عيّنت حكومة هايتي رسمياً، الثلاثاء، أريال هنري رئيساً للوزراء، بعد أسبوعين تقريباً من اغتيال الرئيس جوفينيل مويس، في مؤامرة تمتد خيوطها على الأرجح إلى خارج حدود الدولة الواقعة في الكاريبي.
وتولى هنري دور القائد الفعلي لأفقر دول نصف الكرة الغربي في مراسم أقيمت في العاصمة بورت أو برنس، مستهلاً خطابه الأول بالوقوف دقيقة صمت على روح الرئيس الراحل.
وتكافح هايتي في مواجهة حالة انعدام القانون التي تغذيها عصابات العنف، وقال هنري إنه يريد تهيئة الظروف لأكبر عدد ممكن من الناس للتصويت في الانتخابات المقرّر إجراؤها في سبتمبر/ أيلول المقبل، مضيفاً: "حان وقت الوحدة والاستقرار".
ودعا هنري إلى استمرار الدعم الدولي لحكومة بلاده التي تلقت مساعدات بمليارات الدولارات منذ الزلزال المدمّر الذي ضرب هايتي عام 2010.
وقال رئيس الوزراء السابق الذي انتهت ولايته، كلود جوزيف، إن تعيين هنري يهدف إلى تسهيل إجراء الانتخابات، التي أُجريت آخر مرة في عام 2016. وحذر من مهمة صعبة تنتظر رئيس الوزراء الجديد.
وقال جوزيف: "إنكم ترثون وضعاً استثنائياً يشهد غياب رئيس كان بمثابة درع لكم، إضافة إلى أزمة سياسية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البلاد وانعدام الأمن بشكل متسارع، ووضع اقتصادي كئيب ومحفوف بالمخاطر".
وشدد هنري وجوزيف على أن الحكومة بحاجة لاستعادة النظام والأمن، وكذلك العمل على تعزيز الاقتصاد الذي دمرته الجريمة ووباء فيروس كورونا.
وأقيمت المراسم الثلاثاء، في الوقت الذي بدأ فيه التأبين الرسمي لمويس، الذي اغتيل في السابع من يوليو/ تموز عند منتصف الليل في مقر إقامته الخاص ببورت أو برنس على يد مجموعة تزيد على 20 شخصاً، معظمهم من المرتزقة الكولومبيين.
واعتقل قائد الأمن الخاص بالرئيس وبعض ضباط الشرطة في هايتي، إضافة إلى اثنين يحملان جنسيتي الولايات المتحدة وهايتي، للاشتباه في تورطهما في المؤامرة.
وهزّ مقتل مويس النظام السياسي الهش بالفعل، بينما سلّط الضوء على المؤسسات الأمنية الضعيفة التي تعاني من سيطرة العصابات القوية على مساحات شاسعة من أراضي هايتي.
وكان مويس قد اختار هنري، جراح الأعصاب البالغ من العمر 71 عاماً، ليكون رئيس الوزراء الجديد قبل أيام فقط من اغتياله. لكن هنري لم يؤدِّ اليمين رسمياً لشغل المنصب.
(رويترز)