تعليق واشنطن شحنة أسلحة إلى إسرائيل: ما نعرفه عن التفاصيل والأسباب

تعليق واشنطن شحنة أسلحة إلى إسرائيل: ما نعرفه عن التفاصيل والأسباب

08 مايو 2024
مدفعية الاحتلال تطلق النار باتجاه قطاع غزة، 8 مايو 2024 (جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الولايات المتحدة تعلق إرسال شحنة أسلحة لإسرائيل تشمل قنابل ثقيلة وذخائر دقيقة التوجيه بسبب الهجوم على رفح والخسائر بين الفلسطينيين.
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد على ضرورة حماية المدنيين ومراجعة المساعدة الأمنية لإسرائيل، في ظل مخاوف من استخدام القنابل في مناطق مكتظة.
- القنابل ذات القدرة التدميرية العالية تثير مخاوف من جرائم حرب، بينما تنفي إسرائيل استهداف المدنيين وتؤكد على محاربة حماس، والمحكمة الجنائية الدولية تحقق في العمليات.

علّقت الولايات المتحدة إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل تتضمّن قنابل ثقيلة، تستخدمها في حربها على قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني حتى الآن. ويأتي التعليق في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجوماً عسكرياً على مدينة رفح، جنوبي القطاع، على الرغم من اعتراضات الرئيس الأميركي جو بايدن. فما هذه القنابل؟ ولماذا علّقت واشنطن إرسالها؟

ما القنابل التي جرى تعليق إرسالها؟

قال مسؤولون أميركيون إن واشنطن أوقفت إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل تتكون من 1800 قنبلة تزن الواحدة منها ألفي رطل (907 كيلوغرامات)، و1700 قنبلة، تزن الواحدة منها 500 رطل (نحو 227 كيلوغراماً). وقالت أربعة مصادر إن الشحنات التي تأجلت لأسبوعين على الأقل، تتضمّن ذخائر من صنع شركة بوينغ، تحوّل القنابل الغبية إلى قنابل دقيقة التوجيه، بالإضافة إلى قنابل صغيرة القطر (إس.دي.بي-1). وقنابل (إس.دي.بي-1) عبارة عن قنبلة انزلاقية دقيقة التوجيه، تحتوي على 250 رطلاً (نحو 113 كيلوغراماً) من المتفجرات.

وكانت هذه الشحنات جزءاً من شحنة أسلحة إلى إسرائيل نالت الموافقة في وقت أسبق، وليست ضمن حزمة مساعدات إضافية في الآونة الأخيرة، وقيمتها 95 مليار دولار، أقرها الكونغرس الأميركي في إبريل/ نيسان.

لماذا تمنع الولايات المتحدة إرسال هذه القنابل؟

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تراجع "المساعدة الأمنية على المدى القريب... في ضوء الأحداث الجارية في رفح". وأضاف أوستن "كنا واضحين جداً... منذ البداية أنه يجب على إسرائيل ألا تشن هجوماً كبيراً على رفح دون الأخذ في الاعتبار المدنيين الموجودين في ساحة المعركة وحمايتهم". ويلوذ أكثر من مليون مدني فلسطيني برفح، وكان كثيرون منهم قد نزحوا في السابق من أجزاء أخرى من غزة، بعد أوامر إسرائيل بالإخلاء منها.

وقال مسؤول أميركي، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن قرار واشنطن تعليق إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل اتُّخذ بسبب الخوف من "الاستخدام النهائي للقنابل التي تزن ألفي رطل، والأثر الذي قد تسببه في مناطق حضرية كثيفة السكان كما رأينا في أجزاء أخرى من غزة". وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة راجعت بدقة تسليم الأسلحة التي قد تستخدم في رفح. وقال مسؤولون أميركيون إن القرار اتخذ الأسبوع الماضي، وشارك بايدن فيه مباشرة.

ما الضرر الذي قد تسببه القنابل التي تزن ألفي رطل؟

القنابل الكبيرة مثل تلك التي تزن 2000 رطل، تأثيرها يمتد لمساحة كبيرة. وتقول الأمم المتحدة إن "الضغط الناتج عن الانفجار قادر على تمزيق الرئتين، وتفجير تجاويف الجيوب الأنفية، وقطع الأطراف على بعد مئات الأمتار من موقع الانفجار". وجاء في تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعام 2022 أن استخدام متفجرات واسعة النطاق في منطقة مكتظة بالسكان "من المرجح جداً أن يكون له آثار بلا تمييز أو ينتهك مبدأ التناسب".

ما رد إسرائيل؟

تنفي إسرائيل استهداف المدنيين الفلسطينيين، وتقول إن اهتمامها ينصب على القضاء على حركة حماس، وإنها تتخذ جميع الاحتياطيات اللازمة لتجنب القتل غير الضروري. وبعد انتشار الخبر أمس الثلاثاء في واشنطن، رفض مسؤول إسرائيلي كبير تأكيد التقرير. وقال المصدر "إذا اضطررنا للقتال بأظافرنا، سنفعل ما يتعين علينا فعله". وقال متحدث عسكري إن أي خلافات تُحسم في جلسات مغلقة.

ماذا تقول المحكمة الجنائية الدولية؟

يصنّف النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية التي تحقق في حرب إسرائيل في غزة، هجوماً متعمداً بأنه جريمة حرب حين يكون من المعروف أن الوفيات أو الأضرار بين المدنيين ستكون "زائدة عن الحد بشكل واضح"، مقارنة بأي ميزة عسكرية مباشرة.

وعلّقت الولايات المتّحدة الأسبوع الماضي إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل، بعدما فشلت في معالجة "مخاوف" واشنطن إزاء خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياح رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والمكتظة بالنازحين، وفق ما أعلنه مسؤول أميركي، الثلاثاء. واتّخذت إدارة بايدن هذا القرار عندما بدا لها أنّ إسرائيل على وشك أن تشنّ عملية برية كبيرة في رفح، وهو أمر تعارضه واشنطن بشدّة. وقال المسؤول الأميركي إنّ المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين ناقشوا بدائل اجتياح رفح، لكنّ "تلك المناقشات متواصلة ولم تعالج مخاوفنا بالكامل". وأضاف: "عندما بدا أنّ القادة الإسرائيليين يقتربون من نقطة اتخاذ قرار بشأن عملية كهذه، بدأنا بمراجعة متأنّية لعمليات نقل أسلحة أميركية معيّنة إلى إسرائيل يمكن استخدامها في رفح. لقد بدأ ذلك في إبريل/ نيسان".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون