نشرت وكالة "نوفوستي" الحكومية الروسية، اليوم الخميس، مقطعاً صوتياً قالت إنه جانب من اتصال هاتفي أجراه موظف بجهاز الأمن الأوكراني يدعى ألكسندر كياشينكو مع عميله ويطلعه فيه على أنه تم دفع 5 ملايين روبل (حوالي 86 ألف دولار وفقاً لسعر الصرف الحالي) لمنفذ اغتيال أول رئيس لـ"جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من طرف واحد، ألكسندر زاخارتشينكو، في عام 2018.
يقول موظف الأمن الأوكراني في الاتصال الهاتفي: "حتى تفهم، دُفعت 5 ملايين روبل مقابل "زاخاركا" (أي زاخارتشينكو). أقول إن 5 ملايين روبل ذهبت للمنفذ. مليونا دولار هي الميزانية الإجمالية للتدبير وزرع القنبلة. والمنفذ الذي ضغط على الزر في الوقت الصحيح، حصل على 5 ملايين روبل".
وفي وقت سابق، كشف مصدر بأجهزة القوة لـ"جمهورية لوغانسك الشعبية" المزمع ضمها إلى روسيا إثر استفتاءات تقرير المصير التي اختتمت أول أمس الثلاثاء، لـ"نوفوستي" عن اعتراض اتصال هاتفي بين كياشينكو وعميله يحتوي على تفاصيل اغتيال زاخارتشينكو.
ولقي زاخارتشينكو مصرعه في 31 أغسطس/آب 2018 جراء انفجار بمقهى "سيبار" وسط دونيتسك. وصنفت سلطات "جمهورية دونيتسك الشعبية" ما جرى على أنه عمل إرهابي.
وفي مايو/أيار 2019، كشف الرئيس الجديد لـ"جمهورية دونيتسك"، دينيس بوشيلين، عن توقيف مجموعة قد يكون لها ضلوع في اغتيال زاخارتشينكو، موضحاً أن التحقيق توصل إلى مدبري الاغتيال ومنفذيه والمحرضين عليه، ومن بينهم مسؤولون رفيعون في أوكرانيا ودول أخرى، على حد قوله.
وشغل زاخارتشينكو مهام منصبه منذ عام 2014، بعدما شارك شخصياً في الاحتجاجات في منطقة دونباس الموالية لروسيا شرق أوكرانيا، للمطالبة بالفيدرالية وإجراء استفتاء تقرير المصير، على غرار سيناريو شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس/آذار من ذلك العام.
وفي ربيع 2014، كان زاخارتشينكو من بين عناصر المجموعة المسلحة التي سيطرت على مبنى محافظة دونيتسك، قبل أن يشغل منصب رئيس مجلس وزراء "جمهورية دونيتسك الشعبية". وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، انتخب زاخارتشينكو رئيساً لـ"جمهورية دونيتسك الشعبية" بأغلبية 75 في المائة من أصوات الناخبين، ليتولى مهام منصبه حتى مقتله.