كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الأحد، أنّ تقديرات الاستخبارات الأميركية تشير إلى أنّ حركة حماس لا تزال تمتلك ذخائر تكفي لضرب إسرائيل لمدة أشهر قادمة، وأنّ هدف تدمير الحركة لم يتحقق، رغم الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إنّ تقريراً سرياً للمخابرات الأميركية يشير إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي استطاع القضاء على 20% إلى 30% من مقاتلي حركة حماس، وهي حصيلة وصفتها الصحيفة بأنها "لا ترقى حتى الآن إلى هدف إسرائيل المتمثل بتدمير الحركة"، كذلك فإنها "تظهر قدرة حماس على الصمود بعد أشهر من الحرب التي دمرت مساحات واسعة من القطاع".
وأكدت الصحيفة أنّ التقدير الأميركي لخسائر الحركة، وجد أنّ "حماس" لا تزال تمتلك ما يكفي من الذخائر لمواصلة ضرب التجمعات الإسرائيلية وجنود جيش الاحتلال في غزة لعدة أشهر قادمة، وأنّ الجماعة تحاول إعادة تشكيل قوة الشرطة الخاصة بها في أجزاء من مدينة غزة.
وكان محللون عسكريون قد أفادوا الصحيفة بأنّ تكتيكات حركة حماس تتمثل "بالعمل في مجموعات صغيرة، ونصب كمائن لتجمعات الجيش الإسرائيلي".
وعلى الرغم من أنّ حركة حماس "تكبدت الكثير من الخسائر"، بحسب الصحيفة، إلا أنّ التقييمات الأميركية والإسرائيلية تشير إلى أنّ الحركة "تهدف ببساطة إلى البقاء على قيد الحياة". فيما أكد مسؤول عسكري إسرائيلي كبير أنّ حركة حماس "لا تهدف إلى الفوز، بل لا تريد الخسارة".
وبحسب الصحيفة، فإنّ عقيدة أميركا العسكرية تقرّ بأنّ القوة التقليدية التي تخسر ما بين 25% إلى 30% من مقاتليها تعتبر "غير فعالة قتالياً"، لكن هذا لا ينطبق على حركة حركة حماس، لأنها تصنَّف كمجموعة غير نظامية، وتخوض حرباً دفاعية في بيئة حضرية كثيفة، ولديها إمكان الوصول إلى مئات الأميال من الأنفاق تحت قطاع غزة.
وقال الجنرال المتقاعد في الجيش الأميركي، جوزيف فوتيل، الذي قاد العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط: "لقد أظهرت حركة حماس أنها لا تزال قادرة على القتال، لكن الخسائر تستمر في فرض المزيد من الضغط على الحركة، وقد يحتاج كل مقاتل إلى القيام بوظيفتين أو ثلاث وظائف".
ورفضت متحدثة باسم مكتب مدير المخابرات الأميركية التعليق على هذه المعلومات، ولم تردّ حركة حماس على طلب للتعليق من الصحيفة.
وكانت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أطلقت رشقة صاروخية كبيرة استهدفت مستوطنة نتيفوت من وسط قطاع غزة، بعد يوم واحد من انسحاب الجيش الإسرائيلي من المكان.
وكشفت شهادات جنود من جيش الاحتلال يشاركون في القتال داخل قطاع غزة، في حديثهم مع موقع "والاه" العبري، أنّ المقاومة الفلسطينية تستخدم ما يعرف بتكتيك "اللدغة"، التي يقوم بموجبها المقاوم بالخروج من بين أعمدة المباني المدمرة ويطلق قذائف وصواريخ مضادة للدبابات، ومن ثم يختفي من المكان، ما يصعب رصده من قبل الطائرات.
وأوضح جنود الوحدة، في حديثهم مع الموقع الإسرائيلي، أنّ عناصر المقاومة الفلسطينية يطلقون النار من مسافة ليست قريبة، وأنهم يستخدمون تكتيكات قتالية تمنع طائرات الاحتلال وجنودها من رصدهم.
وأضاف الجنود أن المسلحين يخرجون من تحت الأرض، ويستخدمون المنازل المهدمة أيضاً للتنقل وإخفاء أنفسهم فيها.
وفي حديثهم عن هذه الاستراتيجية، أشار محللون إسرائيليون عديدون إلى أنّ هذا النوع من القتال لا يحتاج إلى أعداد كبيرة من مقاتلي حركة حماس للمشاركة فيه، إذ إن هذه العمليات تنفذ بأعداد قليلة وبشكل مكثف وسريع.