تزداد الشكوك حول الطابع العفوي للاعتداء على مقرّ الكونغرس في 6 يناير/ كانون الثاني الجاري، وإمكانية حصول تواطؤ داخل المبنى في ظل بروز أفعال مشبوهة على غرار طوابير المعتدين المنظّمة أو مشهد سيّدة تعطي توجيهات عبر مكبّر الصوت، إضافة إلى زيارات مشبوهة إلى المكان سجّلت عشية الحدث.
وأشار خبراء إلى أنّ أعمال العنف التي قام بها مناصرو الرئيس الخاسر، دونالد ترامب، كانت عموما غير منظمة وفوضوية وتتصف بعفويتها. لكنّ مقاطع الفيديو والصور والاتصالات التي تم تحليلها مذّاك توحي بمستوى مقلق من الاستعداد.
New footage shows what it was like inside the Trump mob at the Capitol pic.twitter.com/GFvMBZ7YYA
— Insider News (@insidernews) January 8, 2021
ويظهر في أحد المقاطع المصورة رجال يرتدون زياً عسكرياً يصعدون أدراج الكابيتول في خط مستقيم، عابرين حشد المتظاهرين باتجاه أبواب المبنى.
وفي الداخل، صوّر العديد من الأشخاص حاملين أشرطة بلاستيكية يمكن استخدامها كأصفاد، ما فُسّر بأنّه توجّه مسبق لأخذ رهائن.
"مؤشرات تنسيق"
ولاحظ الكثير من المسؤولين الذين كانوا داخل المبنى أنّ المتظاهرين الذين قاموا بتخريب مكتب رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، كانوا يعرفون المبنى من الداخل رغم تعقيدات تصميمه.
وقال النائب الديمقراطي جيمس كليبورن في مداخلة عبر شبكة "سي بي أس"، "كانوا يعرفون أين يتجهون"، مضيفاً "نعم، شخص ما داخل المبنى كان متواطئاً".
Yepper, very predictable.
— TheWatcher🙏📚🇺🇸🌊 (@Shoshinway) January 9, 2021
CBS News: James Clyburn says "somebody on the inside" of Capitol was "complicit" in letting rioters inside the building.https://t.co/kPVALYSgnA
وأوقف نحو 15 شخصاً ورجّحت وزارة العدل إمكانية توجيه تهم إلى أكثر من 200 شخص. ولفت المدعي العام في واشنطن، مايكل شروين المشرف، على التحقيق إلى "مؤشرات تنسيق" بين المعتدين، خصوصا بين من كانوا داخل المبنى وآخرين خارجه.
"زيارات استطلاعية"
وأوضح شروين أنّ "الأولوية" تكمن في معرفة ما إذا كان ثمة "هيكل قيادة" وفرق منظمة. وقال: "سيستغرق الأمر أسابيع، إن لم نقل أشهراً، للوقوف على الدوافع الحقيقية لبعض المجموعات"، مضيفاً في الوقت نفسه أنّ "لا دليل حتى الآن على وجود فرق مكلّفة بالقتل أو الخطف، أو حتى الاغتيال".
.@USAO_DC Acting USA Sherwin, @FBIWFO ADIC D’Antuono Provided Updates on Criminal Charges Related to the Events at the Capitol on January 6https://t.co/xLOcCIU3qm
— Justice Department (@TheJusticeDept) January 12, 2021
وكانت النائبة الديمقراطية، ميكي شيريل، أشارت إلى أنّ أنصارا لترامب قاموا بـ "زيارات استطلاعية مشبوهة" في الكابيتول في اليوم السابق للهجوم.
وكتبت في خطاب وجهته إلى شرطة الكابيتول أنّ الزوار "لا يمكنهم دخول المبنى إلا من خلال عضو (في الكونغرس) أو أحد الموظفين".
I joined @RepJasonCrow and my colleagues in calling for an investigation into the massive security failure at the Capitol complex. https://t.co/3e4P42lNMU
— Rep. Mikie Sherrill (@RepSherrill) January 8, 2021
"الاستيلاء" على المبنى
ويجذب مقطع فيديو اهتماماً خاصاً، يظهر فيه متظاهرون يجتمعون في إحدى الغرف ليقرروا خطوتهم اللاحقة بعد النجاح في الوصول إلى الداخل.
وعبر نافذة كسِر زجاجها، تبث سيّدة ترتدي قبعة وردية تعليمات عبر مكبّر الصوت لأشخاص صاروا في الداخل.
وقالت "يا شباب، لقد ذهبت إلى الغرفة الأخرى"، مضيفة: "في الغرفة الأخرى، على الجانب الآخر من ذاك الباب هناك، حيث أنتم بالضبط، ثمة نافذة. إذا كان شخص ما - إذا كانت مكسورة فعندها بالإمكان الوصول إلى غرفة بالأسفل".
وأضافت: "يوجد أيضاً بابان في الغرفة الأخرى. واحد في الخلف والآخر على اليمين عند الدخول"، لافتة إلى "وجوب التنسيق إذا كنتم تريدون الاستيلاء على المبنى".
إلا أنّ ماتيو فيلدمان، من مركز الأبحاث البريطاني حول اليمين المتطرف، يشير إلى أنّ هذا لا يكفي للحديث عن عملية مخطط لها أو تواطؤ.
This video edits his speech with the footage of the terrorist activity as it is happening. It makes so explicit his intentions, and those in his circle, during the rally. Seeing it all laid out is so chilling. https://t.co/SFtGyt5ruN
— Christina Cronin-Vejar (@cvcroninvejar) January 12, 2021
وقال إنّ المتظاهرين "لا يبدون منظمين لكن من الواضح أنه كان بين الحشود بعض العناصر المنظمين"، لافتاً إلى وجود عناصر من جماعات يمينية متطرفة معروفة بعنفها على غرار "ثري برسنترز" و"أوث كيبرز" و"براود بويز".
ووفقاً له، فإنّ وجودهم واكتشاف قنابل يدوية الصنع في مكان قريب، إضافة إلى تهديدات ودعوات إلى القبض على مسؤولين في الكونغرس، كلّها مؤشرات "إرهاب".
وقال: "كان هناك حشد من مثيري الشغب (...) وفي وسط ذلك كان ثمة إرهابيون محليون" كانوا "يخططون بشكل واضح لشيء ما".
وكانت بيلوسي أعلنت الجمعة أنّه "إذا اتضح في الواقع أنّ أفراداً من الكونغرس كانوا متواطئين (...) إذا ساعدوا في هذه الجريمة أو حرّضوا عليها، فقد تتخذ إجراءات تتجاوز الكونغرس على صعيد التهم".
(فرانس برس)