يصل، مساء اليوم الثلاثاء، نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، إلى العاصمة الإيرانية طهران في محاولة "أخيرة" لإخراج مفاوضات فيينا من وضعية التعثر التي تشهدها منذ شهرين.
والسبت الماضي، كشفت مصادر إيرانية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أنّ مورا الذي يعتبر منسق مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، سيزور طهران، الثلاثاء، لبحث العقبات المتبقية أمام مفاوضات فيينا من أجل التوصل إلى اتفاق.
وبدوره، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أمس الإثنين، صحة هذه المعلومات، قائلاً إنّ مورا سيحمل خلال زيارته رسالة من الجانب الأميركي.
وقال خطيب زادة خلال مؤتمر صحافي إنّ "أجندة المباحثات في طهران واضحة ونأمل أن نتمكن من إعلان نتائج أفضل بعد هذه المباحثات"، مشيراً إلى أن مورا سيلتقي كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني.
تجزئة القضايا
وعن المبادرة التي يحملها مورا، كشف مصدر إيراني مسؤول، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أنّ "المبادرة التي سيأتي بها مورا حسبما نعلم ليست جديدة، وسبق أن طرحت سابقاً بشكل غير رسمي من قبل الجانب الأميركي"، مشيرة إلى أنّ "هذه المبادرة تعتمد على تجزئة القضايا المتبقية المهمة وهو ما يحرمنا من الانتفاع الاقتصادي من الاتفاق النووي".
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أنّ هذه المبادرة "تعتمد رفع العقوبات عن مؤسسات وإبقاءها على مؤسسات وكيانات إيرانية أخرى". وذلك في إشارة إلى رفع الحرس الثوري من قائمة "الإرهاب" مع إبقاء ذراعه الخارجية "فيلق القدس" على القائمة وبالإضافة إلى بقاء أفراد وكيانات وشركات مقربة من الحرس على قائمة العقوبات.
وتابع أنّ "طهران تنتظر مجيء مورا لمعرفة تفاصيل المبادرة أو الرسالة الأميركية التي يحملها، وما إذا كانت المبادرة هي ذاتها السابقة التي طرحت أم أنّ هناك إضافات جديدة تدفع لمناقشتها بإسهاب"، غير أنه أكد أنّ "سقف التوقعات حول نجاح زيارة ممثل الاتحاد الأوروبي لإيران ليس عالياً حتى هذه اللحظة بل منخفض".
وشدد المصدر الإيراني على أنه "إذا كان الهدف من الزيارة هو إقناعنا بالتخلي عن خطوطنا الحمراء فيكون المبعوث الأوروبي قد جاء إلى العنوان الخطأ وكان عليه أن يتوجه إلى واشنطن لإقناعها باتخاذ القرار اللازم لعودتها إلى الاتفاق النووي".
وكان مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، قد قال السبت الماضي، إنه يسعى إلى حلّ وسط بشأن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمةً إرهابية، وهو الملف الذي يعطل التوصل إلى اتفاق نووي حتى اليوم.
وأوضح بوريل، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنه ينوي إرسال مفوض الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، في زيارة إلى إيران لمناقشة القضية، مضيفاً أنّ مبادرته تقترح رفع صفة "الإرهاب" عن الحرس الثوري، على أن يبقى هذا التصنيف لمركّبات أخرى من المنظمة التي لديها عدة أذرع أمنية وإمبراطورية استثمارات واسعة.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، قد قال، أمس الإثنين، إنّ الإدارة "تنسق عن قرب مع الأوروبيين، ومورا ينقل الرسائل ذهاباً وإياباً"، مضيفاً: "ندعم جهوده للوصول بهذه المفاوضات إلى خاتمة ناجحة. وأملنا في أن نحقق ذلك بسرعة".
وتوقفت مفاوضات فيينا في الـ11 من شهر مارس/آذار الماضي، وعاد المفاوضون إلى عواصمهم، مع ذلك، استمرت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في العواصم، عبر منسقها إنريكي مورا الذي تبادلَ الرسائل بين الطرفين، فضلاً عن نقل أطراف إقليمية أيضاً هذه الرسائل بينهما. لكن مساعي مورا لم تتكلل بالنجاح بعد في إزالة العقبات المتبقية لتوصل الطرفين إلى اتفاق.