن.
الوساطة القطرية والدور التركي
وتابع الدبلوماسي الأميركي: "التلويح القطري ربما يكون أيضاً قد جاء في سياق الضغط على الحكومة الإسرائيلية، للتعامل بشكل جاد مع مسألة دخول المساعدات إلى كافة مناطق القطاع، وعدم تعطيلها عند معبر كرم أبو سالم، حيث تستغرق وقتاً طويلاً لحين مرورها بعد دخولها من معبر رفح المصري". واستطرد قائلاً إن "الإدارة الأميركية، في وقت سابق، حذرت الجانب الإسرائيلي من الهجوم المتواصل على قطر في هذا الإطار، معتبرة في الوقت ذاته أنه إذا اتخذت الدوحة قراراً بتخفيض إسهامها، فسيكون الأمر بمثابة خسارة فادحة لجهود إحلال السلام".
قيادي في حماس: المسؤولون في قطر لم يبلغوا الحركة بأي تطورات متعلقة بشأن دور الدوحة في الوساطة
من جهته، قال قيادي في حركة حماس، لـ"العربي الجديد"، إن "المسؤولين في قطر لم يبلغوا الحركة بأي تطورات متعلقة بشأن دور الدوحة في الوساطة"، مؤكداً أن "كل الأمور تسير بوتيرة طبيعية، سواء في ما يتعلق بالاتصالات الدورية المتعلقة بالتنسيق أو متابعة الحالة اليومية لعملية المساعدات أو غيرها من الأمور المرتبطة بالوضع في القطاع".
في السياق نفسه، كشف الدبلوماسي الأميركي، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، عن أن الفترة المقبلة "ربما تشهد مشاركة أوسع لتركيا في الوساطة المتعلقة بالوضع في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد تقديرات من مؤسسات صناعة القرار الأميركية ذات الصلة". ولفت في هذا السياق إلى أن الفترة المقبلة "قد تشهد مشاركة قيادات أمنية وسياسية تركية في اجتماعات لها علاقة بالوساطة، وربما أيضاً تستضيف أنقرة اجتماعات في هذا الإطار".
وحول ما يثار بشأن عدم ترحيب إسرائيل بدور تركي في ظل التصريحات الرسمية التركية منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال المصدر: "في مثل تلك الحالات، تكون واشنطن صاحبة تأثير أوسع على المسؤولين في تل أبيب، خصوصاً في ظل تعثر المفاوضات أخيراً، وإمكانية لعب أنقرة دوراً في التأثير على حركة حماس، بحكم ما تملكه من علاقات واسعة معها".
تصورات عربية لـ"اليوم التالي"
كما كشف الدبلوماسي الأميركي عن تطورات متعلقة بمشاورات اليوم التالي لوقف الحرب في قطاع غزة، والتي تولي لها الإدارة الأميركية اهتماماً واسعاً، على حد تعبيره، قائلاً إن "واشنطن تلقت أخيراً موقفاً إيجابياً من القاهرة بشأن إمكانية المشاركة في وجود عربي في قطاع غزة، يمهد لعودة الحياة في القطاع إلى طبيعتها عقب انتهاء الحرب". وأضاف أن "كلاً من مصر والأردن والإمارات أبدت موافقة مبدئية حول إمكانية المشاركة بوجود عربي في غزة". ولفت في الوقت ذاته إلى أن القاهرة "رهنت تلك الخطوة بمجموعة من الشروط والمحددات، أولها أن يكون الوجود محدد المدة ولفترة زمنية قصيرة، وبطلب فلسطيني من الجهات الشرعية، ويكون لدعم السلطات الرسمية التي تأتي بتوافق فلسطيني". وتابع: "حدّدت القاهرة شرطاً أساسياً للموافقة على تلك الخطوة، تمثل في ضرورة انسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع، والعودة إلى الحدود السابقة للسابع من أكتوبر الماضي".
مصدر مصري: القاهرة رفضت مطلباً أميركياً بإشراف مصري كامل على قطاع غزة لمدة 6 أشهر
وفي هذا السياق، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في حوار صحافي أجراه على هامش زيارته إلى تركيا، أمس الأحد: "نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية إذا كانت مهمتها إسناد شعبنا الفلسطيني ومساعدته على التحرر من الاحتلال، أما أن تأتي قوة عربية أو دولية لتوفر حماية للاحتلال، فهي بالتأكيد مرفوضة". وأردف: "هناك بدائل طرحت ولكنها غير عملية ولا يمكن أن تنجح"، مشدداً على أن "إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية".
من جهته، أكد مصدر مصري مطلع على تحركات القاهرة الخاصة بملف غزة، لـ"العربي الجديد"، أن القاهرة "رفضت أخيراً مطلباً أميركياً بإشراف مصري كامل على قطاع غزة لمدة ستة أشهر بعد انتهاء الحرب"، قائلاً إن "المسؤولين في القاهرة رأوا استحالة مثل هذا الدور". وشدّد على أن مصر "تتمسك بوحدة الأراضي الفلسطينية، وعدم الفصل بين إدارة الضفة الغربية وغزة"، مؤكداً أن القاهرة "أكدت أن أي دور يمكن أن تلعبه، لن يخرج عن دعم حكومة فلسطينية متفق عليها تدير الأراضي الفلسطينية بشكل كامل".