23 نوفمبر 2020
+ الخط -

أكد مستشارون سعوديون لصحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الاثنين، صحة الأنباء التي أوردتها مصادر إسرائيلية مختلفة، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قام أمس الأحد بزيارة "سرية" قصيرة للسعودية التقى خلالها وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان بمدينة نيوم.
الصحيفة الأميركية ذكرت أن اللقاء يصبح أول اجتماع معروف بين بن سلمان ونتنياهو، ويندرج في إطار محاولة إدارة الرئيس دونالد ترامب في أيامها الأخيرة دفع الرياض إلى تطبيع العلاقات مع تل أبيب واللحاق بركب الإمارات والبحرين والسودان في إقامة علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن نتنياهو قام برحلته السرية عشية أمس الأحد مرفوقاً برئيس الموساد يوسي كوهين، والتقيا مع ولي العهد السعودي، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وأشارت إلى أن المحادثات تطرقت إلى مواضيع عديدة، بينها تطبيع العلاقات، والملف الإيراني، مؤكدة أنها لم تتمخض عن أي اتفاقات تذكر، بحسب مستشار سعودي بارز على اطلاع على المحادثات. وأوضح هذا الأخير أن اللقاء دام بضع ساعات.
إلى ذلك، أوردت "وول ستريت جورنال" أن إدارة ترامب مارست ضعوطاً على دول خليجية لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، ضمن مساعيها لعزل إيران وتحسين وضع إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.

من جانبها، لفتت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، إلى أن المملكة العربية السعودية أدّت دوراً محورياً في مساعدة إدارة ترامب في تحقيق هدفها برعاية التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان. وأضافت الصحيفة أن السعودية فتحت مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية التجارية من إسرائيل وإليها، مدعية أنها قامت بذلك نزولاً عند رغبة الإمارات، مخالفة بذلك قرار معظم الدول العربية بغلق مجالاتها الجوية لمقاطعتها دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوردت "نيويورك تايمز" أن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين لاحظوا خلال الأسابيع الأخيرة تحولاً داخل الديوان الملكي السعودي، ما يؤشر بحسبهم على استعداد المملكة للإقدام على خطوة التطبيع، نظراً لعدم خروج أي تظاهرات ضخمة ضد اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين والسودان وإسرائيل.
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، قد قال لوكالة "رويترز"، أمس الأول السبت، إن المملكة تؤيد التطبيع الكامل مع إسرائيل، مستدركاً بأنّ ذلك يجب أن يسبقه اتفاق سلام دائم وشامل مع الفلسطينيين "يضمن لهم إقامة دولتهم بكرامة".
ولا تزال السعوديّة تتمسّك بهذا الشرط في تصريحاتها الرسمية، وآخرها عقب أيام من إعلان الإمارات تطبيع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل، في أغسطس/ آب الماضي، إذ أعلن بن فرحان وقتها أنّ بلاده لا تزال متمسّكة بالمبادرة العربية، وأن "كل شيء محتمل عند الوصول إلى سلام بين فلسطين وإسرائيل".
رغم ذلك، أبدت المملكة ما يشبه المباركة الضمنية لاتفاق التطبيع الإماراتي، حينما فتحت خطوطها الجويّة أمام الرحلات الجويّة بين إسرائيل والإمارات، قبل أن يعلن مستشار الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، لاحقاً، أنها ستفتح أجواءها برفقة البحرين أمام جميع الرحلات، من إسرائيل وإليها. كذلك صرّح وزير الخارجية السعودية لاحقاً، في ما يشبه التبرير للتطبيع الإماراتي البحريني، بأن "كل دولة تقرر ما تراه مناسباً".
وكانت "وول ستريت جورنال" قد كشفت الشهر الماضي عن وجود خلافات داخل الأسرة الملكية السعودية، ولا سيما بين العاهل السعودي الملك سلمان ونجله ولي العهد، بشأن التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة، في تقرير، إن الملك سلمان "أصيب بالذهول" عندما أعلن ترامب، يوم 13 أغسطس/ آب الماضي، الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، فيما لم يبدُ بن سلمان متفاجئاً بالخطوة.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر سعودية قولها إن محمد بن سلمان فضّل عدم إخبار والده بالاتفاق المزمع بين الإمارات وإسرائيل، خشية أن يعرقل الملك الاتفاق، بعد أن يعلم أنه لن يقدم شيئاً يذكر للدفع نحو حل القضية الفلسطينية، إذ من شأن رفض الملك أن يعرقل الاتفاق برمته، خاصة أنه الوصيّ على أقدس الديار الإسلامية، والمتحكم في أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط.

ورأت "وول ستريت جورنال"، في التقرير نفسه، أنه في حال إقدام السعودية على التطبيع قبل حل القضية الفلسطينية، سيكون ذلك بمثابة زلزال في المنطقة، ومن شأنه أن يقلب موقفاً عربياً استمر لعقود.
وتتحدث الصحيفة نفسها عن ضغوط إدارة ترامب لجمع السعودية وأبرز حلفاء واشنطن في المنطقة وخصوم إيران مع إسرائيل بهدف تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية وتخفيف عزلة تل أبيب، خاصة مع اتجاه واشنطن نحو تقليص وجودها العسكري في المنطقة.

المساهمون