- القيادة العسكرية الإسرائيلية تنفي علمها بالعملية، بينما تزعم هيئة البث أن مثل هذه العمليات لا تحتاج إلى موافقة عليا، على الرغم من التعقيدات الناجمة عن استهداف عائلات مسؤولي حماس.
- حماس تنعي الضحايا وتؤكد على استمرار موقفها في المفاوضات، بينما يدعي الجيش الإسرائيلي انتماء الضحايا لكتائب القسام، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والعسكري.
هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو وغالانت لم يخطرا مسبقاً بالاغتيال
هآرتس عن مسؤول: الاغتيال قد يعرقل جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى
إذاعة جيش الاحتلال: ضابط برتبة عقيد هو من صادق على عملية الاغتيال
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ عملية الاغتيال التي نفذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية، والتي أسفرت، أمس الأربعاء، عن استشهاد أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية حازم وأمير ومحمد، وأولادهم: منى وآمال وخالد ورزان، تمت من دون علم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الخميس، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن العملية قد تعرقل جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية، الأربعاء، إنّ القيادة السياسية بقيادة نتنياهو وغالانت "لم يتم إخطارها بشكل مسبق" بعملية اغتيال ثلاثة من أبناء هنية وأربعة من أحفاده، وزعمت أنّ نتنياهو وغالانت "يناقشان عمليات اغتيال القادة الفلسطينيين رفيعي المستوى والتصديق على اغتيالهم، أما اغتيال القادة والعناصر من مستويات أقل فيتمّ بناء على قرار الجيش". وبحسب الهيئة، "لم يُطلب من نتنياهو وغالانت الموافقة على اغتيال أبناء هنية الثلاثة، لأن الحديث كان يدور عن فرصة عملياتية رصدها الجيش ونفذها"، وفق ادّعائها.
من جهتها، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنّ رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان "لم يعلما باغتيال أبناء وأحفاد هنية إلا بعد تنفيذه"، مضيفةً أن ضابطاً برتبة عقيد هو الذي صادق على عملية الاغتيال.
ومع أنّ هيئة البث الإسرائيلية زعمت أن عمليات الاغتيال هذه لا تحتاج لموافقة نتنياهو وغالانت، إلا أنّ مسؤولين في جيش الاحتلال أوضحوا، في أحاديثهم مع "هآرتس"، أنّ هناك فرقاً بين ضربة ضد ناشط متوسط المستوى وضربة ضد أفراد عائلة أحد كبار مسؤولي حركة حماس الذين يشاركون بشكل مباشر في مفاوضات التوصل إلى صفقة تبادل أسرى. وقال أحد المسؤولين إنّ عملية الاغتيال قد تعيق فرص الوصول إلى صفقة مع حركة حماس.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قد قال، في حديث لقناة الجزيرة، أمس الأربعاء، تعليقاً على استشهاد ثلاثة من أبنائه وأربعة من أحفاده في غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ، شمالي قطاع غزة، إنّ "العدو واهم في أن هذا الاستهداف تزامناً مع المفاوضات وقبل رد حماس على مقترح الهدنة سيدفعنا إلى تغيير مواقفنا". وأشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى أن "ما لم يأخذه العدو بالقتل وحرب الإبادة في الميدان لن يأخذه على طاولة المفاوضات".
وأمس الأربعاء، قالت القناة الإسرائيلية "14" إنّ عملية الاغتيال تمت بصاروخ أطلقته طائرة مسيّرة إسرائيلية بناء على "معلومات دقيقة" قدمها جهاز الأمن العام "الشاباك". واعتبرت القناة أن "القضاء على أفراد عائلة هنية يشكل حلقة أخرى في سلسلة ملاحقة إسرائيل لقيادة حماس". وبحسب القناة، "تمّت عملية الاغتيال بعد التعاون بين مركز النيران في القيادة الجنوبية (لجيش الاحتلال)، وسلاح الجو، والشاباك (جهاز الأمن العام)، الذي قدم المعلومات الدقيقة".
وأقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، باغتيال 3 من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، زاعماً انتماءهم لكتائب القسّام. وقال الجيش في بيان نشره عبر حسابه على منصة إكس، إنّ "طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو قصفت، بتوجيه استخباراتي من الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (شاباك)، 3 نشطاء عسكريين تابعين لمنظمة حماس أثناء توجّههم لتنفيذ نشاط إرهابي في منطقة وسط قطاع غزة"، وزعم أن "العناصر الثلاثة الذين تعرضوا للهجوم هم: أمير هنية، قائد خلية في الذراع العسكري لحركة حماس، ومحمد هنية، ناشط عسكري في التنظيم، وحازم هنية، ناشط عسكري آخر في التنظيم".
من جهتها، نعت حركة حماس أبناء وأحفاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، وقالت في بيان لها إنّ الشهداء كانوا يتجولون لتهنئة سكان المخيم وأقاربهم بحلول عيد الفطر حينما استهدفت السيارة التي كانوا يستقلونها، ما أدى لتدميرها بالكامل ومقتل وإصابة جميع من كان فيها، موضحةً أن إسرائيل استهدفتهم "وهم ملتحمون مع شعبهم في خندق واحد، ليلتحقوا بركب نحو 60 شهيداً من شهداء آل هنية الكرام الأبطال، وقوافل شهداء شعبنا الميامين الأبرار في معركة طوفان الأقصى".