تقديرات إسرائيلية: التصعيد الأمني سيستمر عدة أشهر

31 مارس 2022
أقرّ الاحتلال سلسلة واسعة من الإجراءات لمواجهة التصعيد القائم (نضال إشتية/الأناضول)
+ الخط -

حذرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تواصل التصعيد الأمني في الضفة الغربية، والقدس، والداخل الفلسطيني لأشهر عدة.

ونقلت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الخميس، عن مصادر أمنية قولها إن التقديرات الاستخبارية تفيد بإمكانية تفجر موجة جديدة من العمليات، كجزء من محاكاة العمليات التي نُفذت حتى الآن.

وبحسب المصادر، فإنه على الرغم من أن هذا التصعيد لا يمثل "تهديداً وجودياً" لإسرائيل، إلا أنه يتوجب في الوقت ذاته التعامل معه بالوسائل والأساليب المستخدمة في فترات التصعيد المماثلة التي حدثت في الماضي. وأوضحت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا توصي بفرض قيود كبيرة على حرية الحركة على الفلسطينيين خلال شهر رمضان، خشية أن يفضي ذلك إلى ردة فعل جماهيرية فلسطينية قوية.

وأشارت إلى أن المخاوف من انفجار الأوضاع، جعلت القيادات الأمنية في تل أبيب توصي بعدم المس بحرية الصلاة والعبادة للمسلمين خلال رمضان، والحرص في الوقت ذاته على الفصل بين الأوضاع في القدس ومدن وبلدات فلسطينيي الداخل، والضفة الغربية، وقطاع غزة. وأضافت الصحيفة أن المؤسسة الأمنية تقر بإسهام التنظيمات الإرهابية اليهودية في توتير الأوضاع، مشيرة إلى وقوع العشرات من الاعتداءات التي طاولت الممتلكات في المدن والبلدات الفلسطينية داخل الخط الأخضر، والقدس، والضفة الغربية.

ولفتت إلى أن جيش الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الضفة الغربية ومنطقة التماس، وإلى الحدود مع قطاع غزة، تحسباً لاستمرار التصعيد الأمني.

ونوهت إلى أن جيش الاحتلال دفع بعدد من السرايا العسكرية لتعزيز نشاطات شرطة الاحتلال داخل الخط الأخضر.

ويذكر أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي أقر سلسلة واسعة من الإجراءات لمواجهة التصعيد القائم، ضمنها الدفع بـ14 كتيبة من كتائب سلاح المشاة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، 6 منها إلى الضفة الغربية، و6 إلى منطقة التماس بين الضفة وإسرائيل، وكتيبتان إلى الحدود مع قطاع غزة.

إلى جانب ذلك، قرر جيش الاحتلال نشر 15 سرية تضم حوالي ألف جندي يخدمون في وحدات خاصة في مدن فلسطينية داخل الخط الأخضر، لمساعدة وحدات الشرطة.

بن غفير يقتحم المسجد الأقصى

من ناحية ثانية، وفي الوقت الذي طلبت من الأردن ومصر التدخل لمنع انفجار الأوضاع الأمنية في القدس والضفة الغربية خلال شهر رمضان، أقدمت إسرائيل على خطوات من شأنها تصعيد الأوضاع. فقد سمحت سلطات الاحتلال لزعيم الحركة الكهانية المتطرفة النائب إيتمار بن غفير صباح اليوم الخميس، باقتحام المسجد الأقصى.

وقال بن غفير، الذي يلعب دوراً مركزياً في التحريض على شن اعتداءات على الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل أثناء تواجده في الأقصى، إن تواجده في المكان يمثل رسالة مفادها أنه "يحظر على دولة إسرائيل الخنوع أمام المخربين الذين يريدون قتلنا جميعاً"، زاعماً أنه تلقى الليلة تهديدات من نشطاء حركة "حماس" لثنيه عن اقتحام المسجد.

ونقل موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" عن بن غفير قوله إنه يتوجب على إسرائيل عدم تقديم أية تنازلات بشأن الأقصى، قائلاً: "من يسيطر على الأقصى (وصفه بجبل الهيكل) يسيطر على جميع أرض إسرائيل كلها، وعدونا يعرف ذلك".

ويذكر أن إسرائيل طلبت من الأردن ومصر بذل جهود من أجل ضمان تهدئة الأوضاع خلال شهر رمضان، حيث زار عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين عمّان، والتقوا بالملك عبد الله الثاني لهذا الغرض.

وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن زيارة ملك الأردن لرام الله قبل ثلاثة أيام تندرج في إطار هذه الجهود.

كما زار منسق شؤون الأراضي المحتلة في جيش الاحتلال غسان عليان، القاهرة، والتقى بقيادات في جهاز المخابرات العامة، لبحث سبل عدم انفجار الأوضاع في الضفة والقطاع.

المساهمون