تفاصيل الجلسة الطارئة لمجلس الأمن بشأن الهجوم الإسرائيلي على إيران

29 أكتوبر 2024
اجتماع مجلس الأمن بشأن الهجوم على إيران، 28 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أكد خالد خياري على ضرورة وقف التصعيد في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى خطورة الهجمات الإسرائيلية على إيران وسوريا، ودعا إلى الحوار والدبلوماسية.
- عبر مندوب الجزائر عن قلقه من النزاع الإقليمي، مدينًا الهجمات الإسرائيلية ومطالبًا باحترام القانون الدولي ووقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
- دعا مندوب الصين مجلس الأمن لضمان تطبيق ميثاق الأمم المتحدة، بينما حذر السفير الروسي من عواقب التصعيد، وأكدت المندوبة الأميركية دعمها لأمن إسرائيل، وأدان مندوب إيران الهجمات الإسرائيلية.

شدد مساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط في إدارة الشؤون السياسية للأمم المتحدة خالد خياري على أن التصعيد في الشرق الأوسط يجب أن يتوقف. وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، والذي عقد جلسة طارئة ليل الاثنين لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط والهجمات الإسرائيلية على إيران بطلب من الجزائر والصين وروسيا.

ووصف خياري التصعيد الذي تشهده المنطقة "بالخطير"، وتحدث عن إعلان الجيش الإسرائيلي في الـ26 من أكتوبر/تشرين الأول، عن تنفيذ "ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران"، وقال إنها "منشآت قالت إسرائيل إنها تستخدم لتصنيع الصواريخ – والتي شملت منصات صواريخ أرض-جو والقدرات الجوية الإيرانية. وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن مهاجمة مواقع في إيران. وقالت إسرائيل إن الضربات كانت ردًا على هجوم إيران على إسرائيل في الأول من أكتوبر".

وأشار المسؤول الأممي إلى إعلان إيران عن مقتل أربعة جنود ومدني جراء تلك الهجمات، ولفت الانتباه إلى إعلان سورية في اليوم نفسه عن شن إسرائيل "أيضًا غارات داخل الأراضي السورية، وذكرت التقارير أنها استهدفت الأجزاء الوسطى والجنوبية من البلاد، مستهدفة الدفاعات الجوية للحكومة السورية وقاعدة رادار". 

وشدد خياري على أن الهجمات الأخيرة بين الطرفين تهدد بإغراق المنطقة في المجهول في الوقت الذي "نحتاج فيه بشدة إلى خفض التصعيد على كافة الجبهات"، ولفت الانتباه إلى "إدانة الأمين العام للأمم المتحدة لجميع أعمال التصعيد، التي يجب أن تتوقف، كما يجب أن تتوقف الخطابات العدائية والتهديدية".

وذكّر بدعوات الأمين العام للأمم المتحدة المستمرة "إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، والمحاسبة على الجرائم المرتكبة بموجب القانون الدولي. وأحث جميع الأطراف على وقف جميع الأعمال العسكرية لمنع اندلاع حرب إقليمية شاملة والعودة إلى مسار الحوار والدبلوماسية".

مندوب الجزائر: نواجه نزاعاً إقليمياً له تبعات خطرة عالمياً

من جهته، قال مندوب الجزائر عمار بن جامع إن بلاده "حذرت مرارا وتكرارا من امتداد خطر العدوان الإسرائيلي لكافة أنحاء الشرق الأوسط. نواجه اليوم نزاعا إقليميا له تبعات خطرة عالميا". واعتبر بن جامع أن الهجمات الإسرائيلية على إيران "خرق للسلم والأمن الدوليين"، وأدان الهجمات بأشد العبارات وعبر عن تضامن بلاده مع إيران، واعتبرها انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وسيادة إيران، وأكد على ضرورة أن يوقف المجتمع الدولي "حلقة لامتناهية من العنف الإسرائيلي"، ولفت الانتباه إلى الضربات الإسرائيلية على دمشق، وتحدث مندوب الجزائر عن اعتماد ازدواجية المعايير من قبل بعض الدول، وأكد أن ذلك يضعف مصداقية مجلس الأمن الدولي.

وأكد بن جامع أن رسالة بلاده "تتمثل باحترام القانون الدولي دون استثناء ولا أحد فوق القانون ولا بد من مساءلة قوات الاحتلال الإسرائيلي عن أفعالها". وشدد الدبلوماسي الجزائري على ترابط الأسباب الجذرية لما يحدث في المنطقة والتي تتعلق باحتلال إسرائيل لأراض عربية بما فيها الأراضي الفلسطينية، وأكد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ولبنان لإنهاء العنف، وشدد على ضرورة أن يتمتع الفلسطينيون، على المدى البعيد، بحقوقهم الشرعية وإنهاء إسرائيل احتلالها لأراضيهم، ودعا كافة أعضاء مجلس الأمن إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة ولبنان والعمل نحو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

مندوب الصين: الوضع في الشرق الأوسط على شفا الهاوية

أما مندوب الصين فو تسونغ، فأشار إلى الهجمات الإسرائيلية على مواقع مختلفة في إيران وأدان "أي انتهاكات لسيادة إيران ووحدة أراضيها... حاليا فإن الوضع في الشرق الأوسط على شفا الهاوية ونشعر بالقلق إزاء التصعيد الإسرائيلي"، وأشار إلى أن السبب الأساسي لاستمرار تفاقم الوضع في الشرق الأوسط هو أن وقف إطلاق النار في غزة ما زال بعيد المنال، وتحدث عن ضرورة استخدام المجلس لكافة الأدوات المتاحة لضمان تطبيق ميثاق الأمم المتحدة.

السفير الروسي يحذر من عواقب كارثية على الجميع

ومن جهته، وجه السفير الروسي فاسيلي نبينزيا انتقادات للإدارة الأميركية لعدم ردعها إسرائيل ووقف تلك الهجمات واتهمها بتوفير المعلومات الاستخباراتية في دعمها لإسرائيل في هجماتها الأخيرة على إيران، ودعا إلى ضبط النفس وإنهاء التصعيد، وأشار إلى الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل ضد عدد من القادة، بمن فيهم قائد حركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ناهيك عن القصف والهجمات على كل من لبنان وسورية وفلسطين، وقال إن الأعمال العدائية من جانب إسرائيل تهدف إلى "إشعال نيران الحرب ويجب أن تتوقف، وقد تؤدي تلك الأعمال الاستفزازية إلى المزيد من التصعيد وزعزعة الاستقرار"، وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة والعودة إلى طاولة المفاوضات وإلا فإن المنطقة قد تواجه مواجهة واسعة النطاق مع عواقب كارثية على الجميع.

المندوبة الأميركية: لا نريد أن نرى تصعيداً إضافياً

من جهتها، تحدثت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عن العقوبات التي فرضتها بلادها وعدد من الدول الغربية على شركات إيرانية وأفراد، ورأت أن ذلك يعكس توافقاً دولياً بشأن نهج إيران في المنطقة وما سمته "حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها ضد هجمات إيران"، ورأت أن الهجمات الإسرائيلية جاءت ضد عدد من المواقع العسكرية وخارج المناطق السكنية، وشددت على أن بلادها لم تشارك بالعملية.

وأضافت "رسالتنا لإسرائيل واضحة ومفادها أننا سنساعد دائماً لضمان أمن أراضيها وشعبها ضد أي هجوم لإيران ووكلائها الإرهابيين. ورسالتنا لإيران واضحة مفادها أنه إذا اختارت أن تقوم بأعمال عدائية إضافية ضد إسرائيل أو أميركا في في المنطقة فستكون لذلك آثار خطرة ولن نتردد في الدفاع عن النفس. ونؤكد أننا لا نريد أن نرى تصعيدا إضافيا. ونعتقد أن هذا يجب أن يكون نهاية التبادل المباشر لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران".

مندوب إيران: على مجلس الأمن الرد على كل ما يهدد السلم العالمي

من جهته، أدان مندوب إيران أمير سعيد إيرواني "عدوان إسرائيل على سلامة أراضينا، والذي يمثل خرقا لميثاق الأمم المتحدة... إن نظام إسرائيل المجرم انتهك بشكل فاضح سيادة وسلامة الأراضي الإيرانية وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي". وأضاف المندوب الإيراني "لقد أطلقت الطائرات الحربية العسكرية الإسرائيلية صواريخ بعيدة المدى على مسافة مئة كيلومتر من الحدود الإيرانية مستخدمة المجال الجوي الذي أمنته القوات العسكرية الأميركية الموجودة في العراق"، وقال إن الدفاع الجوي الإيراني صد معظمها، وتحدث عن أن اعتداء إسرائيل جاء ضمن سلسلة هجماتها وزعزعة الاستقرار في المنطقة وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين والشعب اللبناني، وقال إن الدعم الأميركي غير المشروط يشجع إسرائيل على الاستمرار في عدوانها وانتهاكاتها، وتحدث عن واجب مجلس الأمن الدولي بموجب الفصل السابع بالرد على كل ما يهدد السلم العالمي، وشدد على ضرورة أن يدين مجلس الأمن الهجمات الإسرائيلية ويتدخل لصون الأمن والسلم الدوليين. وحذر المندوب الإيراني من استمرار تجاهله لذلك "بسبب الولايات المتحدة وازدواجية المعايير وتبريرها للفظائع التي ترتكبها إسرائيل وتصفها بالدفاع عن النفس"، وشدد على أن بلاده سترد "على ذلك العدوان عندما ترى ذلك مناسبا وهو حق يضمنه ميثاق الأمم المتحدة بموجب المادة 51".

من جهته، وصف مندوب إسرائيل للأمم المتحدة داني دانون رد حكومته بالمتناسب، وأضاف "وإلى قيادة إيران أقول نحن نحذركم، لقد أبدت إسرائيل ضبط النفس، ولكن من الآن فصاعدا لن تروا إلا القوة وأن أي عدوان إضافي سيواجه بنتائج سريعة وحاسمة. مقابل كل صاروخ تطلقونه وكل خلية إرهابية تدعمونها سيكون هناك رد"، وناشد مجلس الأمن لفرض عقوبات فورية وصارمة على البنية التحتية الإيرانية وإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب.

المساهمون