تقدّم للجيش في مأرب... وتحضيرات إماراتية للانسحاب من معسكر العلم

25 فبراير 2021
القوات الإماراتية غادرت معسكر العلم صباح اليوم الخميس (فرانس برس)
+ الخط -

تتسارع التطورات على الساحة اليمنية في أكثر من جبهة، ففي حين كانت القوات الإماراتية تغادر معسكر العلم في محافظة شبوة بشكل نهائي بعد ساعات من لقاء جمع وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك بوزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، كانت جبهة مأرب تشهد تطوراً لافتاً بسيطرة قوات الجيش على بعض المواقع الاستراتيجية غربي المحافظة.

وفي شبوة، ذكرت مصادر عسكرية وأمنية لـ"العربي الجديد" أن القوات الإماراتية غادرت معسكر العلم صباح اليوم الخميس بكامل معداتها وأجهزتها، بشكل نهائي، واتجه جزء من تلك القوات إلى مطار الريان في المكلا عاصمة حضرموت، وجزء آخر إلى معسكر القوات الإماراتية في منطقة بلحاف على بحر العرب، استعداداً لمغادرة اليمن خلال الساعات المقبلة.

إلا أنّ مصادر حكومية نفت ذلك. وقال مسؤول في المجلس المحلي بمحافظة شبوة لـ"العربي الجديد"، إنه لم تحدث أي انسحابات حتى مساء الخميس، وإن كل ما حدث هو وصول عربات نقل عسكرية إلى معسكر العلم لكنها لم تقم بعد بنقل الأفراد والمعدات.

ولم تذكر المصادر ما إذا كانت هناك نيّة إماراتية أيضاً لمغادرة قواتها الأخرى المتواجدة في منطقة بلحاف، والجاثمة على مشروع الغاز الطبيعي المسال، الذي تديره شركة "توتال" الفرنسية، وتسبّبت الإمارات بوقف صادراته.

وتُعد مغادرة القوات الإماراتية معسكر العلم الواقع في منطقة عياذ جنوب مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، تطوراً مهماً بالنسبة لقوات الحكومة الشرعية، التي تبسط سيطرتها منذ العام الماضي على شبوة، لا سيما أن المعسكر كان يشكل حالة من التوتر بين الشرعية وتلك القوات، وتعرّض خلال الفترة الماضية لهجمات عسكرية عدة. 

وكانت الإمارات تستخدم المعسكر باسم التحالف، لتجميع قوات النخبة التي تم طردها من شبوة، وهي قوات كانت توالي "المجلس الانتقالي الجنوبي".

وتزامن هذا التطور مع حديث مصادر قيادية في "المجلس الانتقالي" لـ"العربي الجديد"، عن أن قوات النخبة الشبوانية التي بدأت تتجمع في عدن وأبين ستعود إلى شبوة خلال الفترة المقبلة، وستباشر الانتشار وفقاً لاتفاق الرياض بين الحكومة والمجلس، والذي من المقرر أن يتم التفاهم عليه خلال الأيام المقبلة.

ويربط بعض المراقبين مغادرة القوات الإماراتية بشكل نهائي معسكر العلم، بالتزامن مع المحادثات التي جرت بين بن مبارك ونظيره الإماراتي أمس الأربعاء، لمناقشة الملف اليمني، والتطورات الجديدة، بما فيها التواجد الإماراتي في اليمن ضمن التحالف الذي تقوده السعودية.

في غضون ذلك، انتزعت قوات الجيش اليمني، اليوم الخميس، بعض المواقع الاستراتيجية غربي محافظة مأرب من قبضة الحوثيين، ما جعلها تستعيد زمام المبادرة لشن هجمات مضادة. وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إن قوات الجيش الوطني مسنودة برجال القبائل تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة الزور في مديرية صرواح غربي مأرب وعدد من التلال الجبلية المطلة عليها. 

وبتحرير منطقة الزور، التي نزح منها نحو 6 آلاف مدني جراء توغل الحوثيين فيها الأسبوع الماضي، يكون الجيش اليمني قد استطاع تخفيف الضغط على مركز مدينة مأرب.

وفي جبهة الكسارة بجبل هيلان، أحبطت قوات الجيش كافة الهجمات الحوثية التي حاولت اختراق التحصينات الدفاعية في صرواح والتوغل نحو سد مأرب. وكشفت وزارة الدفاع اليمنية، أن قوات الجيش نجحت في إسقاط 3 طائرات حوثية مسيّرة بلا طيار في ذات الجبهة بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف.

 وفي جبهة الجدعان، أحبطت القوات الحكومية هجوماً حوثياً حاولت المليشيا التقدم من خلاله إلى منطقة محزام ماس وسائلة المخدرة، شمال غربي مأرب. وأسفرت المعارك في هذه الجبهة عن مقتل 17 عنصراً حوثياً وإعطاب 4 آليات عسكرية فضلاً عن عشرات الجرحى، وفقاً للقوات الحكومية.

وشنّت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، سلسلة غارات استهدفت تجمعات وعربات قتالية حوثية في وادي الضيق بالجدعان، كانت في طريقها لتعزيز عناصرهم في محزام ماس. وامتدت المعارك إلى المناطق الجنوبية لمحافظة مأرب، حيث أعلنت قوات الجيش الوطني إحباط هجوم حوثي آخر في جبهة حيد آل أحمد في مديرية رجبة.

المساهمون