أكد تقرير بحثي عدم صحة الأرقام التي أعلنها النظام السوري بشأن عدد السوريين المشاركين في الانتخابات الرئاسية التي أعلنت نتائجها، مساء أمس الخميس، سواء من جهة عدد من يحق لهم التصويت أم عدد المقترعين فعلياً.
وذكر تقرير مشترك بين مركز "جسور للدراسات" السوري، و"منصة إنفورماجين" لجمع وتحليل البيانات، أنّ عدد من يحق لهم الاقتراع في مناطق سيطرة النظام وفق التقسيم الرسمي للوحدات الإدارية على أساس النواحي التي يبلغ عددها 270 ناحية في سورية، يبلغ نحو 6 ملايين شخص ممن تجاوزوا 18 عاماً في النواحي التي شاركت بهذه الانتخابات، مقابل قرابة 5 ملايين و150 ألفاً في النواحي التي قاطعتها.
وأوضح التقرير أنّ هذه الأرقام تأخذ في الاعتبار الحدود العليا للمشاركة ممن يحق لهم الاقتراع، وذلك استناداً إلى دراسة سكانية أعدتها "منصة إنفورماجين"، والتي أظهرت أنّ عدد من أتمّوا 18 عاماً هم بحدود 66% من مجمل عدد السكان في سورية.
وأضاف التقرير أنّ النظام السوري لم يتمكن من فتح مراكز انتخابية في نحو 70 ناحية في سورية من أصل 270، فضلاً عن أنه وضع صناديق للاقتراع في 46 ناحية أخرى بتسع محافظات سورية، ولكن هذه النواحي قاطعت الانتخابات، مشيراً إلى أن نسبة النواحي التي لم تشهد انتخابات وصلت إلى 42% من مجمل النواحي في البلاد.
ووفق دراسة سابقة أصدرها مركز "جسور"، في مارس/آذار الماضي، عن التوزع السكاني في سورية، في مناطق السيطرة العسكرية لقوات النظام، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وفصائل المعارضة، بلغ الإجمالي المفترض لتعداد السكان نحو 26 مليون نسمة، بقي منهم في سورية حتى مطلع العام الجاري نحو 16.5 مليون شخص، حيث غادر خلال السنوات العشر الماضية، ثمانية ملايين و845 ألف شخص، في حين قُتل وغُيّب أكثر من مليون شخص، ما يعني أنه في الوقت الحالي، يبلغ عدد السكان في مناطق سيطرة النظام 9.4 ملايين شخص، وفي مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمال غربي سورية 4 ملايين، وفي مناطق سيطرة قوات "قسد" شمال شرقي سورية 3 ملايين شخص.
ووفق هذه البيانات، فإنّ المزاعم التي وردت، الليلة الماضية، على لسان رئيس "مجلس الشعب" لدى النظام حمودة الصباغ، بشأن أعداد المشاركين في الانتخابات الصورية للنظام، "غير صحيحة".
وقال الصباغ إنّ بشار الأسد حصل على 13 مليوناً و540 ألفاً و860 صوتاً، ما نسبته 95.1% من عدد الأصوات الصحيحة، في حين حصل المرشح محمود مرعي على 470 ألفاً و276 صوتاً، بنسبة 3.3% من الأصوات، والمرشح عبد الله عبد الله حصل على 213 ألفاً و968 صوتاً بنسبة 1.5%.
وبحسب الصباغ، فقد بلغ إجمالي عدد المصوتين داخل سورية وخارجها، أكثر من 14 مليون ناخب من أصل 18.1 مليون شخص يحق لهم الاقتراع، بنسبة مشاركة وصلت إلى 78.64%، من دون توضيح نسبة المشاركين في الداخل والخارج.
الشيخ راجح يهاجم مشايخ النظام
من جهة أخرى، انتقد شيخ قُرّاء الشام، كريم راجح، وقوف بعض علماء الدين إلى جانب النظام في مسرحية الانتخابات الرئاسية، واصفاً، في بيان نشره عبر صفحته في "فيسبوك"، مشايخ النظام بـ"طراطير السلطان والضالين المضلين وبملأ فرعون وطاغية سورية". كما وصفهم بالحمقى الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم.
واستشهد راجح على ضلال هؤلاء المشايخ بمجموعة من سور القرآن الكريم والأحاديث النبوية، التي تدعو إلى عدم تأييد الظالمين والمجرمين، معتبراً أنهم "شركاء في جرائم النظام، ويحملون في رقابهم دماء السوريين وخراب البلاد كما هو حال العصبة الحاكمة".
وجاء بيان راجح عقب تداول صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً لعدد من مشايخ النظام يهتفون لرأس النظام بشار الأسد أثناء مشاركتهم بالانتخابات.
ويعتبر الشيخ كريم راجح من أبرز علماء الدين المؤيدين للثورة السورية، وكان خطيباً وإماماً لجامع الحسن في حي الميدان الدمشقي.