النظام السوري يعيد تفعيل حاجز العنقود في السويداء... محاولة جديدة لإجهاض الحراك الشعبي؟

18 اغسطس 2024
من تظاهرات السويداء جنوبي سورية، 12 يوليو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى حاجز العنقود في السويداء، مدججة بأسلحة متوسطة وثقيلة، وبدأت بتوقيف السيارات بذريعة ملاحقة تجار المخدرات.
- أهالي السويداء يرفضون وجود الحاجز، ويعتبرون أن النظام يستخدمه لإجهاض الحراك الشعبي، وسط تصاعد التوترات مع العصابات الأمنية.
- الناشطون المحليون يتوقعون تصاعد النزاعات وربما حراك شعبي مسلح، مؤكدين أن النظام السوري يتدلس في موضوع تهريب المخدرات.

وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة، مساء أمس السبت، إلى حاجز العنقود في مدخل مدينة السويداء جنوب سورية، وكانت قد أنشأته سلطات النظام السوري في 24 يونيو/حزيران الماضي، وأوقفت العمل به نتيجة احتجاجات أهلية وصدامات أدت حينها لسحب الآليات الثقيلة منه، والاتفاق على نقله من مكانه وتحويله إلى مقر عسكري عادي.

وذكر مصدر محلي مطلع لـ"العربي الجديد"؛ أن مجموعات من الأفرع الأمنية وجيش النظام يزيد قوامها على خمسين عنصراً وصلوا مساء أمس إلى الحاجز مدججين بأسلحة متوسطة وثقيلة، وقد بدأوا بالفعل بتوقيف بعض السيارات العابرة بذريعة ملاحقة تجار المخدرات.

وكانت دوريات مشتركة تابعة للنظام السوري قد اعتقلت الأسبوع الماضي أحد التجار من أبناء عشائر البدو يدعى "أحمد الشيخة"، ولاحقت آخر ثم أصابته بطلق ناري، لإيهام الرأي العام أنها تعمل على ملاحقة وتعقب تجار المخدرات، علماً أن التاجر نفسه (الشيخة) قد تم اعتقاله والإفراج عنه قبل نحو شهرين من الآن.

أهالي السويداء مازالوا يرفضون وجود الحاجز وخاصة أنه اعتمد في بداية إنشائه على عصابات تابعة للأمن ومعروفة في السويداء، وكانت العصابات نفسها قد قامت الجمعة، في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الحراك السلمي، بعمل استعراضي في شوارع المدينة قبل أن تقف إلى جانب عناصر الحاجز يوم أمس من أجل حمايتهم ومساعدتهم على إنشاء الحاجز، في رسالة واضحة للحراك السلمي وأهالي المحافظة أن "أشهر العسل قد انتهت".

شبكة الراصد المحلية تحدثت يوم أمس عن عودة عناصر مدربين يتبعون لعصابة راجي فلحوط، التي قضى الأهالي على وجودها في 28 يوليو/تموز 2022، والتحاقهم مع عصابات السويداء الأمنية، وذكرت أن زعيمها "فلحوط" مُغيب منذ نحو شهرين بعدما تم تجهيزه للعودة إلى السويداء وقيادة مجموعة جديدة.

الناشط المدني عماد العشعوش يقول لـ"العربي الجديد"؛ إنه "من المتوقع نصب هذا الحاجز ودعم حواجز أخرى ومحاولات قطع أوصال المدينة، وكل هذا من أجل إجهاض الحراك الشعبي وإعادة السويداء إلى حضن النظام".

واستدرك قائلاً: "لكن ستكون الشرارة الأولى ليست مع الحراك الشعبي، بل مع أكثر من عشرين ألف متخلف وفار من الخدمة الإلزامية ومع كل مطلوب لقضايا تمس أمن الدولة أو المطلوبين بسبب معارضة النظام. وبالتالي أعتقد أننا مُقبلون على نزاعات وضحايا وربما لحراك شعبي مسلح يواجه العصابات الأمنية الداعمة للنظام".

وأضاف العشعوش: "الجميع يعلم أن هذه الحواجز لو أرادت ملاحقة تجار المخدرات وعصابات الخطف والقتل والسطو، لبدأت بالفعل بالأشخاص والمجموعات التي تشاركها الحاجز، ولأوقفت طرق صناعة وتجارة المخدرات التي تبدأ من ريف دمشق وحمص واللاذقية، ومن الميليشيات الإيرانية وأزلامها، لا بحاجز يحتاج لمن يحميه من شركائه".

وعلى نفس السياق، هدد سليمان عبد الباقي أحد قادة الفصائل المحلية في المحافظة في فيديو مسجل، بالتصعيد ضد العصابات والحواجز في حال اضطرهم الأمر، مؤكداً في نفس الوقت أن الحراك مستمر بسلميته حتى آخر لحظة، لكنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي تصعيد. واتهم عبد الباقي النظام السوري بالتدليس والكذب في موضوع تهريب المخدرات التي يقوم النظام نفسه بتهريبها وتصنيعها، مؤكداً أن لديه كل الوثائق التي تثبت ذلك.

المساهمون