دعت الأمم المتحدة إلى محاسبة "المسؤولين" عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان. وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الأربعاء، أنّه "يجب محاسبة" المسؤولين عن تفجير أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله. وقال، في بيان، إنّ "الاستهداف المتزامن لآلاف الأشخاص، سواء كانوا مدنيين أو أعضاء في جماعات مسلّحة، من دون معرفة من كانت بحوزته الأجهزة المستهدفة ومكان تواجدها والبيئة التي كانت فيها عند وقوع الهجوم، يشكّل انتهاكا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وللقانون الإنساني الدولي إلى الحد الذي ينطبق عليه".
تتوالى المواقف الدولية حول تفجيرات البيجر في لبنان، التي أدت إلى استشهاد 12 شخصاً، كما أصيب ما يقرب من ثلاثة آلاف آخرين، من بينهم مقاتلون في حزب الله وسفير إيران لدى بيروت.
وتلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي اتصالات من قادة عدد من الدول، الذين عبروا عن تضامنهم مع لبنان في هذه المحنة التي يمر بها لبنان. من جهته، أكد ميقاتي أنّ "لبنان يقدّر للعراق وقوفه المستمر إلى جانبه"، كما شكره على إيفاد طاقم طبي وإرسال شحنة مساعدات طبية إلى لبنان صباح اليوم لدعم جهود الإغاثة.
وجاءت تفجيرات البيجر بعد ساعات على إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي توسيع أهداف الحرب ضد حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان، من أجل "تمكين السكان من العودة إلى المجتمعات التي أُجلوا منها في شمال إسرائيل" نتيجة للهجمات التي يشنّها حزب الله اللبناني.
العربي الجديد يتابع ردود الفعل الدولية على تفجيرات البيجر في لبنان..
لمزيد من التفاصيل..
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، تعليقا على تفجير أجهزة البيجر في لبنان، أن هذا الحادث "مدعاة عار" للدول الغربية وخاصة الأميركيين الذين قال إنهم "لم يتورعوا عن تحقيق أهدافهم اللاإنسانية"، مضيفا أن استخدام الأدوات التي اخترعت من أجل زيادة رفاه البشر لأغراض الاغتيال دليل على سقوط البشرية وهيمنة النزعة الإجرامية. وتابع بزشكيان، وفق وكالة إرنا الرسمية، أن العملية الإسرائيلية كشفت مرة أخرى أن الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية لا تسعى لوقف إطلاق النار وإن ادعت ذلك في العلن وهي عمليا تدعم الجرائم والاغتيالات العمياء للكيان الصهيوني.
أدان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تفجيرات البيجر في لبنان.
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، اليوم، عن حزنه إزاء الهجوم الذي وقع في لبنان، وحذر، بحسب وكالة الأناضول، من خطورة مساعي إسرائيل لتوسيع الصراعات بالمنطقة. وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد قدم، أمس، تعازيه بالضحايا خلال اتصاله مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الذي قدم للوزير التركي معلومات بشأن تفجير أجهزة اتصال في لبنان.
بالمقابل، أكد رئيس حزب المستقبل التركي المعارض، رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، أن هجوم إسرائيل السيبراني في لبنان يعكس نهجها الهمجي، وذلك على خلفية تفجيرات أجهزة النداء بيجر. وأضاف داود أوغلو، في منشور عبر منصة إكس: لا يعتبر أسلوباً جديداً في الحرب فقط، بل هو انعكاس للنهج الهمجي الذي يتبعه نظام نتنياهو الذي لا يعير أي اعتبار لسقوط ضحايا من المدنيين. وتابع "إذا تم تبني هذا النهج الذي لا يعترف بأي بعد أخلاقي وقانوني من قبل دول أخرى وجهات فاعلة غير دولية، فلن يشعر أحد في أي مكان في العالم بالأمان"، داعياً لإثارة هذه القضية في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستبدأ الأسبوع المقبل.
أعربت الحكومة الجزائرية عن تعاطفها مع دولة وشعب لبنان جراء الهجوم السيبراني الذي تعرضت له. وأكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، على تضامن الجزائر التام مع لبنان "ووقوفها إلى جانبه في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والمتكررة على أمنه واستقراره".
وأوضح الوزير عطاف أن "الجزائر ستواصل، من موقعها كعضو غير دائم بمجلس الأمن، جهودها ومساعيها الرامية للدفاع عن مواقف لبنان وسيادته ومصالحه الحيوية في وجه التصعيد الإسرائيلي الممنهج على أكثر من صعيد وعلى أكثر من وجهة في المنطقة".