استمع إلى الملخص
- **تنفيذ العملية والسرية**: تمت العملية بسرية وثقة، حيث أنشأت تركيا غرفاً خاصة للتبادل في المطار. خضع المعتقلون للفحص الطبي وتم نقلهم بأمان. تابع الرئيس الأميركي جو بايدن العملية مباشرة وشكر الرئيس التركي، كما أرسل الرئيس الروسي برقية شكر.
- **التحديات والتنسيق الدولي**: واجهت العملية تحديات مثل التحقق من هوية المعتقلين وتم حلها عبر مقابلات مباشرة. شاركت دول عديدة منها أميركا وروسيا وألمانيا وبولندا وسلوفينيا والنرويج وبيلاروسيا، وعقدت اجتماعات مكثفة برعاية المخابرات التركية لضمان نجاح العملية.
نشرت وسائل إعلام تركية، اليوم الأحد، بعضاً من تفاصيل وكواليس عملية التبادل التي جرت في أنقرة وأفرج فيها عن 26 محتجزاً بين روسيا والدول الغربية، تضمنت إنشاء غرف خاصة ولقاءات استمرت لشهرين تحضيراً للعملية. وشملت العملية مطلع أغسطس/ آب الجاري، تبادل 26 شخصاً، نُقل 10 أشخاص منهم، بينهم طفلان، إلى روسيا، بينما جرى نقل 13 شخصاً إلى ألمانيا، و3 إلى الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة "صباح"، المقربة من الحكومة في تركيا، إن العملية جرى الإعداد لها قبل أشهر، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن شاهد عملية التبادل مباشرة لحظة بلحظة، لافتة إلى أن عملية التبادل أجريت على أسس "الثقة، والنظام، والسرية، والمسؤولية". وأوضحت أن الاتصال الأول كان بطلب من أميركا وروسيا وألمانيا من تركيا بتقديم المساعدة، نظراً للدور التركي خلال الحرب الروسية الأميركية، ولتجربة سابقة بتبادل الأسرى فيما بينهم في تركيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن التحضيرات استمرت شهرين بلقاء أجهزة أمن الدول المعنية، حيث عقدت اجتماعات عديدة، من بينها اجتماعان رفيعان في كل من أنقرة وإسطنبول، وبعد وضوح عرض الأطراف وموافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أطلق جهاز المخابرات التركي عملية التبادل. وأكملت أن المخابرات التركية حافظت على السرية، وأبلغت الطرفين الأميركي والروسي بأن تركيا لن تدلي بأي شيء حتى يجري الإعلان من قبل البلدين، ومن بين المطالب التي نقلها مستشار الأمن القومي الأميركي لرئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن، أن تبدأ عملية التبادل في الساعة الخامسة عصراً بتوقيت تركيا.
وتابعت أن الرئيس الأميركي طالب بنقل مباشر لعملية التبادل، وأن الطلب جاء قبل عملية نزول الطائرات في أنقرة، ورغم ذلك اتخذت التدابير اللازمة من أجل إجراء نقل مباشر، حيث تابعه بايدن لحظة بلحظة، وأجرى مؤتمراً صحافياً وبعدها اتصل بأردوغان وشكره، فيما أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية شكر لأردوغان.
وواصلت الصحيفة حديثها عن الترتيبات التي جرت، ومنها إنشاء غرفة خاصة للتبادل في المطار، بعد تحديد مكان لنزول الطائرات، بعيداً عن الأعين، دون تغيير في الروتين العادي، فوصلت أولى الطائرات من سلوفينيا، وبعدها من النرويج وروسيا وألمانيا والولايات المتحدة لتكتمل المرحلة الأولى من العملية. وتابعت أن المرحلة الثانية كانت التحقق من أمن المعتقلين خلال إنزالهم من الطائرات دون مشاكل ونقلهم إلى الطائرات الأخرى، وكان أمنهم هو أكثر ما كان التركيز عليه في هذه المرحلة.
وأوضحت أن المعتقلين في عملية التبادل خضعوا للفحص الطبي من قبل المخابرات التركية، ونقل بعضهم مباشرة من الطائرة للطائرة، وآخرون نقلوا لطائرات خاصة، وانتقل بداية 10 معتقلين يعودون لروسيا للطائرة الروسية، ومن ثم انتقل 16 معتقلاً لبقية الطائرات، بحيث استخدمت 3 طائرات روسية أقلت 10 من العائدين لروسيا، وأميركية أقلت 3 أميركيين، فيما أقلت طائرة ألمانية بقية المعتقلين.
وكشفت الصحيفة أن بعض المشاكل حصلت خلال عملية التبادل جرى تذليلها، منها أن بعض المعتقلين موقوفون منذ سنوات طويلة، ويجب التأكد من أشكالهم ومطابقة الوجوه، وهو ما جرى حله عبر موظفي هذه الدول عبر المقابلة المباشرة والتأكد من الشخصية. وأكملت الصحيفة أنه جرى تجهيز ملابس للعائدين من روسيا، حيث أحضروا بملابس السجن، وجرت عملية تبديل الملابس في الغرف الخاصة، ما جعل بعض الموقوفين يبكون من الفرحة لإطلاق سراحهم، خاصة أنهم لم يكونوا على علم بالإفراج عنهم، حيث نقلوا بملابس السجن مباشرة بطائرة خاصة، ليجدوا أنفسهم في أنقرة بطريق عودتهم لبلادهم.
من ناحيتها، أفادت صحيفة "حرييت" بمعلومات مشابهة، مبينة أن الرئيس الأميركي اتصل أولاً بالأميركيين المفرج عنهم مباشرة ومن ثم بالرئيس أردوغان، وأن اختيار تركيا جاء للثقة بها في هذه الملفات، ولنظام عمل أجهزة الأمن التركية، والمرونة بحل المشاكل العالقة.
وكذلك أفاد موقع قناة "خبر تورك" أيضاً إضافة لما سبق بأن مسؤولي الدول المعنية في عملية التبادل، أميركا وروسيا وألمانيا وبولونيا وسلوفينيا والنرويج وبيلاروسيا، عقدوا اجتماعات تجاوزت الشهرين برعاية المخابرات التركية، وأن أهم اجتماع كان قبل العملية بـ15 يوماً، وضم مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان. وكانت وكالة الأناضول قد نقلت عن مصادر أمنية، أنه ضمن نطاق عملية التبادل في أنقرة، جرى نقل الأشخاص إلى تركيا على متن 7 طائرات، اثنتان من الولايات المتحدة، وواحدة من كل من ألمانيا وبولندا وسلوفينيا والنرويج وروسيا.