دحض عدد من الباحثين والمعلّقين في إسرائيل، التقديرات التي تروجها دوائر حكومية وعسكرية في إسرائيل، بأن اغتيال أبرز العلماء الإيرانيين في الأبحاث النووية والدفاعية والصاروخية، محسن فخري زادة، أمس، سيؤدي إلى المسّ بالمشروع النووي لطهران.
وقال كبير المعلقين في قناة التلفزة الإسرائيلية 12، إيهود يعاري، إن "الآلاف من المهندسين والفنيين الذين عملوا على مدى 30 عاماً إلى جانب زادة والخريجين الذين تتلمذوا على يديه سيواصلون تحمل أعباء مواصلة مشروعه".
وفي تعليق بثته القناة الليلة الماضية، لم يستبعد يعاري أن يتجه الطاقم الكبير الذي كان يعمل إلى جانب فخري زادة إلى إحداث طفرة على المشروع النووي تحديداً بعد اغتياله، لتأكيد أن الاغتيال لم يؤثر على هذا المشروع، عن طريق زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم، أو أن يقرّر المستوى السياسي في طهران الانسحاب من البرتوكول الإضافي لمعاهدة حظر نشر الأسلحة النووية.
أما المعلّق السياسي لموقع "والاه"، براك رفيد، فقد كتب، ليل أمس الجمعة، عبر حسابه في "تويتر": "يجب ألا يسيطر علينا الوهم بأن المشروع النووي الإيراني قد تمّت تصفيته في أعقاب اغتيال فخري زاده كما تروج الأوساط الحكومية في تل أبيب، بدليل أن "حزب الله" لم تتم تصفيته في أعقاب اغتيال قائده العسكري عماد مغنية، ولم يحدث هذا لـ"حماس" عند اغتيال قائد ذراعها العسكرية محمد الجعبري، ولم يخرج الإيرانيون من سورية في أعقاب اغتيال قائد فيلق القدس" قاسم سليماني"، على حدّ تعبيره.
بدوره، أشار الباحث في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي راز زمت، في تغريدة كتبها عبر حسابه على "تويتر" الليلة الماضية، إلى أن عملية الاغتيال قد تفضي إلى إبطاء المشروع النووي الإيراني، بسبب ما يملكه فخري زادة من مؤهلات علمية وقدرات إدارية، لكن ذلك لن يؤدي إلى تصفية هذا المشروع.
ورفضت المراسلة السياسية لصحيفة "هآرتس" نوعا لانداو، المزاعم التي نسبتها وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى مصادر مسؤولة في تل أبيب بأن فخري زادة يملك قدرات علمية لا يملكها أحد غيره، مشيرة إلى أنه سيكون هناك دائماً من سيكون قادراً على مواصلة دربه.
واستدركت في تغريدة كتبتها الليلة الماضية بالقول إن النتيجة المؤكدة للاغتيال تتمثل في "نجاح" رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في فرض تصوره للتعاطي مع إيران، محذرة من أن نجاح نتنياهو في منع إجراء نقاش حول هذه السياسة "يعني أنه سيكون من الصعب التدليل على ما إذا كانت هذه السياسة محقة أم لا".