تفاوتت تقديرات قيادات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي من الاتفاق النووي المتبلور بين إيران والقوى العظمى. ففي حين رأت بعض هذه القيادات أنّ هذا الاتفاق ضار بـ"أمن إسرائيل"، رأت قيادات أخرى أنّه أفضل الخيارات القائمة لإسرائيل في الوقت الحالي.
وفي مقابلة أجرتها معه اليوم الخميس إذاعة "إف إم 103"، هاجم الجنرال يعكوف إنجل رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الاتفاق، مشدداً على أنه ليس "بوسع إسرائيل والعالم التعايش مع إيران نووية".
وأضاف إنجل: "إيران ليست كوريا الشمالية، وعندما تصبح إيران دولة نووية، فإن العالم سيصبح مختلفا".
وكشف إنجل النقاب عن أنّ رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال السابق غادي إيزنكوت طلب من المستوى السياسي بعيد التوقيع على الاتفاق النووي الأصلي في 2015 تقليص الاهتمام بمواجهة إيران عسكرياً وحث على استثمار الموارد في مواجهة "حزب الله" و"الإرهاب" والاستعداد للحرب القادمة، مشيراً إلى أن الحكومة قبلت وجهة نظره، مما أدى إلى تراجع استعدادات الجيش للتصدي لإيران.
وعقّب إنجل على تصريحات رئيس الأركان السابق دان حالوتس بأنّ "الاتفاق النووي السيئ مع إيران، أفضل من الحرب"، قائلاً: "أقول له، لا على الإطلاق، الاتفاق السيئ يؤدي إلى حرب أسوأ".
أما يعكوف عامي درور الذي سبق إنجل في المنصب، والذي تحدث اليوم إلى نفس الإذاعة، فقد ذهب إلى حد المطالبة بإعداد خيار عسكري لمواجهة النووي الإيراني. وأضاف أن التسليم بتحول إيران إلى دولة نووية "يعني منح أفعالها شرعية دولية لم تكن تحظى بها، وهذا يفقد إسرائيل أهم الأوراق التي كانت بحوزتها".
أما الجنرال يسرائيل زيف، القائد السابق لشعبة العمليات في هيئة أركان جيش الاحتلال، فقال لنفس الإذاعة إن تأثير إسرائيل على مستقبل الاتفاق النووي ضعيف.
وأضاف: "يبدو أنه سيتم التوقيع على اتفاق نووي، سواء كان ذلك في غضون أيام أو شهر. ليست هذه القصة، بل القصة أن تأثيرنا على الاتفاقية ضعيف للغاية.. الاتفاق النووي الناشئ هو الأسوأ على الإطلاق".
من ناحيته، قال وزير القضاء الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل مطالبة بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وأضاف، في مقابلة مع إذاعة الجيش، اليوم الخميس: "لسنا طرفاً في الاتفاقية النووية، لكننا سندافع عن أنفسنا بأنفسنا. تحتاج إسرائيل دائماً إلى التأكد من أن لديها القدرات اللازمة لمنع الدول المعادية من الحصول على أسلحة نووية".
أما عوزي رابي، الباحث في جامعة تل أبيب، فقد قال، في مقابلة مع إذاعة الجيش: "عندما توقع الدول على الاتفاقية النووية مع إيران، سيكون ذلك بمثابة هزة في الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط".
وفي المقابل، دحض تامير هايمان، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق دعاوى الذين يعارضون الاتفاق النووي بزعم أنه يحسن الأوضاع الاقتصادية لإيران.
وفي سلسلة تغريدات على حسابه على "تويتر" اليوم الخميس، كتب هايمان أن موازنة "الحرس الثوري الإيراني" تعاظمت تحديداً بعدما فرضت إدارة ترامب العقوبات على إيران، فضلاً عن أنّ الصناعات العسكرية الإيرانية ازدهرت خلال فرض هذه العقوبات.
ولفت إلى أن التوقيع على الاتفاق سيحسن الأوضاع الاقتصادية لإسرائيل، لأنه يقلص حجم الموارد المخصصة لمواجهة النووي الإيراني.