تقدير إسرائيلي لمواقف بايدن من إيران والتطبيع والاستيطان

20 يناير 2021
بايدن لم يتردد بتعريف نفسه كـ"صهيوني" (Getty)
+ الخط -

استشرفت صحيفة إسرائيلية السياسات التي ستتبناها إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بشأن أربع من أهم القضايا الاستراتيجية التي تعني تل أبيب بشكل خاص، وهي: إيران، التطبيع، الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، وتواصل الدعم العسكري.
ورأت صحيفة "جيروزاليم بوست"، اليوم الأربعاء، أن التعاطي مع الملف النووي الإيراني يعد أهم القضايا التي ستحاول إسرائيل التأثير على موقف الإدارة الجديدة بشأنها، مشيرة إلى أن ما يحفز إسرائيل على العمل من أجل التأثير على توجهات هذه الإدارة بشأن الملف النووي الإيراني لا يتمثل فقط في حقيقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى في مشروع طهران النووي التهديد الخارجي الأخطر على إسرائيل، بل أيضاً لأن بايدن شخصياً عبّر عن رغبته بالعودة إلى الاتفاق الذي وقّعته القوى العظمى مع إيران في 2015.
وعلى الرغم من أن الصحيفة تشير إلى أن بايدن وفريقه شددا على وجوب "تعزيز" الاتفاق النووي من خلال التفاوض مع طهران بشأن ترسانتها الصاروخية وأنماط تدخلاتها في المنطقة، إلا أنها تشكك في عمق التزام الإدارة الجديدة بالإصرار على هذه الشروط من خلال لفت الأنظار إلى حرص بايدن على تعيين مسؤولين سابقين في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لعبوا أدواراً مهمة في التوصل للاتفاق مع إيران، لا سيما ويندي شيرمان، المرشحة لمنصب نائبة وزير الخارجية، وجيك سوليفان، الذي سيتولى منصب مستشار الأمن القومي.
ولفتت الصحيفة إلى أن أحد أخطر البنود التي تضمنها الاتفاق النووي في نظر إسرائيل، هو البند الذي يحدد انتهاء العمل به بحلول العام 2030، ما يعني أن إيران ستكون قادرة عندها على إنتاج السلاح النووي بنص الاتفاق.
وشددت على أن السؤال الأهم الذي يستدعي إجابة: هل إدارة بايدن ستتجاوز خروقات إيران الأخيرة للاتفاق النووي؟ وضمن ذلك زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم، على الرغم من أن مساعدي الرئيس الجديد يشددون على وجوب التزام إيراني "كامل" بهذا الاتفاق.
وفي ما يتعلق بمستقبل مسار التطبيع مع الدول العربية، لم تستبعد الصحيفة أن تؤدي عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران إلى التأثير على طابع العلاقة مع الدول العربية، على اعتبار أن التطبيع جاء في إطار تحسين التعاون الأمني والاستخباري لمواجهة طهران.
وقدرت الصحيفة أن تؤدي عودة بايدن للاتفاق النووي إلى تطور التعاون الأمني بين إسرائيل والدول العربية، مشيرة إلى أن هذا التعاون سيتم بشكل سري، تماماً كما حدث في أعقاب توقيع إدارة باراك أوباما على اتفاق 2015.
وحذرت من أن تركيز واشنطن في عهد الإدارة الجديدة على ملف حقوق الإنسان في المنطقة سيضع عراقيل أمام تطور مسار التطبيع والعلاقات العلنية؛ على الرغم من أن بايدن عبّر عن دعمه لاتفاقات التطبيع.
وشككت في إمكانية أن تمنح السياسة الخارجية في عهد بايدن الطاقة اللازمة لدفع اتفاقات التطبيع، واستبعدت أن تقدم الإدارة الجديدة على خطوة مماثلة لاعتراف إدارة الرئيس الخاسر دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية من أجل إقناع الرباط بالتطبيع مع تل أبيب.
وفي ما يتعلق بالموقف من الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن "جيروزاليم بوست" أكدت أن إدارة بايدن ستتخذ مواقف مغايرة تماماً لمواقف الإدارة السابقة التي تبنت سياسة شجعت على تطور الاستيطان، وصل إلى حد استيراد السلع التي تنتج في المستوطنات بوصفها صنعت داخل إسرائيل. وقالت الصحيفة إن الأنشطة الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية ستواجه على الفور بانتقادات من قبل إدارة بايدن.
لكن الصحيفة أبرزت في المقابل طابع الكيمياء الشخصية التي تربط بايدن بنتنياهو، مشيرة إلى عمق التزام الرئيس الجديد بإسرائيل، وهو لم يتردد بتعريف نفسه كـ"صهيوني".
وأبرزت الصحيفة حقيقة أن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل والتعاون معها لا يخضع للتساؤل بغض النظر عن هوية وخلفية الرئيس في البيت الأبيض، مشيرة إلى أن واشنطن ستواصل تقديم الدعم العسكري السنوي بقيمة 3.8 مليارات دولار.
وأشارت إلى أن كلاً من نتنياهو والسفير الإسرائيلي في واشنطن جلعاد أردان سيستنفران من أجل بناء العلاقة مع الإدارة الجديدة. وأعادت حقيقة أن الشرق الأوسط لا يقع على رأس أولويات الرئيس الأميركي الجديد، الذي يمنح أفضلية لمعالجة القضايا الداخلية، لا سيما مواجهة تفشي فيروس كورونا، ومواجهة تبعات "محاولة التمرد" التي شهدتها واشنطن في مطلع الشهر الجاري، عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول.
 

المساهمون